تنطلق اليوم منافسات تسخة جديدة من بطولة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، بعد أقل من شهرين من تتويج إسبانيا بلقب كأس أوروبا 2024 في العاصمة الألمانية برلين.
ويريد المنتخب الإسباني بطل أوروبا، انطلاق مشوار الدفاع عن لقب دوري الأمم الذي أحرزه العام الماضي بنجاح، عندما يلتقي مضيفه المنتخب الصربي في المجموعة الرابعة من المستوى الأول.
وتهيمن إسبانيا على كرة القدم الأوروبية على صعيد المنتخبات، فبعد 26 يوما من صعود المنتخب الإسباني على منصة التتويج بعد الفوز على إنجلترا في المباراة النهائية من كأس أوروبا، تكرّر المشهد أولمبيا في باريس بفوز منتخب “لا روخا” تحت 23 عاما على فرنسا وتتويجه بالذهب.
وتستكمل إسبانيا مشوارها في المجموعة خلال تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، عندما تستضيف الدنمارك، ومن بعدها تقابل صربيا مجددا على الأراضي الإسبانية.
لكن الفريق المتوّج بلقب كأس أوروبا يغيب عنه ثلاثة من لاعبي التشكيلة الأساسية التي خاضت نهائي كأس أوروبا، وهم ألفارو موراتا، أوناي سيمون وميكل ميرينو، في حين يحضر الشباب مثل لامين يامال ونيكو ويليامز، بالإضافة إلى وجوه جديدة على غرار أوسكار مينجيزا ظهير أيمن برشلونة السابق وسلتا فيجو الحالي، ولاعب وسط فالنسيا بيبيلو.
وقال مدرب إسبانيا لويس دي لا فوينتي: سنواصل القتال ومحاولة الوصول إلى أبعد نقطة في كل منافسة”.
ويستهل المنتخب الألماني مشواره في الموسم الجديد من البطولة بمواجهة نظيره المجري، بعد غد السبت بالمجموعة الثالثة، حيث تمثل تلك المباراة بداية لعصر جديد لمنتخب “الماكينات”، بعد اعتزال كل من مانويل نوير وتوماس مولر وإلكاي جوندوجان دوليا.
وأكد يوليان ناجلسمان، المدير الفني للمنتخب الألماني، أن مارك أندير تير شتيجن، حارس مرمى برشلونة الإسباني، سيكون هو الحارس الأساسي للفريق في المرحلة المقبلة، بعد اعتزال نوير دوليا.
ولم ينجح تير شتيجن خلال السنوات الماضية في حجز مركز أساسي له في منتخب ألمانيا، مع وجود نوير الذي بات الخيار الأساسي للفريق منذ العام 2009، ومنذ ذلك الحين شارك في 4 نسخ لكأس عالم الأعوام 2010 و2014 و2018 و2022، ومثلهم في بطولة أوروبا الأعوام 2012 و2016 و2020 و2024.
وسيكون جوشوا كيميتش، لاعب بايرن ميونيخ، هو القائد الجديد للفريق بعد اعتزال جوندوجان دوليا، حيث سيعتمد عليه ناجلسمان في حقبة جديدة بعد اعتزال العديد من النجوم دوليا وآخرهم توماس مولر.
وكان مولر بطل كأس العالم في نسخة عام 2014 في البرازيل، وسجل هدفا في شباك البرازيل في المباراة الشهيرة بالدور نصف النهائي والتي انتهت بفوز فريقه الكاسح 7-1.
ولا يعد المنتخب المجري غريبا على نظيره الألماني، حيث التقيا في الجولة الثانية بالمجموعة الأولى في “يورو 2024” في ألمانيا، حيث حقق أصحاب الأرض الفوز بهدفين دون رد.
من جهة ثانية، يبدأ المنتخب الإنجليزي حقبة جديدة، بعد قرار مدربه السابق جاريث ساوثجيت بالرحيل، عقب خسارة نهائي “يورو 2024”.
واستلم مدرب منتخب تحت 21 عاما لي كارسلي المهمة بشكل مؤقت، حيث سيقود “الأسود الثلاثة” لمباراتين فقط أمام أيرلندا في دبلن وفنلندا على ملعب ويمبلي في لندن.
ويبحث الاتحاد الإنجليزي عن مدرب جديد لخلافة ساوثجيت والتحضير لتصفيات كأس العالم 2026 التي تنطلق في آذار (مارس) 2025.
وفي حال حقق كارسلي بداية جيدة، قد يبقى على رأس الجهاز الفني حتّى نهاية مشوار دوري الأمم، حيث تلعب إنجلترا مع اليونان أيضا في مجموعتها من المستوى الثاني التي هبط “الأسود الثلاثة” إليها بعد النتائج التي قدمها في النسخة الماضية حيث تذيّل مجموعته بثلاثة تعادلات وودّع باكرا.
ويغيب الثلاثي فيل فودين وكول بالمر وأولي واتكينز عن المنتخب الإنجليزي، فيما حصل كل من نوني مادويكي، مورجان جيبس-وايت، تينو ليفرامنتو وأنجل جوميز على دعوتهم الدولية الأولى.
على صعيد متصل، كانت مشاركة كريستيانو رونالدو مهاجم النصر السعودي مع منتخب البرتغال في كأس أوروبا الأخيرة مخيّبة للآمال، إذ فشل بالتسجيل في خمس مباريات وودّع “سيليساو أوروبا” البطولة من ربع النهائي.
واعتقد كثيرون أن ابن الـ39 عاما قد يقبل أخيرا فكرة الاعتزال الدولي وأن الوقت قد حان للراحة، لكن مدربه الإسباني روبرتو مارتينيز استدعاه مجددا، قال رونالدو بعد اللقاء مع زملائه “عندما يحين الوقت، سأمضي قدماً”.
وتلعب البرتغال في المجموعة الأولى من المستوى الأول إلى جانب كرواتيا التي تستضيفها على أرضها أولا اليوم، وأسكتلندا ثانيا بالإضافة إلى بولندا.
ومن المتوقّع أن تستمر مشاركة الهدّاف التاريخي لمنتخب بلاده رونالدو أساسيا في ظل غياب جونكالو راموس مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي بسبب الإصابة.
في الطرف الآخر، يحاول منتخب كرواتيا، وصيف نسخة 2023، تقديم انطلاقة جيدة في البطولة، وتعويض جماهيره عن الاخفاق في بطولة أوروبا الأخيرة هذا الصيف، حينما خرج الفريق من دور المجموعات، بعد التعادل مع إيطاليا 1-1 والخسارة من إسبانيا 0-3 والتعادل مع ألبانيا 2-2.
ويتسلح المنتخب الكرواتي بخبرات نجمه وقائده لوكا مودريتش، لاعب وسط ريال مدريد الإسباني، والذي قاد الفريق للتأهل لنهائي نسخة 2023.
ولن يكتفي زلاتكو داليتش، المدير الفني للمنتخب الكرواتي، بمودريتش فقط، ليستدعي نجم وسط مانشستر سيتي ماتيو كوفاسيتش، وزميله في الفريق الإنجليزي والظهير الأيسر جوسكو جفارديول، والهداف أندي كراماريتش مهاجم هوفنهايم الألماني، وغيرهم من أصحاب الخبرة في الفريق الكرواتي الحاصل على المركز الثالث في مونديال 2022 ووصيف بطل كأس العالم 2018.
وستكون قمة مباريات الجولة تلك التي ستجمع بين المنتخب الفرنسي ونظيره الإيطالي، يوم غد الجمعة، ضمن منافسات المجموعة الثانية.
ويحاول منتخب فرنسا، بطل نسخة الموسم قبل الماضي من دوري الأمم، الخروج من عباءة الاخفاق الأخير في بطولة أوروبا، حينما خرج الفريق من الدور نصف النهائي على يد إسبانيا التي توجت باللقب فيما بعد.
وبنجومه كيليان مبابي وأنتوان جريزمان وعثمان ديمبلي وغيرهم، يرغب المدير الفني للفريق ديديه ديشان في تحقيق فوز معنوي مهم على ضيوفه الطليان، وهو الفريق الذي يعاني في السنوات الأخيرة.
ولم ينجح المنتخب الإيطالي في بلوغ نسختين متتاليين بكأس العالم في 2018 و2022، كما أن فوزه بلقب بطولة أوروبا 2020 التي تم تأجيلها لمدة عام، لم يشفع له في نسخة 2024، حينما خرج الفريق من دور الـ16 بثنائية نظيفة أمام سويسرا.
وبقيادة لوشيانو سباليتي، مدرب روما ونابولي السابق، يحاول المنتخب الإيطالي الاستيقاظ من سباته العميق والدخول فى حسابات المنافسة بالمجموعة التي تضم أيضا منتخب بلجيكا.
وهناك منتخبات أخرى غير إنجلترا تبدأ مرحلة جديدة تحت قيادة مدرب جديد.
مواجهة أيرلندا مع إنجلترا ستكون أول مباراة لمدرب الأول الأيسلندي هايمير هالجريمسون الذي يبلغ من العمر 57 عاما، وكان مدربا سابقا لجامايكا. وتم تعيينه في تموز (يوليو)، وسيقود الفريق أيضا في تصفيات كأس العالم.
منتخب ويلز هو الآخر سيكون تحت إدارة فنية جديدة بعد الفشل في التأهّل إلى كأس أوروبا، حيث حل كريج بيلامي محل روب بايج.
وستلعب السويد أولى مبارياتها الرسمية تحت قيادة مدربها الجديد يون دال توماسون، المهاجم الدنماركي السابق. وعاد ميرتشا لوتشيسكو، البالغ من العمر 79 عاما، لتولي تدريب منتخب رومانيا للمرة الثانية، بعد 38 عاما من إنهاء فترته الأولى.
وهذه هي النسخة الرابعة من دوري الأمم، لكن الشكل لم يصبح أكثر بساطة. الجديد هذه المرة هو خوض ربع النهائي في آذار (مارس) 2025، بمشاركة أفضل منتخبين من كل مجموعة في المستوى الأول، وستقام مباريات نصف النهائي في حزيران (يونيو) المقبل.
المنتخبات التي تحتل المركز الثالث في المستوى الأول، والمركز الثاني في المستوى الثاني، ستتنافس في مباريات الملحق للهبوط/الصعود، مع مباريات ملحق مماثلة بين المستويين الثاني والثالث.
كما سيكون هناك تأثير لهذه البطولة على تصفيات كأس العالم.
تتأهل المنتخبات الـ12 التي تتصدر مجموعاتها في التصفيات الأوروبية إلى كأس العالم، بينما ستذهب أربعة مقاعد أخرى للفائزين في مباريات الملحق التي ستضم 12 وصيفا بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات في دوري الأمم التي لم تتأهل من التصفيات.
إلى ذلك، أكد مدرب هولندا رونالد كومان التزام قائد المنتخب “البرتقالي” فيرجيل فان دايك مدافع ليفربول الإنجليزي البقاء في صفوف منتخب بلاده حتى مونديال 2026 لكرة القدم، في حين أقفل الباب أمام الجناح ستيفن بيرخفين بعد انتقاله إلى الدوري السعودي.
وكشف كومان الذي يستعد فريقه لمواجهة البوسنة والهرسك في دوري الأمم الأوروبية يوم السبت في أيندهوفن، أنه قام بزيارة فان دايك (33 عاماً) في ليفربول وقال في هذا الصدد “رأيت من المهم زيارته وتبادل الآراء معه وسألته عما اذا كان باستطاعته بذل قصارى جهده لسنتين إضافيتين على أعلى مستوى، وكان رده إيجابيا وبالتالي أزيلت جميع الشكوك”.
وأضاف كومان “أقر (فان دايك) بأنه لم يبلغ المستوى المتوقع منه في كأس أوروبا. أعتقد انه بصفته قائدا للمنتخب قام بعمل جيد، لكن ربما كنتيجة ربما بذل جهدا أكبر تجاه زملائه أكثر مما فعل تجاه نفسه”.
وخرجت هولندا في الوقت القاتل أمام إنجلترا 1-2 في نصف النهائي.
في المقابل، أكد كومان أنه لم يستدع الجناح ستيفن بيرخفين الى التشكيلة بعد بداية مخيبة في صفوف أياكس امستردام ثم انتقاله الى اتحاد جدة السعودي “الكتاب أقفل بالنسبة إليه. لم يتصل بي بالنسبة إلى ذلك (الانتقال إلى السعودية) واعتقد بأنه يدرك بماذا أفكر حيال ذلك. عندما تكون في السادسة والعشرين من عمرك، يجب ان يكون طموحك الأساسي يتعلق بالناحية الرياضية وليس المادية. إنها خيارات يقوم بها اللاعبون”.
وأضاف “لم أجد نفسي في هذه الحالة لأنني ذهبت الى برشلونة. كان بإمكانه البقاء في أياكس، فالأمر ليس بهذا السوء اليس كذلك؟ يتعين علي احترام قراره لكني لم أكن لأتخذه”.
واعتبر كومان أن غياب المهاجم ممفيس ديباي عن التشكيلة يعود إلى عدم انضمامه الى أي ناد بعد انتهاء عقده مع أتلتيكو مدريد الإسباني، وقال: “السبب يعود لأنه من دون ناد الآن وهذا يعني بأنك لا تمارس كرة القدم في الوقت الحالي وبالتالي لا تستطيع التواجد في صفوف المنتخب”.