اخلاء غزة من سكانها او جزء كبير منهم امر حتمي في ضوء ما يشهده القطاع من حرب شوارع بين المقاومة وقوات الاحتلال الصهيوني.
وما لا يقال في الاعلام العربي ويمكن قراءته وملاحظته بشكل جلي ، ان المواجهات بين جيش الاحتلال الذي اجتاح مناطق كثيرة في غزة وبين عناصر المقاومة الفلسطينية تتسبب في سقوط عشرات الالاف من الشهداء والمصابين بين المدنيين ، جراء تموضع قوات المقاومة بين المباني ، حيث يخرج المقاوم من منافذ الانفاق الكثيرة تحت غزة ليواجه من “مسافة الصفر” العدو الصهيوني.
وبالتالي فإن الرد الصهيوني يكون على مصدر الهجوم والذي عادة يكون بين المباني السكنية ليقوم بتدميرها بقنابل ذكية وغبية لاسكات مصدر الهجوم ، غير آبه بوجود سكان مدنيين في موقع الاستهداف.
وهو الامر الذي يتسبب بسقوط شهداء وجرحى بين المدنيين ومن يبقى على قيد الحياة يكون بين خيارين اما البقاء لملاقاة مصير من سبقوه او الهروب نحو ما اسماها جيش الاحتلال مناطق امنة في جنوب غزة وهي المناطق التي لم تعد أمنه حاليا لا سيما مع استهداف اماكن ايواء النازحين من شمال غزة من مدارس الاونروا او المخيمات المؤقتة التي اقيمت لاسيتعاب النازحين ، وهي استراتيجية يعمل الكيان الصهيوني حثيثا لترسيخها في الاذهان وبث الرعب ضمن ما يسمى “لا مكان آمن في غزة”.
وهي المحطة قبل الاخيرة والمرحلة التالية التي اشارت اليها الادارة الامريكية لتهيئة الرأي العام العالمي والعربي لبروز “ازمة انسانية” تضغط باتجاه فتح الحدود امام الهاربين من الصراع والقتل للمناطق الحدوية شمال سيناء داخل الحدود المصرية.
وبالطبع ومن ضمن عناصر التهيئة انطلاق اصوات دولية منادية بتوفير الحماية للمدنيين ريثما تضع الحرب اوزارها في غزة ، والضغط على مصر لاستقبال اللاجئين كخطوة انسانية لا يمكن رفضها!!
وهي فترة زمنية قد تكون كافية لابقاء اللاجئين من غزة في المناطق التي سيتم توفيرها كمناطق آمنة تتوفر فيها المساعدات الانسانية والطبية ، وحال استقرار عدد كبير من اللاجئين في مخيمات اللجوء المؤقتة ، يصبح بالامكان دخول الاطراف في مفاوضات لاعلان وقف اطلاق نار نهائي.
وبالتالي تحول الوضع بحسب المخططات الاسرائيلية في ابقاء مناطق عازلة ومفرغة من السكان على حدود غزة مع المستوطنات القائمة في غلاف غزة.