أكد رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، الدكتور عادل البلبيسي، أن مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، يتطلب تضافر الجهود والتعاون؛ لضمان عدم إساءة استخدامها دون وصفة طبية.
ودعا البلبيسي، إلى تعزيز الوعي وتشجيع الممارسات الطبية السليمة والمستدامة، خاصة تدابير ضبط ومنع العدوى، للحفاظ على الصحة العامة، مشيرا إلى أن الأردن أطلق أخيرا، التحديث الثاني لخطة عمله بشأن مقاومة مضادات الميكروبات للأعوام 2023-2025.
جاء ذلك خلال ندوة علمية نظّمها المركز بعنوان “نهج الصحة الواحدة لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات: دمج استراتيجيات صحة الإنسان وصحة الحيوان والبيئة”، اليوم الأربعاء، ضمن فعاليات الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات، بمشاركة المدير العام للمؤسسة العامة للغذاء والدواء، الدكتور نزار مهيدات، ونائب مدير عام الخدمات الطبية الملكية، العميد الدكتور أحمد الخوالدة، ونقيب الأطباء، الدكتور زياد الزعبي.
وأوضح أن المركز أجرى خطة تقييم لمدى التقدّم في الأنشطة الوطنية الخاصة بمقاومة مضادات الميكروبات، لبيان مدى الإنجاز والتحقيق في بنود الخطة ومشاركة مختلف الجهات في التنفيذ، إذ بينت النتائج تقدما ملحوظا في مجال صحة الإنسان، وتفاوتا في إنجازات القطاعات الأخرى المعنية بالخطة.
وأضاف أن البيانات أظهرت أيضا زيادة في استهلاك بعض المضادات الحيوية خاصة المعروفة بارتباطها بزيادة المقاومة، فجاءت الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز الإشراف على وصف وصرف مضادات الميكروبات لضمان سلامة المرضى، والاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات.
وأكّد البلبيسي أهمية الإعلام ودوره في تغيير المفاهيم والسلوكيات والممارسات الخاطئة التي تضرب جذورها في أنماط المجتمع وعاداته وثقافته.
بدوره، أكّد مهيدات، أهمية التصدي لوباء مقاومة مضادات الميكروبات على المستويين العالمي والوطني، من خلال الاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات في القطاعات الصحية، لافتا إلى دور المؤسسة في التصدّي لذلك من خلال تفعيل القانون الناظم الذي يضبط عملية صرف المضادات الحيوية، وتوعية الطواقم الطبية والمواطنين بالضرر المتأتي من الاستخدام اللارشيد للمضادات الحيوية المتعلق بسوء الصرف والاستخدام لهذه المضادات.
وبين أهمية التشاركية بين الجهات الصحية والطبية ذات العلاقة مع المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات على الصعيد الوطني.
بدوره، حذر الخوالدة، من سهولة صرف المضادات الحيوية من قبل الطواقم الصحية والطبية في الأردن، فضلا عن سوء استخدامها من قبل المواطنين؛ مؤكدا أهمية تقييد عملية صرف المضادات الحيوية ضمن بروتوكولات علاجية.
ودعا إلى أهمية التوعية والوقاية من العدوى المقاومة لمضادات الميكروبات، ومنع العدوى وضبطها من خلال النظافة والتعقيم وغسل الأيدي وغيرها من الإجراءات الضرورية.
من جانبه، أكّد الزعبي، أهمية وجود لجان ضبط ومكافحة العدوى في مختلف المستشفيات بالقطاعين العام والخاص، ووضع دليل إرشادي لاستخدام مضادات الميكروبات يكون مُلزما للكوادر الصحية ذات العلاقة، ووجود جهة رقابية وطنية على لجان ضبط العدوى في جميع المستشفيات لمراقبة مدى التزامهم بتطبيق الإجراءات الإرشادية لضبط ومكافحة العدوى من خلال تقارير دورية.
وبيّن الزعبي، أن قضية مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات هي قضية وطنية؛ نظرا لتداعياتها الخطيرة على صحة وحياة المواطنين والتكاليف المادية المترتبة عليها، مشددا على ضرورة عدم صرف مضادات الميكروبات بدون وصفة من الطبيب المختص.
وتضمنت الندوة عرضا لآخر التوصيات العالمية المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات، قدّمه ضابط ارتباط مقاومة مضادات الميكروبات في منظمة الصحة العالمية، الدكتور باسم زايد، حيث أكد أهمية التركيز على هدفين أساسين لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، وهما: وقف العدوى المقاومة لمضادات الميكروبات ومنع انتشارها قدر الإمكان، والعمل على الوقاية منها من خلال التوعية والاستهلاك الرشيد والمنضبط لمضادات الميكروبات لدى الإنسان والحيوان.
وأشار زايد، إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات هي مشكلة عالمية؛ حيث أظهرت دراسة علمية صدرت عام 2019، وفاة 5 ملايين على الصعيد العالمي مرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات، وأن مقاومة مضادات الميكروبات جاءت في المرتبة الرابعة لأسباب حدوث الوفاة في الأردن، حيث أظهرت وفاة 2400 شخص في الأردن مرتبطة بهذه السبب.
يُشار إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات تعتبر عالميا كواحدة من أكثر المشكلات تحديا، ومن مسببات الوفاة في القرن الحادي والعشرين؛ إذ إن ظهور مقاومة مضادات الميكروبات أفقد عقاقير كثيرة فعاليتها؛ ما أدى إلى صعوبة العلاج، وفي بعض الأحيان استحالته، ما يعني أن كثيرا من الأمراض المعدية الشائعة التي تمت السيطرة عليها سابقة قد تصبح فتاكة مرة أخرى.