
كتب- د.م. محمد الدباس – بالرغم من أن اسرائيل لم تحقق نصراً مطلقاً على حمــ.اس في حربها معها لأكثر من عام، إلا أنه في حال خروج حماس من السيطرة على حكم غزة، فإن ذلك سيعتبر “نصراً إستراتيجياً” لإسرائيل، فمستقبل حماس في قطاع غزة تبدو مظاهره بالتشكل التدريجي، وبالرغم من ذلك يقول الخبير المختص في مجلس العلاقات الدولية في أمريكا Steven A. Cook بأن اتفاقية الهدنة ستكون (هشة Vulnerable)، وأن حماس كان لديها حافزاً من استمرارية الحرب لتدمير صورة اسرائيل كدولة احتلال أمام العالم أجمع.
تشير الوقائع إلى ترتيبات تهدف (لإقصاء) حماس تدريجيا عن المشهد القادم من خلال مايلي:-
1. إبعاد حماس عن السلطة:-
حيث يبدو بأن هناك ترتيبات دولية وإسرائيلية تهدف إلى إنهاء دور حماس في غزة، مستغلة بنودا خفية في (اتفاقيات الهدنة)، مثل: نقل الجرحى، لإخراج كوادر الحركة العسكرية من القطاع أو غيرها من التدابير الخفية.
2. إدارة جديدة للقطاع:
يتوقع أن يشهد القطاع ترتيبات جديدة، تشمل إدارة مؤقتة تحت إشراف السلطة الفلسطينية أو كيان دولي متفق عليه بين اسرائيل وأمريكا وحلفائهما، بهدف تحقيق إستقرار طويل الأمد يخدم مصالح دولية وإقليمية.
3. أما عن “مستقبل حماس” فيبدو غامضاً حيث تواجه تحديات كبيرة لإعادة صياغة دورها السياسي بعيدا عن السلطة، خاصة مع توقع استبعادها من أي موقع سلطوي مستقبلي.
4. رؤية إسرائيل:-
إسرائيل تسعى لتحقيق هدف استراتيجي يتمثل في القضاء على البنية الحاكمة لحماس، وضمان عدم عودتها إلى الحكم.
خلاصة القول؛
غزة أمام مرحلة انتقالية جديدة تتسم بتغيرات إقليمية ودولية تهدف لإقصاء حماس، وإعادة تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني وربما لكامل الإقليم، مما يضع الحركة أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التكيف مع المعادلة الجديدة أو مواجهة خطر التهميش الكامل.