تعليم وجامعات

انطلاق مؤتمر إعداد المعلمين وتطويرهم المهني في اليرموك

أكد رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، اليوم الأربعاء، أهمية أن يهب الجميع لإعادة الألق للمدرسة والعملية التعليمية، لا سيما أن ذلك هو السبيل الوحيد للوصول إلى مستقبل مشرق لهذا الوطن.

جاء ذلك خلال رعايته انطلاق فعاليات مؤتمر كلية العلوم التربوية الـ 15 بجامعة اليرموك “إعداد المعلمين وتطويرهم المهني: إلهام المستقبل” الذي جاء تحت شعار “أيد ماهرة وعقول مبتكرة”، وتنظمه الكلية بالتعاون مع كرسي الألكسو للدراسات والبحوث التربوية في الجامعة.

وقال إن الإدارة الحصيفة لعناصر العملية التربوية قادرة على ترميم أوضاع المدرسة، معالجة التراجع الذي أصاب العلاقة بين الطالب والمعلم والكتاب والمدرسة والامتحان.

وأضاف “أننا بحاجة إلى وقفة متأنية لإحداث نقلات متسارعة تنقلنا من منهاج حقائق ومعلومات إلى منهاج مهارات ومعارف متعدد المصادر، ومن منهاج سطحي إلى منهاج عميق يتحدث إلى الأطفال ويستمع إليهم ويركز على مهارات المستقبل”.

وبين المناهج الأداة الأولى والكبرى في نقل فلسفة الدولة وتطلعاتها، وتشكل الجانب الأساسي في نجاح عملية التعلم والتعليم، مؤكدا أن المعلم المبدع يستطيع أن يوجد نماذج عظيمة من مناهج بسيطة، فيما يمكن للمعلم غير المؤهل أن يقتل قيم أي منهاج.

وشدد الروابدة على ضرورة توفير مجموعة أمور ليتمكن “المعلم المتعلم” من أداء واجبه ببناء المجتمع وبناء الفرد، وعلى أن توفر مهنة التعليم لأصحابها مكانة اجتماعية مرموقة، ودخلا متميزا، وأن تتيح له الترقي إلى الرتب العليا والقيادية.

بدوره، قال رئيس الجامعة الدكتور إسلام مساد قال إن تنظيم هذا المؤتمر جاء استجابة وانسجاما مع رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني في مجال تطوير التعليم وفي إطار المساهمة الفاعلة في التنمية الوطنية الشاملة المستدامة، مؤكدا أن الرؤية الاستشرافية لجلالة الملكة رانيا العبدالله واهتمامها بالتعليم وبالمعلمين وتأهيليهم كانت رؤية سابقة لعصرها.

وأكد أهمية برنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين الذي بات جزءا أساسيا في تطوير مستوى التعليم، ورفع مستوى جودته، مبينا أن الجامعات اضطلعت بدورها فيما يتعلق بتأهيل المعلمين من خلال عقدها مؤتمرات متخصصة لمناقشة أوراق علمية وبحثية مبنية على الأدلة والبيانات والحجة للوصول إلى حلول ناجعة لمختلف القضايا التربوية.

وبين عميد كلية العلوم التربوية، رئيس المؤتمر الدكتور أحمد الشريفين، أن شعار هذا المؤتمر “أيد ماهرة وعقول مبتكرة” جاء ليقدم مقاربات تسهم في تطوير استراتيجيات التدريس، والارتقاء بالممارسات التربوية للمعلمين لتواكب المستجدات العلمية والتربوية، والممارسات الفضلى عالميا.

وأكد أن جوهر ضمان الارتقاء بالممارسات التربوية يتطلب تطوير مهارات المعلمين وتعزيز قدراتهم، ومهارات التواصل مع الطلبة وأولياء الأمور، ومهارات العصر الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتفهم الاحتياجات الخاصة للطلبة بحيث تتماشى مع احتياجات سوق العمل والمجتمع محليا وعالميا؛ للوصول إلى تحقيق أهداف التعليم المستدام.

من جانبه، أكد الدكتور تركي النافعي من سلطنة عمان باسم المشاركين أن المعلم ركيزة أساسية في أي نظام تعليمي، داعيا إلى تعزيز مهاراته وقدراته ليمتلك المعلم المهارات اللازمة للإبداع في شتى حقول المعرفة، والرقمية منها على الأخص، تطبيقات االذكاء الاصطناعي في التعليم.

وقال النافعي إن محاور هذا المؤتمر تركز بمجملها على المعلم؛ باعتباره المرآة التي تعكس الأفكار التي يسعى إليها المؤتمر، بدءا بالبرامج التدريبية والاحتياجات الحالية والمستقبلية، إلى تحقيق الاستدامة المهنية للمعلمين، وتوفير الرفاه المهني والنفسي لهم، والأخذ بالتجارب الناجحة محليا وعالميا التي حققت نتاجا مهنيا.
وفي نهاية حفل الافتتاح المؤتمر الذي قدمه شاغل كرسي الألكسو رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور هادي الطوالبة، سلم الروابدة الدروع التكريمية للداعمين للمؤتمر، وللعمداء السابقين لكلية العلوم التربوية.

وتضمنت فعاليات اليوم الأول عقد 4 جلسات علمية، ترأس الأولى الدكتور عدنان العتوم من جامعة اليرموك، وناقشت أوراقا علمية حول “الدور الرئيسي للمعلم التربوي في التنمية العالمية” قدمها نائب رئيس منظمة ايركس الدكتور سانتياغو سيداكا، و”الدور المستقبلي للجامعات في حل أزمة التعليم العالمية” قدمها الدكتور مدير برنامج مشروع التعليم المبكر “أساس” كاميرون ميرزا، و”تجربة أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين في دعم المجتمع التربوي في الأردن والمنطقة ” قدمها الرئيس التنفيذي للأكاديمية الدكتور أسامة عبيدات، و”تأثير التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي في عملية تأهيل المعلمين” قدمها رئيس الجامعة الملكية للمرأة في البحرين الدكتور رياض حمزة.

فيما تضمنت الجلسة الثانية التي ترأسها عميد كلية التربية (الإقليمي) في الجامعة العربية المفتوحة الدكتور محمد طوالبة، مناقشة أوراق بحثية حول “جهود وزارة التربية والتعليم في تطوير برنامج التنمية المهنية للمعلمين” قدمها مدير إدارة الاشراف والتدريب التربوي في وزارة التربية والتعليم الدكتور محمد المومني، و”برنامج تأهيل المعلمين ما قبل الخدمة المدعوم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية”، قدمتها مدير برنامج إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة الدكتورة هالة زبانة، و”رحلة التغيير: (برنامج إجادة) التنمية المهنية للمعلمين بمنظور تكاملي” قدمها الدكتور قيس المومني من مؤسسة إنقاذ الطفل، و “واقع الرفاه المهني لدى المعلمين في الأردن” قدمها الدكتورالشريفين.

وناقشت الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور يوسف سوالمة، موضوعات “أنموذج مقترح لبرنامج تطوير الأداء المهنيّ للمعلّمين أثناء الخدمة في ضوء الاتّجاهات الحديثة” للدكتورة اسماء أبو شقورة، و”تدريس الرياضيات بالفصول الافتراضية: التحديات والحلول من وجهة نظر المدرسين (Online)” للدكتور خالد الخطيب، و”تقييم برنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين في إكساب المعرفة التكنولوجية والبيداغوجية والمحتوى TPACK من وجهة نظر معلمي العلوم قبل الخدمة في جامعة اليرموك” للدكتورة رانيا الرفاعي والدكتور عبد الله خطايبة والدكتورة ابتسام ربابعة، و”فاعلَّية برنامج تدريبي مقترح قائم على نظرية معالجة المعلومات في تنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة بإدارة تعليم صبيا (Online)” للدكتورة حنين أنور عبد الغفور صديق.

فيما ناقشت الجلسة الأخيرة التي ترأسها الدكتور وصفي هزايمة موضوعات “برنامج تدريبي مقترح قائم على التفكير السابر لتنميَّة مهارات التميز التدريسي لدى معلمي الكيمياء بالمرحلة الثانويَّة وأثره على مهارات التعلُّم المنظم ذاتيًا لدى طلاب الصف الأول ثانوي (Online)” للدكتور أيمن خواجي، واستراتيجيات تدريس منهاج اللغة الإنجليزية الفلسطيني بوصفه مخرجات لمشروع تأهيل وتدريب المعلمين الممول من البنك الدولي- الحالة الفلسطينية أُنموذجًا” للدكتور خالد دويكات، و”دور المرشد المدرسي في تنمية الوعي بالتعلم الرقمي لدى طلبة المرحلة الثانوية في لواء سحاب” للدكتورة هند البدادوة.

زر الذهاب إلى الأعلى