الاخبار الرئيسيةدوليعربي ودولي

بعد عملية “التابعين”.. هل حصل نتنياهو على ضوء أخضر بالتصعيد؟

بعد قصف إسرائيل لمدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرقي مدينة غزة، والذي تسبب في استشهاد أكثر من 100 فلسطيني فضلا عن عشرات الجرحى، باتت جهود الوسطاء لإقرار هدنة في قطاع غزة في مهب الريح.

القصف الأخير قد يتسبب في إفشال مساعي التهدئة وإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، الأمر الذي استعدى البيت الأبيض للتأكيد على عدم سماح الإدارة الأميركية لمن سمتهم “بالمتطرفين” بإخراج محادثات وقف إطلاق النار بغزة عن مسارها.
ويرى الكاتب والباحث السياسي أحمد زكارنة أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يأخذ المنطقة في خط تصاعدي واسع النطاق.

كما وأن نتنياهو منذ عودته من واشنطن يتجه بالمنطقة للتصعيد ولمواجهات أوسع في اليمن ولبنان وإيران، والتصعيد الإسرائيلي الأخير يشير لاحتمالين، الأول أن نتنياهو حصل على ضوء أخضر أميركي بالتصعيد وهو أمر مستبعد في ظل الخلافات بين الإدارة الديمقراطية في واشنطن وحكومة الاحتلال الإسرائيلية، والاحتمال الثاني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي انخرط في الانتخابات الأميركية لصالح الجمهوريين.

وتابع إن نتنياهو يهدف لقطع الطريق أمام جهود الإدارة الاميركية لنزع فتيل الأزمة في الشرق الأوسط، والإدارة الأميركية ربما اتجهت لإبرام صفقة ضمنية لحساب صفقة علنية من خلال تهدئة الجانب الإيراني حتى لا يرد بقوة على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حما.س إسماعيل هنية في مقابل عقد صفقة لوقف إطلاق النار في غزة، وهذه الصفقة لا يريدها نتنياهو، ولذا اتجه لفتح مسارات متوازية من خلال إرسال وفد للتفاوض وفي الوقت نفسه الضغط في الميدان على حركة حما.س، كما أن الهدف من الضغط على حما.س عسكريا دفعها للقبول بشروط نتنياهو التي تزداد يوما بعد يوم، أو جعلها تضطر للرفض وهنا تتهم المقاومة بأنها ترفض التهدئة والمفاوضات.

وأكد أن الكيان الصهيوني لا يعترف بالقوانين الدولية وتمارس الضرب تحت الحزام ونتنياهو اختطف الدولة، والاستطلاعات أشارت إلى أن 70 بالمئة من الجمهور الإسرائيلي يوافقون على الاعتداء على الشعب الفلسطيني ويدافعون عن المجرمين الذين ينكلون بالفلسطينيين في السجون ما يشير لتصاعد الفاشية في الكيان الصهيوني بما يشبه صعود النازية في ثلاثينات القرن الماضي، كما أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يتم استهدافها واختراقها من غلاة المستوطنين.

تصريحات الغرب الأطلسي الحليف للكيان الصهيوني تنتقد غلاة المتطرفين خاصة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وأهالي الرهائن تراجعوا في الشارع بسبب تعرضهم للإهانة والتهديد والضرب، أما بالنسبة للمساعدات الأميركية الأخيرة للكيان (أميركا قدمت مساعدات أمنية للكيان الاسرائيلي بقيمة 6.5 مليار دولار) هي صفقة تحفيزية لدفع نتنياهو تجاه إبرام صفقة، ما يريده نتنياهو هو تطهير عرقي من خلال دفع سكان غزة للتهجير الطوعي عبر خلق بيئة طاردة.

وختم أن إيران لن تصعد كثيرا ولن يكون هنية (الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حما.س إسماعيل هنية) أغلى من قاسم سليماني (القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني) وطهران لديها مشروع نووي لا تريد التضحية به، حما.س لا يجب أن تغلق باب التفاوض لا سيما وأن الدماء تنزف والجبهة الداخلية مشتعلة، والسنوار (زعيم حركة حما.س يحيى السنوار) شخص براغماتي يستخدم الأدوات الراديكالية وسيذهب إلى الصفقة حتى يحشر الكيان الصهيوني في الزواية ويتجنب التعرض لاتهامات من الجبهة الداخلية.

من جانبه قال الوزير السابق والمحاضر في الجامعة العبرية شمعون شطريت إن الكيان يهاجم حركة حما.س في غزة لأن الأخيرة لا تزال تطلق الصواريخ وتشن عمليات عسكرية، وأن حركة حما.س لا تزال تطلق الصواريخ وتشن عمليات عسكرية، وكلما استمرت تلك العمليات سيتواصل الرد الإسرائيلي، كما كانت هناك عمليات إنذار قبل عملية الدرج و”إن الاحتلال يبذل جهودا للحد من سقوط ضحايا مدنيين”.

وتوقع التوصل لاتفاق هدنة في منتصف الشهر الجاري، التوصل لهدنة مهم لمصلحة الكيان الصهيوني ولحركة حماس، ف”مقتل المدنيين مسؤولية حركة حما.س التي تتخذ من المساجد وأماكن إيواء النازحين وغيرها مراكز عمليات عسكرية”.

وأكد على أن هناك خلافات إسرائيلية داخلية بشأن الصفقة مع حما.س، ومعظم الإسرائيليين يعارضون موقف الوزراء المتطرفين مثل سموتريتش  وبن غفير، وأن الكيان الصهيوني متمسك بتنسيق العمليات مع الولايات المتحدة على المستوى الإقليمي والعالمي.

وختم “السنوار وزملائه تسببوا في دمار ومعاناة لمدة عشرة أشهر في ظل العمليات العسكرية، والمصلحة تقضي بالتوصل لصفقة للحفاظ على وجود الحركة بقطاع غزة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى