كتب – محمود علي الدباس – صدعتنا التصريحات التي تطلق بين الحين والاخر عن وصف ستاد عمان بـ”شيخ الملاعب” بالرغم من وصوله الى مرحلة انتهاء العمر الافتراضي له ، وعلى الرغم من القيمة التاريخية لمدينة الحسين للشباب ، التي لا يساورنا شك في انها قيمة كبيرة ومستحقة ، ارتبطت بنشأة الدولة الاردنية وتطورها ونمائها الا ان ذلك لا يمكن ان يوقف حركة التطور والتنمية.
ولان سنة الحياة التطور والتعامل مع الواقع ومتطلباته ، وحيث ان مدينة الحسين للشباب بقيت في منطقة تجارية سكنية مزدحمة ، ولم تعد ذلك المكان الذي كانت عليه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ، حيث لم تعد عمان هي عمان مساحة وسكان ومتطلبات تنموية.
حيث يرى الجميع ان الموقع الحالي لمدينة الحسين للشباب لم يعد مناسبا بوصفها “مدينة رياضية” تحيط بها المباني والمجمعات التجارية والسكنية وشوارع مكتظة بالمركبات اغلب اوقات النهار الى ساعات الليل بالنظر لوقوعها على شارع نافذ “الشهيد” يصل شمال وغرب عمان بشرقها وصولا الى محافظة الزرقاء ، تتأثر بانعكاسات الاثر البيئي الذي يخلفه هذا الازدحام المروري والسكاني.
ولم يعد موقع المدينة مناسبا من ناحية صحية ورياضية كمتنفس حيث تضغط عليها من كل النواحي البيئية واللوجستية.
وهنا نطرح مشروعا استثماريا رياضيا وحلول عملية لما يعانيه المربع العمراني في محيطها ، فموقع المدينة الرياضية من ناحية اقتصادية من الافضل ان يكون امتدادا للمناطق التجارية التي تحيط به سواء شارع الملكة رانيا “الجامعة” و شارع وصفي التل “الجاردنز” وحي المدينة الرياضية.
وبالتالي فإن ما يمكن ان يكون عليه الوضع هو في استثمار اراضي المدينة الرياضية او اغلبها باستثناء موقع “صرح الشهيد” والذي لا يشكل عبئا من ناحية لوجستية على المكان ، وبيع باقي الاراضي التي تقوم عليها المدينة الرياضية ، ورصد قيمة البيع لاقامة مدينة رياضية على طريق المطار او في المنطقة القريبة من الماضونة حيث تقام الان عدد من المنشآت الحكومية الخدمية واقامة ستادات في مناطق مختارة من العاصمة بعيدة عن الازدحامات المرورية والسكانية.
وان يتولى صندوق رأس المال والاستثمار الأردني هذه المهمة وبالتعاون مع صندوق استثمار اموال الضمان الاجتماعي باستملاك اراضي المدينة الرياضية وتنفيذ المشاريع الرياضية والبنى التحتية الجديدة.
الشيء الذي يجب ان تقوم به الحكومة هو استثمار اراضي مدينة الحسين للشباب وبناء مدينة رياضية جديدة على طريق المطار وستادات في عدة مناطق مناسبة من العاصمة بقيمة ما سيتم بيع اراضي المدينة الرياضية والتوجه للاستثمار الرياضي المحترف من خلال استقطاب اندية عالمية خلال العام او اقامة بطولات مصغرة لاندية عالمية من شأنها ان تجذب مشجعي تلك الفرق لزيارة الاردن وحضور المباريات والبطولات المصغرة وكذلك استضافة بطولات ونهائيات عالمية من الدوريات الاوروبية وهو ما سيدر دخلا ماليا على الاردن وتشغيل القطاعات الاقتصادية المختلفة وخلق فرص عمل جديدة للشباب الاردني من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تحتاجها مثل هذه المنشآت.
وكذلك ما ستدره من دخل اضافي الرعايات للشركات المحلية والعربية والعالمية خلال اللقاءات بين الفرق العالمية لتكون رافدا لدعم القطاع الرياضي والشبابي ورفع سويته.
ومن الفوائد العديدة التي سينتج عنها مثل هذا التوجه ، رفع سوية البنية التحتية الرياضية والتي ستنعكس على المستوى الرياضي ، والبناء على الانجازات التي تحققها الفرق الرياضية الاردنية في المحافل العالمية والقارية.