دوليعربي ودولي

تنصيب ترامب.. مراسم تاريخية وسط موجة ثلوج قاسية

في حالة تاريخية نادرة، دفعت العاصفة الثلجية التي اجتاحت العاصمة واشنطن، إلى جانب تدني درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، مسؤولي العاصمة إلى إعادة النظر في خطط حفل تنصيب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، دونالد ترامب، المقرر عقده هذا الاثنين.

التعديلات التي أعلنها المسؤولون الحكوميون تتعلق بنقل مراسيم حفل  التنصيب من مكانها التقليدي والتاريخي على شرفة مبنى الكابيتول المطل على ساحة المنتزه الوطني، بعد شهور من الإعداد والتحضير لهذه المناسبة، إلى قاعات مبنى الكونغرس الداخلية، لتجنب احتمالات تعريض الحضور من المدعوين والجمهور العام إلى خطر التأثر بالبرد القارس.

وأعلن الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، عبر منصته “تروث سوشيال” أنه لا يرغب في أن يؤدي تنظيم الحفل بالطريقة التقليدية إلى إيذاء الحضور، بسبب درجات الحرارة المتدنية جدًا والموجات الصقيعية التي يتوقع أن تضرب العاصمة واشنطن في نهاية الأسبوع الحالي.

وقال ترامب إنه يفضل إجراء الحفل في مكان مغلق للحفاظ على سلامة الجميع.

درجات حرارة قاسية

وتشير مراكز الأرصاد الجوية إلى أن مدن وولايات الساحل الشرقي الأمريكي مهددة بانخفاض حاد في درجات الحرارة نهاية هذا الأسبوع، ما سيؤثر في سير الحياة الطبيعية، ويهدد حياة الأفراد في مناطق واسعة من هذه الولايات.

وقال المختصون إن هذه الأجواء الباردة التي تشهدها العاصمة  واشنطن لم تشهدها المدينة منذ أربعين عامًا، وهو أمر يعيد إلى ذاكرة الأمريكيين الأجواء التي أرغمت الرئيس الجمهوري الراحل رونالد ريغان على إقامة حفل تنصيبه داخل قاعة مغلقة في عام 1985، بسبب موجة البرد الشديد الذي ضرب العاصمة آنذاك، إذ سجلت درجات الحرارة وقتها انخفاضًا قياسيًا.
ويتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى 13 درجة مئوية تحت الصفر في يوم التنصيب، مع تأثير الرياح التي ستجعل الأجواء أبرد بكثير مما هو متوقع.

خطاب هاريسون “القاتل”

وهذه الأجواء القاسية تذكر الأمريكيين أيضًا بحالة الطقس التي شهدتها العاصمة واشنطن في عام 1841، حينما تسبب البرد الشديد في وفاة الرئيس “وليام هنري هاريسون” بعد أن ألقى خطابًا على شرفة الكابيتول استمر لمدة ساعتين، دون أن يرتدي معطفًا واقيًا أو قبعة على رأسه، ما أدى إلى إصابته بالتهاب رئوي حاد بعد الحفل، تسبب بوفاته بعد شهرين، ليكون بذلك أول رئيس أمريكي يتوفى في أثناء فترة رئاسته وأول ضحايا حالات البرد الشديد التي تصاحب عادة حفلات تنصيب الرؤساء.

هذا اليوم التاريخي والاستثنائي لم يخل هو الآخر من بعض المفارقات التاريخية اللافتة، ومنها تلك التي تخص الرئيس  ريغان الذي كان قد شهد حفل تنصيبه في ولايته الأولى درجة الحرارة الأعلى من نوعها في تاريخ حفلات التنصيب ببلوغ درجة الحرارة يومها في العاصمة واشنطن خمسًا وخمسين درجة وهو رقم قياسي لم يشهده تاريخ الرؤساء الأمريكيين جميعًا.

وترامب ذاته كان قد واجه حالة من البرد القارس المصحوب بموجة من الأمطار في حفل تنصيبه لولايته الأولى في يناير 2017، لكنها لم تكن بهذا السوء الذي سيكون عليه الوضع هذا الاثنين.

وأوضح الرئيس المنتخب أن المراسم ستُقام داخل قاعة “الروتوندا” المعروفة باسم قاعة “القبة الكبرى” في مبنى الكابيتول، وهي القاعة نفسها التي شهدت حفل تنصيب الرئيس الراحل ريغان في عام 1985.

والرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، والرؤساء السابقون، وكبار الضيوف سيكون بإمكانهم متابعة المراسيم من داخل مبنى الكابيتول، فيما سيضطر آخرون من الضيوف إلى متابعة الحفل من قاعات مجاورة داخل المبنى، لضيق المكان ومحدودية المساحة المتاحة أمام الحضور.

يشار إلى أن الموقعين الداخلي والخارجي لحفل التنصيب المرتقب كانا قد شهدا موجة من الاعتداءات التي استهدفت مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الأول قبل خمس سنوات عندما هاجم أنصار ترامب وقتها المبنى احتجاجًا على نتائج الانتخابات التي فاز فيها الرئيس بايدن وخسرها ترامب، وحاولوا منع التصديق على نتائجها من قبل نواب وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.

ويعرف أن قاعة “الروتوندا” تتسع عادة لسبعمئة من الحضور من كبار الشخصيات وزوجاتهم عادة في هذا النوع من المناسبات التي يحتضنها مبنى الكابيتول.

تغيير محوري

هذا التغيير في الفقرة المحورية في مراسم التنصيب لن يؤثر في بقية الفقرات الاحتفالية التي تصاحب هذه المناسبة، ومنها إتاحة متابعة الحفل على شاشات كبيرة للجمهور العام في ساحة المتنزه الوطني وفي المساحات المجاورة لمبنى الكابيتول.

وأوضح فريق ترامب الانتقالي كذلك أن جميع الفعاليات المتعلقة بمراسم أداء اليمين الدستورية وخطاب الرئيس التي نقلت إلى الداخل، فإن بقية الاستعراضات الاحتفالية المقررة في مساء اليوم نفسه، سواء تلك التي تُقام بجوار البيت الأبيض في فترة ما بعد الظهيرة وما يتبعها في المساء، ستظل قائمة كما هي، ولن تتأثر بهذا التعديل أو التغيير.

وحتى تلك التجمعات الاحتفالية التي تسبق حفل التنصيب، والمقررة ليوم الأحد مساءً بجوار مبنى الكابيتول، ستظل قائمة من دون خضوعها لأي تعديل في المكان أو التوقيت، رغم موجة الثلوج المتوقعة على واشنطن في هذا اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى