قال البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اتصال هاتفي الخميس، أن إسرائيل قررت إرسال وفد لاستئناف المفاوضات بشأن المحتجزين مع حركة حم.اس.
وأشار مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي إلى أن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق بعد أن قدمت حماس اقتراحا معدلا بشأن شروط الاتفاق.
وقال المصدر، الذي تحدث شريطة عدم نشر هويته “الاقتراح الذي قدمته حماس يشكل تقدما كبيرا للغاية”.
وجاء رد الفعل الإسرائيلي على اقتراح حماس، الذي قدمته عبر وسطاء، مختلفا بشكل واضح مقارنة بردود سابقة خلال الحرب المستمرة منذ قرابة تسعة أشهر في غزة عندما كانت إسرائيل تقول إن شروط حماس غير مقبولة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن رئيس جهاز المخابرات (الموساد) سيقود وفد المفاوضات.
وذكر مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء سيجري في وقت لاحق من الخميس، مشاورات مع فريق المفاوضين الإسرائيلي قبل عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني للمناقشة بشأن المحادثات حول اتفاق المحتجزين.
وقال البيت الأبيض إن بايدن ونتنياهو ناقشا خلال الاتصال الهاتفي أحدث رد من حماس بشأن البنود المحتملة للاتفاق.
وأضاف في بيان “رحب الرئيس (الأميركي) بقرار رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بالسماح لمفاوضيه بالتواصل مع الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين في محاولة للتوصل إلى الاتفاق”.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان أن نتنياهو أكد لبايدن مجددا أن إسرائيل لن تنهي الحرب إلا بعد “تحقيق جميع أهدافها”.
وقال المصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي “هناك اتفاق مع فرصة حقيقية للتنفيذ”.
لكن المصدر حذر من أن الاتفاق معرض لخطر الفشل بسبب “اعتبارات سياسية”.
وأشارت بعض الأحزاب من تيار اليمين المتطرف في ائتلاف حكومة نتنياهو إلى أنها قد تنسحب من الحكومة إذا انتهت الحرب قبل القضاء على حماس. ومن المرجح أن يؤدي هذا الانسحاب إلى انهيار حكومة نتنياهو.
حماس تبدي مرونة
تلقت إسرائيل الأربعاء، رد حماس على مقترح أعلنه بايدن في أواخر أيار سيتضمن الإفراج عن نحو 120 محتجزا في غزة ووقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
وقال مصدر فلسطيني مقرب من جهود الوساطة لرويترز، إن حماس أبدت مرونة بشأن بعض البنود، وسيسمح ذلك بالتوصل إلى اتفاق إطاري إذا وافقت إسرائيل.
ولم يرد مسؤولان من حماس بعد على طلبات للتعليق. وتقول حماس إن أي اتفاق لا بد أن ينهي الحرب وأن يؤدي إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة. وتصر إسرائيل على أنها لن تقبل سوى هُدَن مؤقتة فحسب في القتال حتى القضاء على حماس.
وتشمل الخطة الإفراج التدريجي عن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال المرحلتين الأوليين، بالإضافة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وستتضمن المرحلة الثالثة إعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب وإعادة رفات المحتجزين الذين لقوا حتفهم.
ولم يتضح بعد الوجهة التي سيسافر إليها الوفد الإسرائيلي، وتوسطت مصر وقطر في جهود سابقة لإنهاء الصراع المستمر منذ قرابة تسعة أشهر في غزة، وعقدت جولات من المحادثات في كلا البلدين.
وقالت وزارة الصحة في غزة الخميس، إن أكثر من 38 ألف فلسطيني استشهدوا وأصيب 87445 آخرون في الحرب المستمرة منذ نحو تسعة أشهر. ولا تشمل بيانات الوزارة أي تصنيف يفرق بين المدنيين والمقاتلين.
تفاؤل حذر
أبدى الفلسطينيون في غزة تفاؤلا حذرا إزاء تلك الأنباء.
وقال يوسف: “إحنا نأمل أنه هاي نهاية الحرب؛ لأنه إحنا تعبنا وما راح نتحمل انتكاسات وإحباطات جديدة”، ولدى يوسف ابنان وهو نازح يعيش حاليا في خان يونس جنوب القطاع.
وأضاف لرويترز عبر أحد تطبيقات المراسلة “كل ساعة زيادة في ها الحرب معناها ناس كتير تانية راح تموت، وبيوت كتير راح تتدمر، بيكفي، أنا بقول هيك لقياداتنا، لإسرائيل وللعالم”.
وذكر مسعفون أن ضربة إسرائيلية أصابت مدرسة في مدينة غزة، وقالت خدمة الطوارئ المدنية إن خمسة فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون، كما استشهدت امرأة وأصيب عدة أشخاص في ضربات إسرائيلية أخرى في البلدة القديمة بمدينة غزة الخميس.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينفذ عمليات لتفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحماس. وأضاف أن العمليات تتوافق مع القانون الدولي وأنه يأخذ الاحتياطات الممكنة لتقليل الخسائر من المدنيين.
وقال سكان، إن دبابات قصفت مناطق عدة في الجانب الشرقي من خان يونس بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بالإخلاء الثلاثاء، لكن الدبابات لم تدخل هذه المناطق.