الاخبار الرئيسيةدوليعربي ودولي

صحيفة إسبانية: غرينلاند “محتلة بالفعل” من قبل الولايات المتحدة

تُمثل غرينلاند أقصر طريق لصاروخ نووي روسي نحو الأراضي الأمريكية، وهذه الحقيقة البسيطة تفسر بشكل أفضل من أي شيء آخر اهتمام الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، المتزايد بالجزيرة القطبية الشمالية، التي تتمتع بالحكم الذاتي تحت إدارة مملكة الدنمارك.

وقالت صحيفة “إل موندو” الإسبانية، إن ترامب، الذي سبق أن طرح فكرة شراء الجزيرة في عام 2019، عاد هذا العام ليجدد خطته بإصرار أكبر، دون استبعاد استخدام الضغوط الاقتصادية أو العسكرية لتحقيق هدفه.

وكتب ترامب على شبكة “تروث سوشيال”: “من أجل مصلحة الأمن القومي والحريات في جميع أنحاء العالم، فإن ملكية غرينلاند والسيطرة عليها أمر بالغ الأهمية للولايات المتحدة”.

وبالنسبة لغالبية الخبراء العسكريين والسياسيين الدنماركيين، فإن تصريحات ترامب تُعد مثيرة للقلق إلى حد ما، ويعتبرونها مثالًا آخر على الأسلوب الخطابي الاستفزازي الذي يتبعه لترهيب الحكومات الصديقة والعدوة على حد سواء، بالإضافة إلى التأثير على الرأي العام في بلادهم، وفق الصحيفة.

ونقلت عن المحلل في معهد الإستراتيجية ودراسات الحرب التابع لأكاديمية الدفاع، بيتر فيجو جاكوبسن، قوله إن “غرينلاند محتلة بالفعل من قبل الولايات المتحدة، حتى وإن كان ذلك بدعوة أو بوساطة من أمريكا”، في إشارة إلى اتفاقية قاعدة بيتوفيك الفضائية التي تعود إلى أربعينات القرن الماضي.

وفي عام 2023، وقعت واشنطن وكوبنهاغن اتفاقية أمنية إضافية غير قابلة للتفاوض مدتها عشرة أعوام، تسمح للقوات الأمريكية بالتمركز في جميع أنحاء الأراضي الدنماركية.

وفي أعقاب رسالة ترامب بمناسبة عيد الميلاد، أعلنت السلطات الدنماركية عن زيادة كبيرة في الإنفاق الأمني في غرينلاند، وهو ما فسرته العديد من وسائل الإعلام الدولية على أنه تحذير للرئيس المنتخب، لكن في الواقع، كان الأمر عكس ذلك تمامًا، وفق “إل موندو”.

وبهذا الصدد، قال مدير مركز دراسات الأمن في القطب الشمالي في الكلية الملكية للدفاع، جون رابك كليمنسن، إنه “لطالما أرادت الولايات المتحدة من الدنمارك الاستثمار في المزيد من القدرات في المنطقة. والخطة المقدمة هنا تستجيب لهذه الرغبة، وهي إنفاق مليارات الدولارات على سفن مسح جديدة، وطائرات بدون طيار، وزيادة عدد الموظفين في نوك، وتحديث المطار لاستيعاب طائرات إف-35”.

وبحسب الباحث في المعهد الدنماركي للدراسات الدولية، أولريك برام جاد، فإن “الولايات المتحدة قد حققت بالفعل معظم أهدافها الإستراتيجية في غرينلاند، بما في ذلك قاعدة بيتوفيك الفضائية، وكذلك الوصول إلى المعادن، إضافة إلى عدم وجود قوى عالمية أخرى في غرينلاند”.

ولفتت الصحيفة إلى ردّ رئيسة الوزراء الدنماركية، ميتي فريدريكسن، الحذِر على تصريحات ترامب، مؤكدة أن الولايات المتحدة هي “أهم حليف للدنمارك”.

ورأت أنه “من الإيجابي أن يهتم مثل هذا الحليف الوثيق بغرينلاند، رغم أن ذلك يجب أن يتم مع احترام سكان الجزيرة”.

بينما أصر الرئيس الإقليمي وزعيم حزب المجتمع الشعبي الانفصالي، موتي بوروب إيجيدي، على أن غرينلاند ليست للبيع، وأن قرار مستقبلها يعود فقط لسكانها، رغم أن حكومة الجزيرة لا تملك صلاحيات في مجالات مثل الدستور، والمواطنة، والمحكمة العليا، والسياسة الخارجية، والسياسة الدفاعية والأمنية، والسياسة النقدية، وفق الصحيفة.

ورغم أن قانون الحكم الذاتي لعام 2009 يتيح إجراء استفتاء على الاستقلال، إلا أن الدعم السنوي الذي تقدمه الدنمارك، والذي يمثل نصف اقتصاد غرينلاند، يجعل هذا السيناريو غير قابل للتطبيق في الوقت الحالي.

ومع ذلك، يتفق الخبيران، برام جاد وكليمنسن، على أن اهتمام ترامب يمنح سكان غرينلاند أوراقًا جديدة للضغط في علاقتهم مع الدنمارك، وفق الصحيفة الإسبانية.

زر الذهاب إلى الأعلى