كتب – محمود الدباس – ربما ليس من السهل على اي شركة تطوير عقاري بمفردها ان تساهم في تغيير اتجاهات المواطنين لرؤيتهم للسكن المناسب من حيث المكان والشكل.
وتعتبر مغامرة محفوفة بالمخاطر توجه شركات التطوير العقاري للاستثمار في اقامة مشاريع سكنية في مناطق كانت الى وقت قريب تعتبر من المستحيلات ان تقنع مواطن في الاستثمار والسكن فيها.
الا ان الرؤية الاقتصادية الاستثنائية المستندة الى دراسات الجدوى الاقتصادية ، وايمان القائمين على تلك المشاريع بحقهم في الحلم وتحقيقه ، وفقا للمعطيات التي يضعونها يجعل من المستحيل ممكنا.
ولعل من ابرز شركات التطوير العقاري في الاردن هي شركة نوبلز العقارية ، التي غامرت وأيقنت بحتمية تغيير اتجاهات تفكير المواطنين استنادا لوقائع ملموسة وافق اقتصادي واسع مبنى على تلمس الاحتياجات المتولدة في ذهن المواطن والمغترب والمستثمرين العرب في ضوء اغلاق بعض المناطق الرئيسية في العاصمة وما حولها ، وحاجة الناس الى اماكن سكن تتوفر فيها المساحات الواسعة والخروج من دائرة التكدس العمراني في المدن الرئيسية نحو افق ارحب ، هو ما ساهم في نجاح مشروعات التطوير العقاري لاراضي كانت تعتبر بعيدة وغير مرغوب الاستثمار والسكن فيها لبعدها عن مركز المدينة.
حيث قامت هذه المشروعات في مناطق الطنيب والذهيبة وتلال جرش على اسس مدروسة وتوفير بنى تحتية متكاملة جعلت من الاراضي القاحلة غير المأهولة ، جنة على الارض تتوفر فيها كل الخدمات الرئيسية ، التي تؤهلها ان تصبح مدن المستقبل ، القادرة على توظيف الامكانيات في نقل الكتل السكانية من المركز الى الاطراف ، مع توفير كل متطلبات رفاهية السكن الحديث ، والخدمات الضرورية.
مدينة الشهد وتلال جرش واراضي الذهيبة كل هذه المناطق التي لم نكن نظن يوما انها ستكون محور عمليات التطوير العقاري ، باتت اليوم في قمة اولويات طالبي الاستثمار في السكن ، الذين يبحثون عن الراحة والاسترخاء ونمط الحياة الجديد والسكن المثالي من مختلف الجوانب.
وفي بعد اخر فإن هذه المشاريع اسهمت بشكل رئيسي في زيادة قيمة الاراضي المحيطة بها ، واسهمت في توجيه اهتمام اصحاب الاراضي هناك لانشاء واقامة مشاريع سكنية وتجارية تخدم هذه المدن الجديدة ، مما اسهم في توسيع دائرة الاستهداف لمشاريع التطوير العقاري وجذب رؤوس الاموال للاستثمار في التطوير العقاري في تلك المناطق لجني الارباح المؤكدة ، اعتمادا على ما تم انشاؤه من مشاريع لشركة نوبلز العقارية.
وهذا بدوره انعكس على المشترين في مشاريع نوبلز العقارية ، وتحقيق عائد مجزي على الاستثمار ، ورفع القيمة المالية للاراضي والمساكن ، وبذلك تحققت لهم منافع اضافية ، وحولتها الى فرص اسثتمار واعادة استثمار من خلال امكانية البيع بالاسعار الجديدة والتي تحقق دخلا اضافية لمن استثمر واشترى في مشاريع نوبلز العقارية.
وساهمت تلك المشاريع في وضع خارطة استثمار عقاري جديد ، مهد الى نشوء مناطق استثمار عقاري جديدة ستسهم في المستقبل القريب في اعادة التوازن لاسعار الاراضي والعقارات في مركز المدينة ، التي تتكتل وتزدحم بالشركات والاسكانات واصبحت نقطة عقارية سوداء لا يمكن معها اي عمليات توسع عمراني في ظل استنزاف كل المساحات القابلة للبناء تقريبا.
كل ذلك يضعنا امام النتيجة الابرز وهو اسهام مشاريع التطوير العقاري في مناطق جديدة بالوصول الى اهداف التنمية المستدامة وتحقيق مصلحة وطنية من خلال تحريك سوق العقار وتحريك الكتل السكانية نحو المناطق الجديدة وجذبها نحو مناطق رحبة ، بالاضافة الى زيادة الاستثمار في قطاع العقار وعمليات البناء والتعمير ، وما الى ذلك من انعكاس على الدورة الاقتصادية التي تستفيد منها مختلف القطاعات المتداخلة.
وهو ما يسمح ايضا في اضافة وحدات سكنية وقطع اراضي منظمة قابلة للاستثمار من الاردنيين والعرب ، وهو ما يفيد في زيادة تحويلات الاردنيين والعرب بالعملات الاجنبية ، ما سيكون له اثرا في تحريك الاسواق وزيادة اعداد المشتغلين في قطاع الانشاء والتطوير العقاري ، بما ينعكس بالتأكيد على زيادة القوة الشرائية للمواطن الاردني.
وليس هذا فحسب فإن اقامة مثل هذه المشروعات سوف يكون له بعدا اقتصاديا اخر في اهتمام المستثمرين في اقامة مشروعات متنوعة تستفيد من وجود هذه التجمعات السكانية فتصبح الفرصة مواتية لاقامة مشاريع المجمعات التجارية والمدارس الخاصة لتوفير فرص التعليم لابناء القاطنين في هذه المشاريع وكذلك المراكز الطبية والمستشفيات.
فهذه المشروعات التي قد يراها البعض محدودة ، انما هي تشكل اللبنة الاساسية والبذرة التي ستنبت في وقت قريب مجتمعات جديدة ومدن اوسع مع زيادة الاستثمار العقاري في المناطق المحيطة بتلك المشاريع.
نوبلز العقارية من خلال مشروعاتها العقارية تبذل جهدا كبيرا ، يجب تقديره في ضوء المعطيات السابقة ، والاهداف التي تحققها في مجال التنمية الاقتصادية المستدامة ، وتغيير الانطباع السائد عن موقع وشكل السكن الذي يحلم به الاردنيين.
ويبقى ان نذكر بالخير صاحب هذا الاستثمار الاقتصادي المعروف عمر عايش الذي آمن وايقن بالتغيير الايجابي في سوق العقار الاردني ، ولا زال يقوم بجهود حثيثة من خلال المشاريع الاسكانية والتجارية في اكثر من موقع ويسهم بشكل فاعل في تعزيز البيئة الاستثمارية في المملكة ، ويشكل قصة نجاح يتابعها الداخل والخارج بإهتمام ، ونموذجا يسعى الكثيرين للسير على خطاه.
وعلى الحكومة ان تأخذ المبادرة في دعم مثل هذه المشاريع الهادفة الى توسيع رقعة الاراضي القابلة للسكن ما يلحقها من خدمات تجارية وتعليمية وترفيهية ، فيكون لها تدخل مباشر في تذليل الصعوبات امام شركات التطوير العقاري التي تستهدف المناطق الجديدة ، بأن توفر حوافز حقيقية من خلال المساهمة في انشاء البنى التحتية الاساسية للاسراع في انشاء مثل هذه التجمعات السكنية.