فن

قصة غرام “مكوجي” وخادمة وراء ظهور أشهر شاعر غنائي بمصر

كان للصدفة دور كبير في إثراء الساحة الغنائية العربية بشاعر من أهم شعراء جيله، وهو الشاعر الغنائي سيد مرسي، الذي كتب العديد من الأغنيات لكبار المطربين، من بينهم شادية وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة ومحرم فؤاد وليلى مراد وآخرون، فمن كان يتوقع أن يصبح الشاب الذي يعمل بأحد محلات كي الملابس “مكوجي” شاعراً غنائياً شهيراً؟

بدأت القصة عندما كان يعمل سيد مرسي “مكوجيا” بأحد المحلات بمنقطة جاردن ستي والقريب من منزل الشاعر الراحل مأمون الشناوي، الذي كان زبوناً دائماً لدى ذلك المحل، وكانت هناك علاقة عاطفية بين سيد مرسي والخادمة التي تعمل في منزل مأمون الشناوي، حيث كان يكتب لها الأشعار ويرسلها لها بطريقة ذكية للغاية.

ويروي الناقد الفني طارق الشناوي القصة كاملة لـ”العربية.نت” أنه في صباح أحد الأيام توجه عمه مأمون إلى عمله كالمعتاد، وضع يده في جيبه لتستوقفه ورقة وجدها، وقرأ ما بداخلها ليجدها كلمات تصلح لأن تكون أغنية مميزة، فاندهش كثيرا لأن الأغنية التي وجدها لم يقم هو بكتابتها، ولم يستمع إليها من قبل، فكيف وصلت إلى ملابسه؟
أغنية عالحلوة والمرة أول أغنية لسيد مرسي

وعاد مأمون الشناوي إلى منزله – كما يقول طارق الشناوي- وسأل الخادمة عن تلك الورقة لتعترف له أنها تعيش قصة حب مع “المكوجي” الذي يرسل لها رسائل غرامية، لكن خلال هذه الفترة كان بينهما بعض المشكلات، وكانت ترفض رسائله فلم يجد طريقة أمامه سوى أن يضع رسالته في ملابس الشاعر مأمون الشناوي، والتي كان قد كتب فيها أغنية يقول مطلعها “عالحلوة والمرة ومش كنا متواعدين.. ليه تنسى بالمرة عشرة بقالها سنين .. عالحلوة والمرة”، وذلك كنوع من العتاب لحبيبته.

يضيف طارق الشناوي أن عمه مأمون استدعى ذلك الشاب وسأله عن صاحب هذه الكمات، فأخبره “المكوجي” أنه هو الذي كتبها، كما أنه كتب أغنيات أخرى لأنه يهوى كتابة الأغنيات.

على الفور اتصل مأمون الشناوي بصديقه الملحن محمود الشريف، ليعرض عليه كلمات الأغنية ليعبر عن إعجابه بها، فطلب منه الحضور إلى منزله، وأكد له أن صاحب هذه الكلمات هو ذلك الشاب الذي يعمل بمحل كي الملابس واسمه سيد مرسي.

لقاء محمود الشريف وعبد الغني السيد
لحن محمود الشريف الأغنية واتصل بالمطرب عبد الغني السيد، ليخبره أن هناك أغنية مناسبة له، وبالفعل حضر عبد الغني وأعجب بالكلمات وكذلك اللحن الذي نفذه محمود الشريف، ليقوم بعدها بتسجيل الأغنية في الإذاعة، وحينما أذيعت حققت نجاحا كبيرا للغاية، وأصبحت الأغنية واحدة من أهم أغنيات عبد الغني السيد في تاريخه، ولا يزال الجميع يذكرها ويغنيها حتى الآن.

رحلة سيد مرسي وبليغ حمدي الغنائية
وتابع طارق الشناوي أنه بعد هذا الموقف كتب سيد مرسي عددا من الأغنيات وتعرف على الملحن بليغ حمدي، لتبدأ مرحلة جديدة في حياته، حث أصبح ملازماً لبليغ لفترة طويلة وقدما معاً عددا من الأغنيات الشهيرة.

وكشف طارق الشناوي أنه سأل الشاعر مأمون الشناوي عن مصير قصة الحب التي كانت بين سيد مرسي والخادمة فأكد له أنهما لم يتزوجا.

وقال إن الشاعر سيد مرسي لم يرو تلك القصة، فمن الممكن أنه لم يكن يفضل إخبار الجمهور بها، خاصة أنه بعد ذلك أصبح من كبار الشعراء الغنائيين في مصر.

أشهر أغنيات سيد مرسي
جدير بالذكر أن الشاعر سيد مرسي كتب العديد من الأغنيات الشهيرة التي أصبحت علامات فارقة في مشوار عدد من النجوم، فغنت له المطربة وردة عددا كبيرا من الكلمات لعل أهمها “اشتروني” و”ليالينا” و”يا أولاد الحلال” و”وحشتوني” و”خليك هنا خليك”و”اسمعوني” و”احضنوا الأيام”، وهي جميعا من ألحان الموسيقار بليغ حمدى، وغنت له أيضا “مادريتوش” من ألحان حلمي بكر، وغنى له محرم فؤاد “وأدى حالك ياهوى” و”كله ماشي” من ألحان بليغ حمدي، وشدت له عفاف راضي “ردوا السلام” و”آه من الليالي” من نغمات بليغ حمدي أيضا، كما شدت له نجاة الصغيرة أغنية “سلم على” و”ما يصعبش عليك غالي”، وغنت له شادية “والنبي وحشتنا” وجميعها من ألحان بليغ أيضا.

زر الذهاب إلى الأعلى