
وقال الجيش الكوري الجنوبي إنه “رصد صواريخ بالستية عدة قصيرة المدى أُطلقت باتجاه بحر الشرق” المعروف أيضا باسم بحر اليابان.
وأوضح أن العملية تمت حوالى الساعة 9,30 صباحا(00,30 ت غ) قرب منطقة غانغيي في كوريا الشمالية حيث حلقت الصواريخ على مسافة 250 كيلومترا قبل سقوطها في البحر.
وقال الجيش إن “سلطات كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الاستخباراتية رصدت وراقبت تحضيرات كوريا الشمالية لإطلاق الصواريخ مسبقا ورصدتها فورا وتعقبتها عند موعد إطلاقها”.
وأشار إلى أنه يحافظ على “جهوزية كاملة” ويتشارك المعلومات مع الولايات المتحدة واليابان مع “تعزيز المراقبة والتأهب” حال إطلاق مزيد من الصواريخ.
وندد رئيس كوريا الجنوبية بالوكالة تشوي سانغ-موك بعملية الإطلاق التي اعتبر أنها تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي.
وقال إن “سيول سترد بقوة أكبر على استفزازات كوريا الشمالية بناء على موقعها الأمني القوي وتحالفها مع الولايات المتحدة”.
وأفاد خبراء بأن هدف عملية إطلاق الصواريخ الاخيرة قد يكون توجيه رسالة إلى إدارة الرئيس الأميركي المقبل ترامب.
وقال رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول يانغ مو-جين “قد يكون هدفها الولايات المتحدة”.
وتابع “قد تشير إلى نية للضغط قبيل ولاية إدارة ترامب الثانية”.
– الاختبار الثاني هذا العام –
وأكد آن تشان-إيل، وهو منشق أصبح باحثا يدير “معهد العالم للدراسات الكورية الشمالية”، لوكالة فرانس برس أن الاختبار “يبدو وكأنه محاولة إثبات وجود قبيل بدء ولاية إدارة ترامب”.
وأوضح أن الهدف منه قد يكون أيضا “زعزعة استقرار كوريا الجنوبية في فترة تمر سيول فيها بمرحلة اضطرابات”، علما بأن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يواجه محاكمة للنظر في قضية عزله بدأت الثلاثاء في المحكمة الدستورية بعد محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية الشهر الماضي.
وبلغت العلاقات بين الكوريتين أدنى مستوياتها منذ سنوات إذ أطلقت كوريا الشمالية سلسلة صواريخ بالستية العام الماضي في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة.
وتعد عملية إطلاق الصواريخ الثلاثاء الثانية التي تقوم بها بيونغ يانغ هذا العام بعدما أطلقت الأسبوع الماضي ما قالت إنه نظام جديد للصواريخ فرط الصوتية.
ولم يتم الكشف عن موقع الاختبار لكن صورا نشرتها وكالة لأنباء الكورية الشمالية الرسمية أظهرت الزعيم كيم جونغ أون وهو يتابع عملية الإطلاق الأسبوع الماضي إلى جانب ابنته جو أي.
وتحدثت الوكالة عن استخدام “مركب جديد من ألياف الكربون” في محرك الصاروخ والذي حذر خبراء من أنه قد يسمح لبيونغ يانغ بضرب مزيد من الأهداف بتكنولوجيا لا تملكها حاليا سوى الولايات المتحدة وروسيا والصين.
وجاء إطلاق الصاروخ فرط الصوتي المفترض الأسبوع الماضي تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كوريا الجنوبية.
وأثناء زيارته إلى سيول، قال بلينكن إن روسيا تعزز التعاون مع بيونغ يانع، مضيفا أن الطرفين يتعاونان أكثر في مجال تكنولوجيا الفضاء المتطورة.
ولفت آن إلى أن عملية إطلاق الصواريخ الثلاثاء قد تكون أيضا اختبارا “لصواريخ معدة للتصدير إلى روسيا ليتم استخدامها في أوكرانيا”.
– تحذيرات أميركية –
عبر بلينكن مجددا عن المخاوف من إمكان قبول روسيا التي تملك حق النقض في مجلس الأمن الدولي، كوريا الشمالية رسميا كدولة نووية في ضربة لتوافق عالمي بشأن وجوب وضع بيونغ يانغ حدا لبرنامجها الذري.
وفي أواخر تشرين الأول/أكتوبر، اختبرت كوريا الشمالية ما قالت إنه الصاروخ البالستي العابر للقارات والعامل بالوقود الصلب الأكثر تطورا وقوة لديها. وبعد أيام، أطلقت وابلا من الصواريخ البالستية قصيرة المدى.
تعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية والكورية الجنوبية أيضا أن كوريا الشمالية بدأت في تشرين الأول/أكتوبر إرسال آلاف الجنود للقتال ضد أوكرانيا وبأن مئات الضحايا سقطوا في صفوف جيشها.
لكن أيا من كوريا الشمالية وروسيا لم تؤكد رسميا أن قوات كورية شمالية تقاتل لحساب موسكو.
وأفاد نائب كوري جنوبي الاثنين بأن نحو 300 جندي كوري شمالي قتلوا وجرح 2700 أثناء مشاركتهم في الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وذلك نقلا عن معلومات من جهاز الاستخبارات التابع لسيول.
وفي نهاية الأسبوع، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف ألقت القبض على جنديين كوريين شماليين ونشرت تسجيلا مصورا لعملية استجوابهما.