أقتحم أكثر من 100 مستوطن باحات المسجد الأقصى المبارك، لتأدية طقوس تلمودية إحياء لما يسمى رأس السنة العبرية.
ورجح مستشار محافظ القدس معروف الرفاعي، ارتفاع عدد المستوطنين في الاقتحامات الصباحية والمسائية للمسجد الأقصى، اليوم الخميس، بسبب “الأعياد اليهودية”.
وقال الرفاعي، الخميس، إن قوات الاحتلال أغلقت منذ يومين كل الحواجز المحيطة بمدينة القدس وعطلت وصول الموظفين إلى أماكن عملهم والطلاب من الذهاب إلى المدارس والجامعات.
واقتحم مستوطنون، الخميس، باحات المسجد الأقصى، ونفخوا بالبوق داخل المسجد إحياءً لذكرى ما تسمى “رأس السنة العبرية”.
وأضاف أن قوات الاحتلال تدعي بأن الإغلاقات جاءت “لأسباب أمنية”، مؤكدا أن الوضع في المسجد الأقصى متوتر، بالإضافة إلى وجود أعداد كبيره لقوات الاحتلال عند بوابات المسجد الأقصى التي تفرض حواجز شرطية وحديدية.
وأوضح الرفاعي أن قوات الاحتلال تحاصر منذ يومين مدينة القدس المحتلة بسبب الأعياد اليهودية وتمنع المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى، خاصة ذوي الأعمار الصغيرة، ويسمح لمن هم فوق الـ 75 عاما من صلاة الفجر.
وأشار إلى أن المسجد الأقصى كان “صباح الخميس فارغا”، فيما تمنع قوات الاحتلال الصحفيين من الوقوف على بوابات المسجد الأقصى لتغطية اقتحامات المستوطنين.
– انتهاكات مستمرة –
في انتهاك واضح وصريح لقدسية المسجد الأقصى المبارك، تستمر اقتحامات المستوطنين خلال الربع الثالث من العام الحالي، إذ اقتحم 16,138 مستوطنا، و10,741 تحت مسمى “سياحة” المسجد الأقصى المبارك خلال الأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال والمسمى بالفترتين الصباحية والمسائية، بمساندة قوات الاحتلال.
وفي الفترة ذاتها، واصلت سلطات الاحتلال استهداف محافظ القدس عدنان غيث، الذي يفرض عليه قرارا بالحبس المنزلي المفتوح في منزله منذ الرابع من آب/أغسطس 2022، دون تحديد فترة زمنية للقرار، وفي 22 أيلول/سبتمبر جدّدت سلطات الاحتلال قرار منع المحافظ من دخول الضفة الغربية للسنة السادسة على التوالي لمدة أربعة أشهر، وذلك عقب استدعائه للتحقيق.
يُذكر أن خمسة قرارات عسكرية صدرت بحق المحافظ غيث منذ تسلمه مهامه عام 2018، إضافة إلى قرار سادس بحبسه منزليا منذ أكثر من سنتين وحتى الآن، تجددت جميعها بشكل دوري.
واستهدفت سلطات الاحتلال خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، إذ طالب وزير داخلية الاحتلال “موشيه أربيل” بسحب الإقامة المقدسية من الشيخ صبري، كما طالب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير شرطة الاحتلال بالتحقيق مع الشيخ صبري، واعتقلته وأفرجت عنه بشرط إبعاده عن المسجد الأقصى المبارك.
وسلّمت مخابرات الاحتلال أمين سر حركة فتح في القدس شادي المطور، قرارا بتجديد إبعاده عن الضفة الغربية لمدة 6 أشهر جديدة. يُذكر أن الاحتلال يفرض على المطور قرارات عسكرية منذ أكثر من 5 سنوات ويتم تجديدها بشكل دوري كل 6 أشهر.
– حالات اعتقال –
وخلال الربع الثالث من عام 2024، جرى رصد 304 حالات اعتقال في مناطق محافظة القدس كافة، من بينها 20 طفلا و16 امرأة، وفق تقرير لمحافظة القدس.
كما اعتقل الاحتلال أكثر من 50 عاملا فلسطينيا بحجة الدخول إلى القدس دون تصاريح.
وتفرض محاكم الاحتلال بحق المعتقلين قرارات مجحفة، تعددت بين إصدار أحكام بالسجن الفعلي، وفرض الحبس المنزلي، إضافة إلى قرارات إبعاد وغرامات مالية باهظة، ومنهم من أصدرت محكمة الاحتلال بحقه قرارات منع سفر، وتمديد اعتقال عدد كبير من المعتقلين لأشهر طويلة وربما لسنوات دون توجيه تهم.
ورصد التقرير خلال الربع الثالث من العام الحالي، إصدار محاكم الاحتلال العنصرية 88 حكما بالسجن الفعلي بحق معتقلين مقدسيين، من بينها 54 حكما بالاعتقال الإداري، ومن أبرز الأحكام التي أصدرتها سلطات الاحتلال خلال تمّوز/يوليو الحكم الصادر بحق الطفل أيهم نواف السلايمة (12 عاما) بالسجن الفعلي لمدة 12 شهرا بعد قضائه 14 شهرا في الحبس المنزلي.
وفي سعيها الدؤوب والمتسارع بشكل جنوني إلى فرض واقع جديد على مدينة القدس المحتلة وتهويدها من خلال تنفيذ مشاريع استعمارية خطيرة، وخلال الربع الثالث صادقت حكومة الاحتلال على مشروعين استيطانيين جديدين، وافتتحت سلطات الاحتلال مشروعين تم العمل عليهما سابقًا، وأقام مستعمرون بؤرتين استيطانيتين جديدتين.