أثار مسلسل مصري بثته فضائيات مصرية خلال الأيام الماضية مخاوف وانتقادات إسرائيلية كبيرة لكونه يتعرض لمأساة ومعاناة أسرة فلسطينية ويكشف تاريخ القضية الفلسطينية من خلال رحلة هذه الأسرة.
وتحدثت صحف إسرائيلية على رأسها “يديعوت أحرونوت” عن المسلسل وأثار حفيظتها، حيث سلطت الضوء على المسلسل بشكل غير عادي، وتساءلوا عن الهدف من ورائه، واعتبروه تأييدًا للقضية الفلسطينية.
تدور أحداث المسلسل حول فتاة فلسطينية، تُدعى مليحة، تعيش في ليبيا بعد أن هاجرت من فلسطين مع عائلتها عقب أحداث انتفاضة الأقصى عام 2000، وتفقد مليحة وأسرتها أوراقهم الثبوتية على الحدود المصرية الليبية، وهم يحاولون العودة إلى قطاع غزة، لكنها وأهلها متمسكون بالعودة لقطاع غزة مهما كانت الظروف.
ويقول الناقد الفني طارق الشناوي لـ”العربية.نت” إنها ليست المرة الأولى التي تنزعج فيها إسرائيل من الدراما المصرية فقد انزعجت من قبل أثناء عرض مسلسلي “رأفت الهجان” و”دموع في عيون وقحة”، حيث تخشي من كشف الحقيقة دائما وتسلط إعلامها وأبواقها لعرض وجهة نظرها فقط وطمس أي حقيقة قد تخرج من الجانب الآخر، مضيفا أن مصر كانت طرحت مشروعا في عهد الرئيس أنور السادات لإنتاج فيلم هوليودي عن حرب أكتوبر 1973 وكان من المفترض أن يقوم الفنان المصري العالمي الراحل عمر الشريف بكافة التفاصيل لكن المشروع توقف بعد تدخل إسرائيل.
وأضاف أن مسلسل “مليحة” اخترق حاجز الصمت تجاه القضية الفلسطينية، واستعرض القضية منذ بداية تاريخها، وتعلم إسرائيل أن المدخل التاريخي للمسلسل والذي أجراه المخرج عمرو عرفة مبدع ويخدم القضية، لذا انزعجت لأنها تتقن فن الدعاية، وتعلم حالة التماهي مع المسلسل في المجتمع العربي الذي سيتابع المسلسل بشغف، مضيفا أن الفن المصري لم يتخل يوما عن القضية الفلسطينية، وإسرائيل تعلم قوة الفن المصري وتأثيره في الشعوب العربية.
يذكر أن مسلسل “مليحة” بطولة ميرفت أمين، وأشرف زكي، ومحمد دياب، والفلسطينية سيرين خاس، وأمير المصري، وأنور خليل، ورحاب الشناط، وديانا رحمة، من تأليف رشا عزت الجزار، وإخراج عمرو عرفة.