اراء

هدف جيوسياسي ام عسكري للحرب على غزة ؟؟

محمود علي الدباس

لا يبدو ان الجميع يعي ان الحرب على غزة هدفها الرئيس هو إنشاء جدار فصل طبيعي وشريط امني بين حدود الكيان الصهيوني وبين قطاع غزة لتخفيف الاخطار على المستوطنات المحاذية للقطاع هذا من جهة ، ومن جهة اخرى خلق بيئة ملائمة وظروف موضوعية لتهجير الكتل السكانية التي كانت تشغل الشريط القريب من حدود الكيان الى خارج القطاع وليس شرطا الى صحراء سيناء او دول محيطة.

ربما يكون الهدف تهجيرهم الى دول مستعدة لاستيعاب هذه الاعداد.

وليس ادل على ذلك من حجم التدمير الممنهج لمناطق واسعة من القطاع حتى تلك التي اعلن عنها قادة الكيان الصهيوني انها مناطق امنة في جنوب القطاع .

وكذلك سياسة الترهيب بث الرعب تجاه سكان غزة ، من خلال حجم القتل الذي يمارس على المدنيين في غزة وتسجيل ارقام هائلة من الشهداء والمصابين والمفقودين.

وان هذا الهدف قد استعد له الكيان بتقديم عدد كبير من الضحايا سواء الاسرى او بين صفوف قواته ومعداته العسكرية التي فتحت لها مستودعات اكبر جيوش العالم سواء في امريكا وفرنسا والمانية وبريطانيا ، للوصول للهدف المنشود .

والصمت المريب المترجم ببيانات شجب واستنكار من مختلف دول العالم  في مواجهة المحرقة الصهيونية التي خلفت اكثر من 21 ألف شهيدا وعشرات الالاف من الجرحى والمفقودين ، ما هو الا دليل على ان الخطة تنفذ كما يراد لها.

ولا ينفيه ما يثار في الاعلام ، عن خلافات داخل الكيان بين المستويين السياسي والعسكري بالقول ان الجيش منزعج من أن المستوى السياسي لم يحدد بعد أهداف استمرار الحرب ، حيث من المعلوم ان الاهداف السياسية والمتقاطعة مع تفاهمات استخباراتية على مستوى القيادات لا تمرر الى الجهة المنفذة ، وفي هذه الحالة هو الجيش الاسرائيلي الذي يقوم بعمليات تدمير واسعة لكل اشكال الحياة في قطاع غزة وهو بالتالي ينفذ ما يضمره المستوى السياسي من اهداف بعيدة المدى.

اسرائيل لا تنظر الى الحرب على غزة كما يتم تصويره لنا في الاعلام الموجه على ان هناك توازن في القوة بين المقاومة وبين الجيش الاسرائيلي ، ولا يفكر الكيان او انه يعتقد انه سينجح في انهاء حركة حماس والمقاومة في غزة وهو ما صرح به العديد من قادة الكيان الصهيوني السياسيين او العسكريين.

لان الهدف هو جيوسياسي باداة عسكرية تستخدم لفترة مناسبة وبعدها يعود القرار للمطبخ السياسي للوصول الى وقف اطلاق نار وتبادل اسرى ورحمة الله على الشهداء ، لنصل الى خارطة جغرافية جديدة في غزة.

وما يدعم هذا التفكير البيانات الصادرة عن خبراء امريكيين ومنظمات دولية ان 70% من قطاع غزة قد دمر تدميرا شاملا ، وهو الامر الذي يحتاج لسنوات لاعادة بناء ما دمر ، اذا كان هناك قرار من مراكز القوى العالمية بالسماح باعادة البناء والمناطق الجغرافية المسموح بإعادة بنائها وفقا لمصالح الكيان الصهيوني واهدافه السياسية والعسكرية في تحجيم قدرات المقاومة على تهديد المناطق المحاذية لقطاع غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى