الاخبار الرئيسيةعربيعربي ودولي

هل اقترب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟

شهدت الأيام الماضية حراكا متسارعا على صعيد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وتحركات مكوكية بين الدوحة والقاهرة في مساع للوصول إلى “تهدئة”، قبل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حمـ.اس”، الثلاثاء، إن “التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى أصبح ممكنا اليوم أكثر من أي وقت آخر”.
إلا أن بيان “حماس” اشترط ذلك بـ “توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة” في إشارة إلى صيغة الاتفاق التي توصل إليها في أيار/مايو الماضي، بناء على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع عنه، وطرح شروطا تعجيزية جديدة، بينها استمرار الحرب وعدم سحب الجيش من غزة.
وفيما سربت مواقع إعلامية عبرية معلومات عن قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار، يحذر مختصين في الشؤون الإسرائيلية، من “عملية مماطلة ومراوغة إسرائيلية، في محاولة لكسب الوقت لصالح تطبيق أجندات الاحتلال ومخططاته للتوسع في قطاع غزة عامة، ومناطق الشمال على وجه الخصوص”.
ويقول المحلل السياسي الفلسطيني، فراس ياغي، إن “هناك زخما في ملف المفاوضات، ومرونة من حركة حماس، فيما يتعلق بشرط الوقف الدائم للحرب والانسحاب التدريجي لقوات الاحتلال من القطاع”.
مستدركا: “هناك فجوات وعقبات متعلقة برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث إنه يفكر بصفقة جزئية وليست كاملة، ووقف الأعمال العدائية، وليس وقف الحرب وكل ذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى، وإذا ما شعر بأن هناك اختراقاً للاتفاق سيعود إلى استئناف العمليات القتالية في القطاع”.
ويضيف “هذا شبيه بما حصل بين الاحتلال وحزب الله، حيث يحاول الاحتلال نقل التجربة اللبنانية إلى غزة”.
ويعتقد ياغي أن “الاحتلال قد يمارس المزيد من الضغط العسكري من خلال مواصلة جرائمه خلال الأسابيع القادمة، في محاولة لفرض شروط على حركة حماس والمقاومة بشكل عام، خاصة أن إسرائيل تطالب بزيادة عدد الأسرى الأحياء المراد الإفراج عنهم خلال المرحلة الأولى”.
ويتابع: “يرجع ذلك أيضا، إلى رغبة نتنياهو في عدم الانسحاب من القطاع، فالأمور اختلفت كلياً بعد السابع من أكتوبر، مع إنشاء قاعدة عسكرية على محور (نيتساريم) وأنفق عليها مئات ملايين من الشواقل”.
من جهته، ذكر المختص بالشؤون الإسرائيلية، نجيب مفارجة، أن “الخطة الأمريكية المسربة تتحدث عن عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة وإدارة المعابر بالتوافق مع مصر والإمارات والأردن”.
كما “اشترطت الخطة إجراء إصلاحات للسلطة الفلسطينية لتسليمها الإدارة في قطاع غزة”، وفق مفارجة.
وأشار إلى أن “بنود الاتفاق المتداولة تتضمن انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وعودة النازحين، ووقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، ولكن لا يوجد توضيح حول آلية الانسحاب بعد، هل سيكون جزئياً أم شاملاً! وهل سيكون هناك وقف دائم لإطلاق النار أم مؤقتاً”.
ويرى مفارجة أن “الحرب الحقيقية داخل إسرائيل ستشتعل بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة”.
وكشف الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تامير هيمان، قبل أيام، عن تفاصيل المبادرة الأمريكية المنتظرة التي تهدف إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة.
وأشار هيمان إلى أن المبادرة تتضمن مجموعة من النقاط الأساسية التي يمكن أن “تُغير المعادلة في المنطقة”، وتتكون من سبع نقاط رئيسية، هي:
1- انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ووقف العمليات العسكرية، إلى جانب إبرام صفقة لإعادة الأسرى.
2- التزام أمريكي قوي يمنح “إسرائيل” الحق في العودة إلى محاربة حركة حماس في حال خرقها للاتفاق، مع دعم أمريكي كامل لهذه التحركات.
3- عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بعد تنفيذ إصلاحات داخلية شاملة.
4- دور محوري لدول الخليج بقيادة الإمارات في تقليل مظاهر التطرف داخل المجتمع الفلسطيني، مع تبني خطة إعادة تنظيم السلطة الفلسطينية التي طرحها سلام فياض.
5- التزام بإجراء مفاوضات لإقامة دولة فلسطينية وفقاً للأطر التي حُدِّدَت في “صفقة القرن”.
6- اتفاق تطبيع مع المملكة العربية السعودية، مدعومًا بشبكة من التحالفات الدفاعية المتبادلة.
7- إطلاق منتدى إقليمي للتعاون الدفاعي في منطقة الشرق الأوسط، يضم الدول الموقعة على اتفاقيات التطبيع مع “إسرائيل”.
زر الذهاب إلى الأعلى