تقنية

هل تكون البروتوكولات المفتوحة نهاية احتكار فيسبوك وتويتر؟

في حين أن البروتوكولات المفتوحة قادرة على إعادة صياغة مستقبل منصات التواصل الاجتماعي، إلا أنها تواجه العديد من التحديات التي تعيق تطورها وانتشارها على نطاق واسع.

وتعد ضعف تجربة المستخدم واحدة من أبرز هذه التحديات، حيث غالبا ما تكون المنصات غير المركزية صعبة الاستخدام مقارنة بالمنصات المركزية، وهذا يتطلب تحسينات كبيرة في واجهات الاستخدام لجذب المستخدمين العاديين.

وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال بعض هذه البروتوكولات تعاني من مشكلات تقنية تؤثر في القدرة على التوسع.

وتعاني هذه البروتوكولات من التبني البطيء، حيث تواجه صعوبة في جذب الجماهير الكبيرة مقارنةً بالمنصات المركزية، مثل “فيسبوك” و”إنستغرام”، وهذا يتطلب حملات توعية إعلامية لزيادة استخدامها، بالإضافة إلى ضرورة دعمها من قبل المطورين والمستثمرين لضمان استمراريتها.

وفي ما يخص إدارة المحتوى والإشراف، فإن عدم وجود سلطة مركزية يعقد عملية إدارة المحتوى غير المرغوب فيه أو الضار، وهذا يسبب مشكلات في مكافحة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية.

وبينما تعتمد بعض الأنظمة على حلول جماعية أو خوارزميات مفتوحة المصدر لتقديم آليات رقابة من دون المساس بحرية المستخدمين، فإن ذلك لا يزال يشكل تحديا كبيرا في هذا السياق.

أمثلة على نجاح البروتوكولات المفتوحة
تعد تجربة “ماستادون” مثالا بارزا على نجاح البروتوكولات المفتوحة في تقديم بديل عملي لمنصات التواصل الاجتماعي التقليدية.

وتعتمد “ماستادون” على بروتوكول “أكتيفيتي بوب”، الذي يتيح التفاعل مع المنصات الأخرى الداعمة لنفس البروتوكول، وهذا يعزز من إمكانيات التواصل بين المستخدمين عبر منصات متعددة.

وشهدت المنصة ارتفاعا كبيرا في عدد المستخدمين بعد استحواذ إيلون ماسك على “تويتر” عام 2022، حيث بدأ العديد من المستخدمين بالبحث عن بدائل توفر الخصوصية والحرية.

وتقدم “ماستادون” تجربة غير مركزية بالكامل، حيث يمكن لأي شخص تشغيل خادمه وإدارة مجتمعه وفقا لسياساته، وهذا يعزز من حرية الاختيار والتحكم.

وقد أبرز نجاح “ماستادون” الحاجة الملحة إلى زيادة التوعية حول البروتوكولات المفتوحة وإمكاناتها، إذ بدأ المستخدمون باستكشاف بدائل جديدة بعيدا عن احتكار الشركات الكبرى.

مستقبل البروتوكولات المفتوحة
مع تطور هذه البروتوكولات وزيادة وعي المستخدمين بأهميتها، قد نشهد تحولا تدريجيا نحو منظومة تواصل اجتماعي منفتحة.

وقد تصبح المنصات غير المركزية بديلا رئيسا للخدمات التقليدية، وخاصة مع تزايد الاهتمام بالخصوصية وحرية التعبير. كما أن البروتوكولات المفتوحة قد تؤدي إلى زيادة التكامل بين الخدمات المختلفة.

ومع ازدياد دعم المؤسسات التقنية لهذه الأنظمة، فإننا قد نشهد حقبة جديدة من منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتحكم المستخدمون في البيانات بدلا من أن تتحكم بها الشركات الكبرى.

في الختام، تمثل البروتوكولات المفتوحة تغييرا جذريا في عالم التواصل الاجتماعي، لأنها تقدم بديلا يركز على المستخدم، ورغم التحديات، فإنها قادرة على إعادة تشكيل كيفية تفاعلنا عبر الإنترنت، وهذا يعيد التحكم إلى أيدي المستخدمين ويعزز الابتكار.

كما أنها تمثل خطوة واعدة نحو فضاء رقمي يمنح المستخدمين الحرية والتحكم في البيانات والتجارب، وفي ظل زيادة وعي المستخدمين، قد تصبح هذه البروتوكولات حجر الأساس للجيل القادم من منصات التواصل الاجتماعي.

زر الذهاب إلى الأعلى