عربيعربي ودولي

يوم المرأة العالمي.. مئات الفلسطينيات يواجهن التمييز العنصري بسجون الاحتلال

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم يوم غد الأربعاء، باليوم العالمي للمرأة ويتغنى بمشاركتها ونيلها حقوقها كاملة، تواجه مئات الفلسطينيات مصيرهن في سجون ومعتقلات الاحتلال وتمارس ضدهن أبشع سياسات التمييز العنصري التي تتنافى مع أدنى متطلبات الإنسانية والقوانين والمواثيق الدولية.

وقال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن المرأة الفلسطينية تتعرض للكراهية والوحشية وسياسة الابرتهايد التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي مع الشعب الفلسطيني، مبينا أن هذه السياسات تعرض حياة ومستقبل المرأة الفلسطينية للخطر.
وأكد لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن المرأة في أرجاء فلسطين، هي شهيدة وأسيرة وأرملة وأم شهيد، تدافع عن وجودها وهويتها وأرضها ومقدساتها أمام أبشع احتلال عُرف في العصر الحديث.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يأتي فيه شعار الاحتفال لهذا العام بيوم المرأة تحت عنوان “إشراك الجميع رقمياً: الابتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين”، ضمن سياق تطوير مهارة ومشاركة المرأة في التكنولوجيا الرقمية وحمايتها من مظاهر العنف والكراهية ضدها عبر الإنترنت، تتعرض المرأة الفلسطينية لكل مظاهر التنكيل والترهيب بما في ذلك التضييق الرقمي.
كما أشار إلى تعرض الأسيرات في سجن (الدامون) بعد حملات اقتحام وتفتيش إلى الحرمان من إجراء اتصالات هاتفية مع أسرهن، وتعطيل جهاز التلفاز، لعزلهن عن العالم الخارجي.
وأوضح أن كل ذلك يأتي ضمن سياسة حكومة الاحتلال القائمة على منع نشر أي معلومات على شبكة الإنترنت بخصوص الأسيرات بشكل خاص وواقع المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال بشكل عام، كما يتم إغلاق وتهكير المواقع والصفحات المعنية بالمرأة الفلسطينية.
وأضاف، أنه وبسبب سياسات الاحتلال القمعية والقتل والتنكيل الذي يمارس بشكل مستمر ومتصاعد بحق الشعب الفلسطيني، تجد المرأة الفلسطينية نفسها أمام كم كبير من المسؤوليات التي ألقيت على عاتقها ويجب عليها تحملها، بعد استشهاد أو اعتقال زوجها أو ابنها أو أي معيل لها، الأمر الذي أفقد الكثير منهن حقهن في الحياة والتعليم والعيش بصورة عادية.
ودعا كنعان، المنظمات الدولية والعالم الحر للنهوض فوراً لنصرة المرأة الفلسطينية ورفع جحيم الاحتلال عنها، مؤكدا أن ظلم المرأة الفلسطينية يعني التعدي على الأسرة كلها في ظل قيامها بالأعباء الاقتصادية والتربوية كلها بسبب قتل أو أسر رب الأسرة، لتكون هي المعيل والمربي والمنقذ للطفولة ومجتمعها الذي يعاني الاحتلال، الذي تنشط فيه حركات نسائية إسرائيلية متشددة مثل (حركة نساء لأجل الهيكل تأسست عام 2001)، تقوم فلسفتها على قمع حقوق الشعب الفلسطيني بمن فيهم المرأة الفلسطينية.
وزاد أن اللجنة الملكية لشؤون القدس وفي إطار الموقف الأردني الراسخ شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، تدعو العالم ومنظماته إلى توجيه بوصلتهم وإنسانيتهم في جميع هذه الاحتفالات والمناسبات العالمية نحو فلسطين وشعبها المظلوم، وان تكثف مساعدتها للمرأة الفلسطينية الأسيرة والجريحة التي تعاني في كل مظاهر حياتها للتضييق والعنف في ظل حكومة يمينية متطرفة تقوم فلسفتها على تهجير وطرد الشعب الفلسطيني وحرمانه بمن فيهم النساء من جميع الحقوق والأساسيات الإنسانية التي لا تستقيم الحياة بدونها.
وأكد أن الأردن سيبقى بقطاعاته ومؤسساته السند والداعم للمرأة الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني كافة، حتى نيل حقوقهم بما فيها اقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعا كنعان الإعلام إلى تحمل مسؤوليته الأخلاقية بفضح جرائم الاحتلال والمشاهد اليومية للعنف والتقتيل والضرب الذي تتعرض له المرأة والطفلة الفلسطينية على الحواجز الأمنية الإسرائيلية بشكل وحشي.
وتظهر إحصائيات أصدرها نادي الأسير الفلسطيني، أن عدد المعتقلين الفلسطينيين حتى نهاية عام 2022 حوالي 7000 معتقل بينهم 172 معتقلة، بينما بلغ الأسرى حوالي 4700 أسير بينهم 29 أسيرة و3 قاصرات.
كما تشير الإحصائيات إلى أن بين الأسيرات أيضاً 7 أمهات يحرمهن الاحتلال من رؤية أبنائهن، بالإضافة إلى 10 أسيرات جريحات، وأصعبهن حالة الأسيرة إسراء جعابيص من القدس المحكومة بالسجن مدة 11عاما وهي في حالة صحية صعبة.
من جهتها، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، أمس الاثنين، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت منذ عام 1967 أكثر من 17 ألف فلسطينية.

زر الذهاب إلى الأعلى