عربيعربي ودولي

أزيز الرصاص يعلو.. ليل جنين ليس كنهارها

ما أن يسدل الليل ستاره في مخيم جنين ومحيطه شمالي الضفة الغربية حتى يتحول المشهد إلى حرب حقيقية، تستخدم فيها إسرائيل الطائرات المسيرات والمركبات المدرعة وآلاف الجنود على الأرض.

وتتقاطع أصوات الرصاص الحي والتفجيرات مع أصوات مركبات الإسعاف الفلسطينية التي تنقل الجرحى، وتعلو بين فترة وأخرى أصوات التكبيرات في مساجد جنين.

ومن شرفة فندق “السينما” وسط جنين حيث تقيم غالبية الصحفيين يمكن مشاهدة المخيم الذي لا تزيد مساحته عن نصف كيلو متر مربع، والحرب الدائرة بين أزقته الضيقة.

وبينما تتعالى أعمدة الدخان تسمع أصوات انفجارات هنا وهناك من مناطق متفرقة داخل المخيم.

ويظل صوت الرصاص سيد الموقف فالاشتباكات بين قوات الجيش الإسرائيلي والمسلحين الفلسطينيين لا تتوقف إلا لبعض الوقت.

ويجلس بعض أطفال مدينة جنين في مواقع قريبة من المخيم ومن نوافذ منازلهم يردد عدد منهم التكبيرات فيما يتلو آخرون آيات من القرآن الكريم، ويهتف فريق ثالث بشعارات تمجد “مقاومة الاحتلال”.

ورغم رصد انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من مخيم جنين ومحيطه، إلا أن معارك شرسة اندلعت وسط المخيم.

عشرات المسلحين أطلقوا النار وفجروا عبوات محلية الصنع في قوات إسرائيلية ما أدى لاندلاع هذه المعارك وسماع أصوات انفجارات واشتباكات عنيفة.

وتزامنا مع ذلك قصفت طائرات إسرائيلية المقبرة الشرقية في الحي الشرقي من مدينة جنين بحسب شهود عيان.

وأشار الشهود إلى أن القصف استهدف مجموعة من المسلحين الفلسطينيين.

وفيما بعد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، عن مقتل فلسطيني في جنين ما يرفع عدد القتلى إلى 12 منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية، فجر الإثنين.

وفجر الإثنين، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين ومخيمها، استخدم فيها طائرات مروحية ومسيرات وقوات برية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية تستهدف غرفة العمليات المشتركة للفصائل ومسلحين فلسطينيين، مشيرا إلى إصابة جندي واعتقال 15 فلسطينيا في العملية.​​​​​​​

نائب محافظ جنين (حكومي) كمال أبو الرب، قال في تصريح للأناضول، إن “الأوضاع في مخيم جنين صعبة للغاية، تدور الاشتباكات في أكثر من محور، وعمليات القصف تتواصل، والحصار يحنق المخيم”.

ولفت المسؤول الفلسطيني إلى أن “الاتصال انقطع مع السكان في المخيم، بسبب انقطاع الكهرباء وقطع شبكات الهواتف الأرضية وأجهزة التشويش الإسرائيلية”.

كما أفاد بأنه “تم التواصل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتنسيق بإدخال مساعدات طبية وغذائية للسكان دون جدوى حتى الساعة”.

وبحسب أبو الرب، “تواجه الطواقم الطبية مصاعب في الوصول لداخل المخيم”.​​​​​​​

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى