وثالثا، هناك الهرمونات، إذ يلفت جيوتيس إلى أن “النساء لديهن هرمون الأستروجين الذي له تأثير وقائي مناعي، في حين أن هرمونات الأندروجينات ربما تثبط جهاز المناعة، ولهذا السبب قد تتخلص النساء من الفيروس بسهولة أكبر من الرجال”.
ولفتت الصحيفة إلى أن التأثير المثبط لهرمون التستوستيرون على الجهاز المناعي، قد يجعل الرجال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية مثل الأنفلونزا، مع أعراض أكثر خطورة.
وذلك يعني أن “أنفلونزا الرجال” من المرجح أن تكون أمرا خطيرا، في حين أن هرمون الأستروجين قد يكون له تأثير وقائي، مما يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا ذات الأعراض الأكثر اعتدالا.
أمراض الجلد والبشرة
أوضحت استشارية الأمراض الجلدية، أنجالي ماهتو، أن “النساء يعانين من أنماط هرمونية أكثر تعقيدًا بكثير بسبب الدورة الشهرية، والحمل، وحبوب منع الحمل، وحتى انقطاع الطمث”.
كما يمكن أن يحفز التوتر أيضًا إفراز المواد التي تنشط الغدد الدهنية في جلد الأشخاص المصابين بحب الشباب، لإنتاج المزيد من الزهم الذي يؤدي إلى ظهور البثور.
والزهم هو مادة ذات طبيعة زيتية يميل لونها للون الأصفر يتم إفرازها بشكل طبيعي في الجسم من قبل الغدد الدهنية التي تتوزع في مختلف أنحاء الجسم، وتتواجد بشكل خاص قرب سطح الجلد، وفقا لموقع “ويب طب”.
وخلال سنوات المراهقة، يصاب الذكور بحب الشباب، لكن اعتبارًا من سن 23 عامًا فصاعدًا، يصبح حب الشباب عند البالغين أكثر شيوعًا عند النساء، حيث يؤثر على حوالي 40 بالمئة من الجنس اللطيف و8 في المئة فقط من الرجال، وفق ماهتو.
وفي حين أن سرطان الجلد يصيب نفس العدد من الجنسين، فإنه ينمو بشكل أسرع عند الرجال، حيث تضاعفت حالات الإصابة لدى الذكور 3 مرات منذ أوائل التسعينيات.
وتقول ماهتو: “الرجال ليسوا ماهرين في استخدام الكريمات الواقية من الشمس”.
والموقع الأكثر شيوعًا لتطور سرطانات الجلد عند الرجال هو الظهر، بينما عند النساء هو الجزء السفلي من الساقين.
وتوضح الطبيبة: “النساء جيدات في وضع واقي الشمس على وجوههن، لكن معظمهن ينسين فعل ذلك على أرجلهن، بينما يقل طلب الرجال للمساعدة بوضع الكريم على ظهورهم”.
ضغط الدم ومشاكل القلب
عادة ما يعاني الرجال أكثر من ارتفاع ضغط الدم مقارنة بالنساء، حسب فوستر الذي أكد أن “أحد الأسباب هو التأثير الوقائي لهرمون الأستروجين”.
وتابع: “لهذا السبب بعد انقطاع الطمث، عندما تنخفض مستويات هرمون الأستروجين، تلحق مستويات ارتفاع ضغط الدم لدى النساء بمستويات الرجال”.
كما يعاني الرجال أيضًا من النوبات القلبية بمعدل الضعف مقارنة بالنساء. وهنا يوضح فوستر أن “عوامل نمط الحياة الرئيسية تعرض الذكور للخطر، بما في ذلك التدخين والكحول والسمنة، وتلك الأمور منتشرة عند الرجال بشكل أكبر”.
وزاد: “على الرغم من أن نسبة الكولسترول لدى الجنس الخشن أعلى من تلك الموجودة لدى النساء، فإنهم أقل عرضة لفحص أنفسهم حتى بعد حدوث خطب ما”.
ورأى ميتشي أن قلوب الرجال والنساء لها أحجام مختلفة أيضًا، مما قد يلعب أيضًا دورًا في كيفية تعرضهم لمشاكل القلب.
وأضاف: “يبلغ متوسط وزن قلب الذكر 331 غرامًا وقلب الأنثى حوالي 245 غرامًا، وعادةً ما يكون لهما شكل مختلف”.
يشار إلى أن معظم الأبحاث الطبية يتم إجراؤها على قلوب الرجال، مما يؤكد مرة أخرى على الحاجة إلى دراسات طبية خاصة بالجنس من أجل “فهم قلب الأنثى بشكل أفضل”، حسب ميتشي.