حثّت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) الأطباء بضرورة توخي الحذر من مرض المكورات السحائية قبل السفر إلى المملكة العربية السعودية للحج.
منذ أبريل/نيسان، رُصِدت 12 حالة مؤكدة للإصابة بمرض المكورات السحائية ظهرت بعد السفر لأداء مناسك العمرة في المملكة.
ويسافر المسلمون إلى السعودية لأداء مناسك الحج، الذي سيمتد من 14 يونيو/حزيران إلى 19 يونيو/حزيران من هذا العام.
يعيش خمسة من المعتمرين الذين أصيبوا بالمرض هذا العام في الولايات المتحدة. كما رصدت فرنسا أربع حالات، بينما أبلغت المملكة المتحدة عن ثلاث حالات.
وكان 10 من الأشخاص الذين أُصيبوا بالمرض قد ذهبوا إلى مكة، بينما ثبت إصابة اثنين لصلتهما بشخصٍ قام بالرحلة.
يُعَد مرض المكورات السحائية شديد العدوى بين الأشخاص غير المحصنين.
من بين المرضى الذين تم التعرف عن حالة تطعيمهم، تبيّن أن 9 منهم لم يتلقوا اللقاح.
ويُعتَبَر مرض المكورات السحائية، بما في ذلك التهاب السحايا، غير شائع وتسببه بكتيريا النيسرية السحائية.
يمكن للمرض التسبب بعدوى في بطانة الدماغ، والحبل الشوكي، ما قد يؤدي لمشاكل طبية مدى الحياة، مثل مشاكل في الذاكرة، والتركيز، والنوبات، ومشاكل التوازن، وفقدان السمع، والعمى.
كما يمكن أن يؤدي المرض أيضًا إلى عدوى خطيرة في الدم تُدعى تسمم الدم.
وتُظهر الأبحاث أنّ ما يقدر بنحو 10% إلى 15% من الحالات تنتهي بالوفاة، رُغم توفّر العلاج المناسب.
لوحظ أن عدد الحالات يتزايد في الولايات المتحدة، وفقًا للمرااكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، حيث سجلت هذا العام 143 حالة حتى نهاية مارس/آذار، مقارنةً بـ 81 حالة فقط في الفترة ذاتها من العام الماضي.
سُجلت 422 حالة في عام 2023 بأكمله، وهو أكبر عدد منذ عام 2014، بحسب ما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
والجدير بالذكر أنه يمكن علاج المرض بالمضادات الحيوية إذا تم اكتشافه مبكرًا بما فيه الكفاية، ولكن غالبًا ما يتأخر التشخيص، لأن الأعراض يمكن أن تحاكي أعراض أمراض معدية أخرى مثل “كوفيد-19″، أو الإنفلونزا.
وتشمل الأعراض الحمى، والصداع، والغثيان، أو القيء، وصعوبة المشي، وتيبس الرقبة، وظهور طفح جلدي، والحساسية من الضوء، و”ضباب الدماغ”.
اللقاحات والمعززات متوفرة
تشترط المملكة العربية السعودية على جميع المعتمرين أو الحجاج، الذين يبلغون من العمر عامًا واحدًا وما فوق، الحصول على اللقاح المضاد للمكورات السحائية رباعي التكافؤ، المعروف أيضًا باسم لقاح “MenACWY”.
يحمي اللقاح من أربع أنواع من البكتيريا المنتشرة على نطاق واسع، وهي “A”، و”C”، و”W”، و”Y”.
بشكلٍ عام، ترتبط غالبية الحالات في الولايات المتحدة بالزمرة المصلية “Y”. وقد يوصي الأطباء أيضًا بتلقي لقاح “MenB” للحماية من النوع “B” للبكتيريا.
كما تحمي حقنة “Penbraya” التي صنعتها شركة “فايزر”، وتمت الموافقة عليها في الولايات المتحدة العام الماضي، من جميع هذه الزمرات المصلية الخمسة الأكثر شيوعًا، المسببة لمرض المكورات السحائية.
وأوصت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها الإثنين، بعمل مقدمي الرعاية الصحية مع المرضى الذين يفكرون بالسفر لأداء مناسك الحج أو العمرة للتأكد من تلقيهم لقاح “MenACWY” خلال الأعوام الخمسة الماضية، أو حصولهم على الحقنة قبل 10 أيام على الأقل من رحلتهم.
وفي الإشعار الجديد الصادر عن شبكة التنبيه الصحي التابعة للمراكز الأمريكية مكافحة الأمراض والسيطرة عليها، تم تذكير تذكير مقدمي الخدمات بأخذ مرض المكورات السحائية بعين الاعتبار عند التعامل مع أي شخص يعاني من الأعراض بعد السفر للحج أو العمرة.
