دوليعربي ودولي

أوكرانيا تخلي 20 قرية خشية الضربات الروسية

بدأت السلطات الأوكرانية اليوم الثلاثاء في إخلاء 26 قرية في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد، بسبب الهجمات المتكررة للجيش الروسي في هذه المنطقة.

وقال حاكم الإقليم أوليغ سينيغوبوف على شبكات التواصل الاجتماعي “في ضوء الوضع، نقوم بتنفيذ عملية إخلاء إلزامي لسكان منطقتي كيندراتشيفسكا وكوريليفسكا في منطقة كوبيانسك”.

وتضمن منشوره أسماء المناطق المعنية البالغ عددها 26 ويعيش فيها 3043 شخصاً، من بينهم 279 طفلاً.

وتعرضت منطقة كوبيانسك لهجمات من قبل القوات الروسية منذ أشهر من دون أن تحقق فيها تقدماً وتأمل في اختراق الدفاعات الأوكرانية.

سيطرت روسيا على هذه المنطقة بأكملها في بداية العملية العسكرية التي أعلن عنها الرئيس فلاديمير بوتين في فبراير (شباط) 2022، إلى أن استعاد هجوم خاطف شنه الأوكرانيون المنطقة في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، مما أجبر قوات موسكو على التراجع.

ونفذت روسيا هجوماً مجدداً في هذه المنطقة خلال صيف العام 2023، بينما حاولت أوكرانيا، من دون جدوى، شن هجوم مضاد كبير في دونباس في الشرق وفي الجنوب.

ومنذ الخريف الماضي ومع فشل الأوكرانيين في استرجاع أراضيهم، كانت القوات الروسية في مقابل ذلك تتقدم نحو الشمال الشرقي، في منطقة كوبيانسك، وفي الشرق، بخاصة حول بلدة أفدييفكا.

وتؤكد كييف أنها ستصمد وتلحق خسائر كبيرة بالروس، لكنها تلح أيضاً على حلفائها الغربيين لتزويدها بالأسلحة والذخيرة حتى تتمكن من مواصلة القتال.

منطقة خاركيف، حيث تقع كوبيانسك، محاذية لروسيا وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه هي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

وتقصف روسيا هذه المنطقة بشكل متكرر بما في ذلك أحياء سكنية.

وعد أميركي بالدعم

من جانبه، تعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لأوكرانيا خلال اجتماع عقده اليوم الثلاثاء مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، على رغم خلاف في الكونغرس في شأن الموافقة على تمويل جديد.

وقال بلينكن للرئيس الأوكراني لدى لقائهما في المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري، “نحن عازمون على مواصلة دعمنا لأوكرانيا ونتعاون بشكل وثيق مع الكونغرس لتحقيق ذلك. أعرف بأن زملاءنا الأوروبيين سيقومون بالأمر ذاته”.

انضم مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سالفيان إلى الاجتماع وأفاد زيلينسكي بأن الولايات المتحدة وحلفاءها عازمون على “ضمان هزيمة روسيا وانتصار أوكرانيا”.

روسيا: الدعم الغربي لأوكرانيا سيطيل أمد الحرب

موسكو: خطة واشنطن لمصادرة الأصول الروسية قرصنة القرن
وشكر زيلينسكي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن و”الدعم من الحزبين” لبلاده في الكونغرس. وقال الرئيس الأوكراني “تطرقت إلى الكونغرس. نعتمد حقاً على دعمكم، مواصلة دعمكم الهائل”.

وأشار على وجه الخصوص إلى منظومة باتريوت الأميركية التي ساعدت أوكرانيا على إسقاط وابل الصواريخ الروسية.

وأفاد “يساعد ذلك حقاً الناس على النجاة في ظل ما يحدث، في إطار هذا العدوان الروسي الكبير”.

أرسلت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية قدرها نحو 44 مليار دولار إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي في شباط (فبراير) 2022 وقدمت دعماً اقتصادياً بالمليارات.

وأفرجت إدارة بايدن عن آخر حزمة في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي بناءً على تمويل وافق عليه الكونغرس.

ويعطل أعضاء الحزب الجمهوري الذي يسيطر على مجلس النواب تخصيص مزيد من المساعدات لأوكرانيا فيما يضغطون على الإدارة لتشديد الإجراءات ضد المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة.

ويشكك بعض الجمهوريين، لا سيما الرئيس السابق والمرشح الأوفر حظاً لمنافسة بايدن في انتخابات 2024، في أهمية المساعدات، معتبرين أنها لن تحدث فرقاً ميدانياً، إذ يستبعدون تحقيق أوكرانيا أي مكاسب إضافية.

وطلبت إدارة بايدن من الكونغرس الموافقة على مساعدات إضافية بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا وربطتها بالمساعدات المخصصة لإسرائيل وتايوان، وهما قضيتان تحظيان بشعبية أكبر في أوساط الجمهوريين.

طوارئ روسية

بدوره، أعلن رئيس بلدية مدينة فورونيج، جنوب روسيا، حالة الطوارئ، اليوم الثلاثاء، بعدما قال مسؤولون إن أوكرانيا شنت هجوماً بطائرة مسيرة على المدينة، مما أسفر عن تضرر مبانٍ عدة وإصابة طفلة.

وقال رئيس بلدية المدينة فاديم كستينين عبر تطبيق “تيليغرام” إنه “تم إجلاء سكان مبنى سكني واحد في الأقل إلى مدرسة قريبة بعد أن تسبب حطام طائرة مسيرة في اندلاع حريق صغير وتحطم النوافذ”. وأضاف أن نوافذ مبانٍ أخرى تحطمت أيضاً، وأن “حالة الطوارئ المعلنة في المدينة ستسمح بالتنفيذ الفوري لإجراءات لاستبدالها”.

وقال حاكم المنطقة ألكسندر جوسيف على تطبيق “تيليغرام” إن طفلة تبلغ من العمر 11 سنة أصيبت عندما سقط حطام طائرة مسيرة على مبنى سكني في فورونيج، وهي المركز الإداري للإقليم.

هجمات كثيفة

وأفادت وزارة الدفاع الروسية، على تطبيق “تيليغرام” بأن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت ثلاث طائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق منطقة فورونيج بجنوب غربي البلاد على الحدود مع أوكرانيا.

ولم يصدر على الفور تعليق من أوكرانيا. وكثفت كييف هجماتها الجوية في الأشهر الأخيرة، والتي تقول إنها تستهدف البنية التحتية العسكرية الروسية لتقويض جهود موسكو الحربية.

وتمتلك روسيا قاعدة جوية بالقرب من مدينة فورونيج، حيث تتمركز بعض الطائرات الحربية من طراز “سوخوي سو-34″، بحسب وسائل إعلام روسية. وغالباً ما تستخدم روسيا الطائرات القاذفة للقنابل خلال ضرباتها الجوية على أوكرانيا.

وذكر موقع “شوت” الإخباري الروسي على تلغرام أن دوي ما لا يقل عن 15 انفجاراً سمع بالقرب من القاعدة الجوية وأن بعض حطام الطائرات المسيرة سقط بالقرب من مبنى سكني.

فيما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أمس الإثنين أنها أسقطت طائرتين حربيتين روسيتين فوق بحر آزوف، ما يمثل ضربة كبيرة لروسيا في منطقة تسيطر عليها.

وقال قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني بعد الإعلان عن تدمير طائرة حربية من طراز “أي-50” وهي طائرة قيادة مجوقلة وتستخدم لمسح بالرادار بعيد المدى، وطائرة حربية من طراز “إيل-22” تستخدم أيضاً كمركز قيادة من الجو، “أشكر القوات الجوية على هذه العملية المخططة والمنفذة بشكل مثالي في منطقة بحر آزوف”.

سويسرا تستضيف قمة للسلام

وافقت سويسرا أمس الإثنين على استضافة قمة عالمية للسلام في أوكرانيا بناءً على طلب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقالت الحكومة السويسرية “بناءً على طلب الرئيس الأوكراني، وافقت سويسرا على استضافة قمة بخصوص صيغة السلام. يجري الآن العمل على مزيد من التفاصيل”.

وبينما كان يتحدث بجوار نظيرته السويسرية فيولا أمهيرد خلال مؤتمر صحافي في برن، لم يشر زيلينسكي بصورة محددة إلى المشاركين في قمة السلام المزمعة، لكنه لمح إلى من يريد حضورهم.

وقال زيلينسكي “نحن منفتحون على جميع الدول التي تحترم سيادتنا وسلامة أراضينا في قمة السلام، لذا استخلصوا استنتاجات حول من ندعوه”. وأضاف “نود أن يكون الجنوب العالمي حاضراً. من المهم بالنسبة لنا أن نظهر أن العالم كله ضد الهجوم الروسي، وأن العالم كله يؤيد السلام العادل”.

ولم يذكر زيلينسكي أو أمهيرد أي تفاصيل عن موعد أو مكان عقد القمة في سويسرا، وقالا إن فريقيهما سيبدآن في الإعداد لها اعتباراً من اليوم الثلاثاء.

وأعلن زيلينسكي لأول مرة عن صيغة السلام الخاصة به خلال قمة “مجموعة الـ20” في نوفمبر (تشرين الثاني)، والتي تضمنت الدعوة إلى استعادة الأراضي الأوكرانية وانسحاب القوات الروسية ووقف الأعمال العدائية وإطلاق سراح جميع السجناء والمحتجزين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى