منوعات

إربد..الوقف التعليمي والصحي ضرورة شرعية تقتضيها الحاجة الماسة

 تعد المبادرات الوقفية، وخاصة الموجه منها لقطاعي التربية والتعليم والصحة، ضرورة شرعية تقتضيها الحاجة الماسة، ومن أهم المبادرات الوطنية التي تستدعي تفعيلها وتعميمها، خاصة مع محدودية قدرة القطاع العام على مواجهة الضغط الهائل الذي شكله النمو السكاني والتوسع العمراني على خدمات مختلف القطاعات.

وبهذا السياق، باشر فادي مقدادي مع مجموعة من الأصدقاء البدء بمرحلة التأسيس لبناء مدرسة أساسية في لواء الكورة، تتبع لوزارة التربية والتعليم كوقف تعليمي، للمساهمة في استيعاب الأعداد المتزايدة بعدد الطلاب من الأطفال، مشيرا إلى أنها صدقة جارية وخير دائم لا يقل أجره عن بناء المساجد.

ويقول الشاب مقدادي، إن مبادرة بناء مدرسة أساسية جاء للحاجة الماسة لها، حيث تم توجيه فكر المتبرعين لأهمية مثل هذه الأعمال الوقفية التي تسهم بتوفير البيئة التعليمية المناسبة للأطفال .

وأضاف أن الوطن للجميع والمجتمع بحاجة لمدرسة أو مركز صحي أو بناء مساكن للأسر العفيفة وكل ذلك يصب في مصلحة الوطن ويستفيد منه الجميع .

وأشار مقدادي إلى أن هذه الأعمال تدخل في باب الصدقات الجارية، وأبواب الخير والعطاء متعددة ولا تنحصر، داعيا إلى أهمية الجانب التوعوي بمثل هذه المشاريع وتعميمها وتذليل العقبات أمامها، وكذلك إيجاد التشريعات الناظمة التي تأخذ بعين الاعتبار الأولويات والضرورات التي تبرز أكثر من غيرها.

وأوضح مقدادي في منشور على صفحته على الفيسبوك، أن المدرسة التي يتم السير بإنشائها كوقف تعليمي، هي مدرسة فاضلة العدوان الأساسية المختلطة، وتقع بين بلدتي كفر راكب وبيت ايدس بلواء الكورة وتتكون من ثلاثة أجنحة تستوعب 6 غرف صفية، وغرفة للصف التمهيدي، إضافة إلى مطبخ ومقصف ومكاتب إدارية ومرافق صحية .

وفي نموذج آخر على أهمية الوقف التعليمي، تبرع ذوي المرحوم الدكتور حسين جابر بني خالد المدرس بكلية الشريعة في جامعة اليرموك، بتجهيز قاعة نموذجية وتأثيثها وتسجيلها كوقف تعليمي.

وكان الشاب الريادي الدكتور إبراهيم الشواهين، سجل وقفا تعليميا في جامعة اليرموك بإنشاء جناح متكامل من قاعات التدريس الذكية بكلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك، مشيرا إلى أن الحاجة الماسة لتطوير وتحديث أساليب التدريس في الجامعات والمدارس وتزايد الضغط المتواصل عليها، هو ما دفعه لهذه المبادرة لمحاكاة وسائل التدريس الحديثة.

وعلى صعيد احتياجات مديرية التربية والتعليم لقصبة إربد على سبيل المثال لا الحصر، قال مدير المديرية الدكتور محمد المومني، إن المديرية تحتاج على إلى 15 مدرسة جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة لاستيعاب الزيادة في أعداد الطلاب إلى جانب التخلص ما الأبنية المستأجرة، مؤكدا أهمية مبادرات الوقف التعليمي بما يمكن من مواجهة الضغط المتزايد على المدارس الحكومية من جهة، وتوفير بيئة تعلمية مناسبة للطلاب.

بدوره، أكد أستاذ الإعلام الإسلامي في كلية الشريعة بجامعة اليرموك الدكتور محمد الربابعة، أن الوقف في التشريع الإسلامي يُعد بابًا عظيمًا من أبواب الخير الذي تعود منافعه على الواقف بالأجر والثواب الدائم الذي تجري عليه حسناته ما انتفع بوقفه، ولا تنحصر منافع الوقف على الواقف فحسب بل يعمّ نفعه ويتعدى خيره لينال الأمة أفرادًا وجماعات، ويسهم في رقيّ المجتمع وبناء الحضارة.

وزاد الربابعة، أن الإسلام جعل الوقف من أفضل أنواع الصدقة وأنفعها وأكثرها أجراً، فهو الصدقة الجارية التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم وتعددت مشاريع الوقف في حياة الصحابة الكرام، فأوقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرضًا في خيبر، وأوقف عثمان بن عفان رضي الله عنه بئر رومة، وأوقف أبو طلحة رضي الله عنه بئرحاء، وكان حاديهم في ذلك الاستجابة لله تعالى، وللرسول صلى الله عليه وسلم، الذي رغبهم بالصدقات الجارية .

وأشار الربابعة إلى أن المتتبع لتاريخ الأمة الإسلامية يجد مشاريع الوقف في تاريخ الأمة شاهدة على أهمية الوقف وحرصهم عليه، فيجد المشاريع الوقفية في مجال العبادات والصدقات، كعمارة المساجد، وحفر الآبار، ووقف المزارع، والثمار وغيرها، لافتا إلى مشاريع الوقف الإسلامي الشاهدة، كإنشاء الكتاتيب، وبناء المدارس، والمكتبات، وتخصيص الأموال الوقفية ريعًا يجري عليها.

وبين بأن المتتبع للتاريخ الإسلامي يدرك مدى العناية بالوقف بإنشاء المدارس الوقفية التي انتشرت في أرجاء العـالم الإسلامي، حيث كانت محل تنافس الواقفين، ومن ذلك المدرسة النظامية في بغداد، والمدرسة الظاهرية في القاهرة، والمدرسة الغياثية في مكة المكرمة، وغيرها، وقد توسعت هذه المدارس، حتى أصبح بعضها جامعات، منها: الأزهر بمصر، والزيتونة بتونس، والقرويين في فاس بالمغرب.

وأكد الدكتور الربابعة، أهمية الوقف، في التعليم والصحة والخدمات العامة وبخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، كدعم الجامعات والمراكز البحثية والعلمية فيها، وتخصيص جزء من الأوقاف لطلبة العلم الفقراء وتبنّي الطلبة الجادين والمتميزين، كذلك الحال بالنسبة للمدارس، من حيث ترميم وتأهيل التي تحتاج منها إلى صيانة، إضافة إلى بناء المستشفيات أو المراكز صحية أو تأمين أجهزة طبية للمرضى، كأجهزة التنفس والحركة وغيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى