عربيعربي ودولي

إسرائيل استغلت الحرب على غزة لتصفية عشرات الكفاءات العلمية الوازنة

استغلت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي العدوان على غزة، منفذة عشرات عمليات الاغتيال للكفاءات والنخب العلمية من حملة الشهادات العليا وأصحاب المبادرات والأكاديميين.

ورصد مراسل في غزة أكثر من ١٠٠ عملية اغتيال منظمة لهذه الكفاءات من أطباء وأساتذة جامعات ومهندسين وصحفيين، ومن كافة التخصصات.
وضمت قائمة أولية أكثر من ١٤ شهيدا يحملون درجة “الأستاذية” (بروفيسور) وهم من العلماء الأكفاء على الصعيد العالمي في مجالاتهم المهنية، مثل رئيس الجامعة الإسلامية بغزة سعيد التاية، والرئيس الأسبق للجامعة الإسلامية محمد عيد شبير، ورئيس الكلية الجامعية في غزة سعيد الزبدة، ومؤسس كلية الطب في الجامعة الإسلامية بغزة وعميدها السابق عمر فروانة، ووزير التعليم الأسبق أسامة المزيني، وأحد مؤسسي ووزارة الأوقاف الفلسطينية ووزيرها الأسبق وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمود جمعة سلامة، إضافة إلى ٥٠ قامة علمية تحمل درجة الدكتوراه و٧٠ شهيدا يحملون درجات الماجستير وهم خبراء معتمدون في مجالاتهم.
وقال فريد أبو ضهير، أستاذ الإعلام في جامعة “النجاح الوطنية” في نابلس شمال الضفة الغربية “يبدو أن الاحتلال يستعيد سيرته في اغتيال المؤثرين في المجتمع الفلسطيني في خضم الحرب الشرسة على غزة”.
مشيرا في حديث إلى اغتيال الروائي والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني (اُغْتِيل في بيروت عام 1972) “وغيره من المؤثرين في مجال الأدب والإعلام والثقافة”.
واعتبر أبو ظهير أن الاحتلال “يستغل هذه الحرب لكي يقوم بكل ما لا يستطيع القيام به خارجها، من قتل واغتيال دون حسب أو رقيب، تحت مظلة الحصانة التي منحها له (الرئيس الأمريكي جو) بايدن على نحو خاص، والأوروبيون بشكل عام” على حد تقديره.
وأوضح أستاذ الإعلام بجامعة “النجاح” أن سلطات الاحتلال “ترى أن الشعوب لا توجه نفسها بنفسها، ولكن تُوَجَّه بالقادة والمؤثرين وأصحاب الفكر والأدب والثقافة… ويرى أن التخلص من هؤلاء قد يمهد الطريق للسيطرة على الشعوب، وربما العمل على صناعة قيادات مفرغة من أي فكر يتعارض مع توجهات الاحتلال وسياساته الاستعمارية”.
وقال أبو ضهير، أن “هذه السياسة متوحشة بكل ما في الكلمة من معنى، وهي سادية وفاشية؛ ووصفها بهذه العبارات ليست من فراغ، حيث إن التخلص من الفكر لا يكون بالتخلص من صاحبه، ولكن بالحجة والعلم والفكر والثقافة”.
وفي السياق ذاته اتهمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية دولة الاحتلال باغتيال ١٠٠ داعية خلال الحرب على غزة، ودمرت ١٠٠٠ مسجد ومقبرة ومدافن من أصل ١٢٠٠ مسجد في غزة.
وقالت الوزارة في بيان لها أن “آلة الغدر الصهيونية اغتالت أكثر من مئة داعية، من العلماء والوعاظ والخطباء والأئمة والمؤذنين والمحّفظين”.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 25 ألفا و105 شهداء، وإصابة 62 ألفا و681 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى