وكانت الحرب في غزة في بداياتها ولم يكن مصير الرهائن واضحا، حين أرادت إسرائيل التأكد من وجود بروتوكولات لعلاج هؤلاء عندما يعودون.

ومع ذلك، كان علاجهم بمثابة منطقة مجهولة. فقد شهد التاريخ الحديث مرات قليلة فقط تعرض مثل هذا العدد من الأطفال لمثل هذا العنف بشكل مباشر أو للأسر.

وقال آشر بن آرييه، المختص في صدمات الأطفال بالجامعة العبرية ومعهد حاروف في القدس: “كانت لدينا بعض الصحف والمواد والمقاطع وما إلى ذلك، لكننا لم نتمكن من العثور على أي مواد حقيقية”.

واستعانت وزارة الرفاه والخدمات الاجتماعية الإسرائيلية ببن آرييه للمساعدة في تحديد الصدمات العاطفية المحتمل تعرض هؤلاء الأطفال والقصر لها وتحديد بروتوكولات مكتوبة للتعامل معهم.

وقال: “أدخلت (عملية الخطف) بشكل أساسي أشكالا جديدة من الصدمات للأطفال وأسرهم لم نشهدها من قبل. كيف تشرح لطفل أنه آمن الآن بعدما رأى مكانه الأكثر أمانا، غرفة نومه، وقد احترق ووالديه قتلا في منزله؟”

ومرت 7 أسابيع قبل إطلاق سراح أول رهائن إسرائيليين خلال الهدنة في أواخر نوفمبر. وبحلول ذلك الوقت كان بن آرييه وفرق تتألف من بضع عشرات من الخبراء قد طوروا تسع بروتوكولات لسيناريوهات لم يكن لها وجود من قبل.

أحدها كان للأطفال المخطوفين. والثاني للأطفال الذين قُتل آباؤهم. ويركز آخر على الصدمة على مستوى المجتمع. وقال بن آرييه إنها تتضمن “توصيات عملية، ما يجب القيام به، وفي أي مرحلة”.

وما تزال توصياتهم قيد التحسين مع تعلم المزيد. قد يكون بعضها بسيطا مثل سؤال الطفل أولا قبل العناق أو، وهو الأمر الأكثر إثارة للدهشة، السماح للأطفال باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لاستعادة السيطرة على حياتهم.

وعاد حتى الآن 33 رهينة تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاما إلى إسرائيل.

وظهرت التفاصيل ببطء حول الفترة التي قضوها في الأسر. وروى أقارب كيف أن بعض الأطفال عند عودتهم استيقظوا وهم يبكون خلال الليل أو تشبثوا بهم طوال اليوم. وتحدث البعض همسا فقط.

واستقبل مركز شنايدر الطبي للأطفال في وسط إسرائيل 26 رهينة محررة، هم 19 طفلا وست أمهات وجدة.

وقال أفيغال سنير، عالم النفس السريري، الذي يرأس وحدة اضطراب ما بعد الصدمة في المستشفى: “عند علاج الأطفال العائدين من الأسر من غزة وجدنا أنفسنا نتعامل مع وضع جديد. لا يوجد بحث موثق أو دراسة سريرية منشورة”.