الاخبار الرئيسية

إشارة “الذئاب الرمادية” تتسبب بأزمة بين تركيا وألمانيا.. ما القصة؟

أثارت احتفالية مدافع المنتخب التركي، ميريح ديميرال، بعد تسجيله الهدف الثاني في مرمى منتخب النمسا وضمان تأهل فريقه إلى ربع نهائي بطولة أوروبا “يورو 2024″، جدلا واسعا في الأوساط الرياضية والسياسية على المستويين الرسمي والشعبي.

وقام ديميرال بالتلويح بإشارة “بوزكورت” التي تتضمن رفع الإصبع الصغير والسبابة، وهي شعار حركة “الذئاب الرمادية” التي يمثلها سياسيا “حزب الحركة القومية”، والمحظورة في كثير من الدول الأوروبية ومن بينها النمسا وفرنسا.

هجوم واسع ضد ديميرال

بدأ الجدال بعد نشر وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تغريدة، عبرت فيها عن استيائها من قيام ديميرال برفع إشارة “بوزكورت”، وقالت: “لا مكان لرموز اليمين المتطرف التركي في ملاعبنا. وإن استخدام بطولة أمم أوروبا كمنصة للعنصرية غير مقبول. كما نتوقع من اليويفا التحقيق في هذا الحادث وتقييم العقوبات المحتملة”.

كما شاركت فيزر رابط تحليل مكتب حماية الدستور حول حركة الذئاب الرمادية في ألمانيا، موضحة: “أجهزتنا الأمنية تتابع عن كثب المتطرفين اليمينيين الأتراك في ألمانيا”.

وهو ما يعني خضوع حركة الذئاب الرمادية لمراقبة مكتب حماية الدستور في ألمانيا، لكن الحركة وإشارة الذئب الرمادي غير محظورين فيها.

من جانبه، فتح الاتحاد الأوروبي للكرة “ويفا” تحقيقا بحق المدافع التركي بسبب “احتمالية سلوك غير لائق” خلال المباراة بموجب البند الرابع من المادة 31 للائحة التأديبية للاتحاد. وقال في بيان إنه تم تعيين “محقق للبت في مسألتي الأخلاقيات والانضباط”.

وفي السياق، دعت الجمعية الألمانية الإسرائيلية، التي وصفت “الذئاب الرمادية” بأنها تشكل تهديدا لليهود، وكذلك الأرمن واليونانيين والأكراد، السلطات الألمانية إلى حظر هذه الجماعة اليمينية. وقال رئيسها فولكر بيك في بيان: “الأفكار الأيديولوجية لهؤلاء القوميين الفاشيين تعرض السلامة العامة للخطر”.

 

ردود فعل رسمية

استدعت الخارجية التركية، الأربعاء، سفير ألمانيا لدى أنقرة إلى مقر الوزارة على خلفية مطالبة برلين لـ”اليويفا” بفرض عقوبات على لاعب المنتخب الوطني ديميرال.

بينما استدعت الخارجية الألمانية، الخميس، سفير تركيا في برلين للاحتجاج على رفع ديميرال لإشارة اعتبرتها الخارجية “متطرفة”.

ونشرت وزارة الخارجية التركية بيانا، دانت فيه ردود الفعل ذات الدوافع السياسية على استخدام رمز تاريخي وثقافي بشكل لا يستهدف أي شخص خلال احتفال فرح في منافسة رياضية.

وأضاف بيان الوزارة أنه: “من غير المقبول أن يفتح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تحقيقا تأديبيا ضد لاعبنا الوطني لكرة القدم ميريح ديميرال”.

وفي السياق، صرح وزير الشباب والرياضة التركي، عثمان أشقين باك، قائلا إن “الضجة حول هذه الاحتفالية مبالغ فيها”. ونشر على منصة “إكس” صورة لديميرال أثناء قيامه بأداء التحية، معلقا: “لا داعي للإسهاب في الكتابة عن هذا الموضوع”.

أما عمر جليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، فعلق قائلا: “أولئك الذين يشعرون بالقلق من العنصرية والفاشية ينبغي أن يوجهوا انتباههم إلى الانتخابات الأخيرة في أوروبا”.

وفي تعليقه على الموضوع، انتقد رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ووصف التحقيق بأنه “منحاز وغير عادل”، مؤكدا أن “مشاركة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في هذه الحملة المعادية لتركيا والأتراك تأتي ضمن سلسلة من الاستفزازات المتواصلة”.

وفي خطوة تأتي في إطار دعم المنتخب التركي بحسب ناشطين، يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحضور مباراة بلاده أمام هولندا في برلين يوم السبت، في دور الثمانية بكأس أوروبا “يورو 2024″، بعدما ألغى رحلة كانت مقررة إلى أذربيجان في نفس اليوم.

في حديثه للجزيرة نت، استبعد الصحفي عمر بيرم أن تتصاعد الأزمة الحالية بين أنقرة ولندن إلى مستويات أعلى، مؤكدا أنها ستظل في إطار المناكفات السياسية حتى لو قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فرض عقوبة على اللاعب ميريح ديميرال، على الرغم من احتمالية عدم فرض تلك العقوبة.

أشار بيرم إلى موجة الغضب التي اجتاحت أوروبا بعد أن احتفل لاعبو المنتخب التركي برفع “التحية العسكرية” خلال مباراة في الجولة الثامنة من التصفيات المؤهلة لكأس أمم أوروبا 2020، إلا إن الواقعة لم تسفر عن أكثر من تبادل الرسائل بين الأطراف المعنية.

 

 ما هي الذئاب الرمادية؟

جماعة تأسست في الستينيات على يد العقيد ألب أرسلان توركش، الذي لعب دورا بارزا في انقلاب 1960 في تركيا وأسس حزب “الحركة القومية”، الحليف الحالي لحزب العدالة والتنمية الحاكم.

تعود تسميتها إلى أسطورة قديمة تتحدث عن حرب إبادة تعرض لها الترك ولم ينج منها سوى طفل واحد اضطر إلى الزواج بذئبة وأنجب منها 12 شخصا أعادوا بناء القبائل التركية.

 

تتبنى الجماعة فكرة تفوق العرق التركي وتعارض منح حق المواطنة للأكراد والعلويين الأتراك، وتواجه اتهامات بكونها حركة “فاشية متطرفة”. وتصنفها عدة دول أوروبية كمنظمة إرهابية، حيث تتهم بتنفيذ هجمات دموية مثل اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني عام 1981 في البرتغال، وقتل أكثر من 100 علوي في مرعش عام 1978، وعشرات المتظاهرين اليساريين في ميدان تقسيم بإسطنبول عام 1977.

 

شاركت الجماعة المحظورة في كثير من الدول الأوروبية في النزاعات الإقليمية، منها الصراع بين القبارصة الأتراك واليونانيين في قبرص، ودعم الأويغور في إقليم شينغيانغ الصيني، والمشاركة في حربي الشيشان الأولى والثانية ضد الروس.

 

كما يعتقد أن المنظمة قاتلت في أذربيجان ضد أرمينيا، قبل أن تتورط في محاولة انقلاب أدت إلى حظرها هناك، كما أنها حظرت في كازاخستان في العام 2005.

editor

Recent Posts

#عاجل.. سموتريتش: من الحماقة وقف حرب غزة الآن

قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الاثنين إن وقف الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة الآن سيكون…

13 دقيقة ago

المستقلة للانتخاب”: على القناصل الفخريين المعتمدين للمملكة تقديم استقالاتهم للترشح للانتخابات

أكدت الهيئة المستقلة للانتخاب، أن على القناصل الفخريين المعتمدين لدى المملكة الراغبين في الترشح لانتخابات…

26 دقيقة ago

إرادة ملكية بقبول استقالة إبراهيم الطراونة من عضوية مجلس الأعيان

صدرت الإرادة الملكية السامية بقبول استقالة سعادة الدكتور إبراهيم الطراونة من عضوية مجلس الأعيان اعتبارا…

33 دقيقة ago

مذكرة تفاهم بين عمان الأهلية وجامعة شرق البحر المتوسط

وقّعت جامعة عمان الأهلية اتفاقية تعاون مع جامعة شرق البحر المتوسط Eastern Mediterranean University (EMU)…

37 دقيقة ago

السجن 6 سنوات لـ5 أشخاص سرقوا أسلاك كهرباء ومركز صحي ومدرسة

 غلظت محكمة جنايات الرمثا عقوبة 5 أشخاص اعتادوا ارتكاب جريمة السرقة، وقررت رفع العقوبة إلى…

ساعة واحدة ago

البترا بالذكرى الـ17 لاختيارها من عجائب الدنيا السبع تتحول لتحفة فنية عالمية

تمتلك مدينة البترا التي صنفت من عجائب الدنيا السبع قبل 17 عاما مزيجاً فريدًا من…

ساعة واحدة ago