أطلقت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، الخميس، في محافظة معان، المسار الثقافي السياحي وذلك ضمن رؤية الوزارة في ترجمة الرؤية الوطنية في تطوير المسارات الثقافية السياحية وأهمية إطلاقها ممّا يساهم في تعدد الأنشطة الثقافية في المحافظات بشكل عام، وحضر الافتتاح عدد من الهيئات والمؤسسات الثقافية من كل أنحاء الأردن.
وتأتي أهمية المسار للتعرف على أبرز المحطات الثقافية والسياحية في المحافظة مثل قلعة معان العثمانية، والتي تم تحويلها إلى متحف تراثي يعرض تاريخ المدينة ويوثق أهمية الموقع الاستراتيجي للمدينة، بالإضافة إلى قصر الملك المؤسس للاطلاع على دوره في تحقيق رسالة الثورة العربية الكبرى ويعدّ محطة مهمة في مراحل تأسيس الدولة الأردنية.
شُيدت قلعة معان العثمانية، التي تحولت إلى متحف، بين 1559-1563 في عهد السلطان سليمان القانوني، بهدف توفير الأمان لقوافل الحجاج التي كانت تمر عبر معان من بلاد الشام إلى بلاد الحجاز، ويعرض المتحف تاريخ مدينة معان القديمة ويوثق أهمية الموقع الاستراتيجي للمدينة عبر فترات زمنية مختلفة، ويحتوي على عدة محطات أبرزها تاريخ معان في الزراعة والتجارة وغيرها، المتحف متاح للزوار من المحافظة ومحافظات المملكة الأخرى والباحثين والمستشرقين من جميع أنحاء العالم.
ويشتمل المسار على سوق معان القديم (سوق البدو) والذي يعدّ من أهم المعالم القديمة في المدينة والذي بدأ تأسيسه في أوائل القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى وجود عدة فعاليات وأنشطة ثقافية موجودة على المسار الثقافي والسياحي.
وقالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار “هذا المسار يقدم فكرة المسارات الثقافية السياحية لأن المملكة تحمل عناصر التراث المادي وغير المادي ما يكفي العالم ويزيد، وإن الوزارة تعمل بالتشاركية مع وزارة السياحة والجهات ذات العلاقة من أجل أن يشعر المواطن الأردني بأن الهوية الثقافية الأردنية والقيم والثوابت الأردنية له الحق أن يفاخر بها العالم، ونريد للسائح الأجنبي أن يرى الثقافة الأردنية بشتى المجالات”.
وأضافت النجار أن الوزارة تؤكد أهمية معان على الخارطة الثقافية، وأن هناك سردية وطنية لمدينة معان وأهلها ولا يمكن للمسار أن ينطلق من دون الحضارة التاريخية والقيم الوطنية الثابتة، وأن المسار يؤكد على عناصر التراث غير المادي وهو غني بهذا التراث.
ويذكر أن المسارات الثقافية في الأردن تهدف إلى التعرف على المواقع الثقافية والتراثية الموجودة في الأردن، والتعريف على الأماكن التراثية الثقافية وما يرتبط بها من حكايات شعبية وطقوس تخص المجتمعات المحلية، ودعم أبناء المجتمعات وأصحاب الحرف اليدوية لعرض منتجاتهم وتسويقها من خلال المسارات، بالإضافة إلى تنشيط الحراك الثقافي والسياحة الثقافية للأردنيين والأجانب.
