اراء

إنكم تنتجون جيلا ثائرا وغاضبا… والجريمة في غزة لن تسجل ضد مجهول

محمود علي الدباس

في واقع حال ما يجري في قطاع غزة ما هي الا جريمة ابادة وسياسة الارض المحروقة التي تهدف تحت سمع وبصر العالم محو منطقة جغرافية بمن فيها من بشر مغلفة ببيانات الشجب والاستنكار والدعوة الى التهدئة.

اي تهدئة واي هدنة سوف تعالج الاثار الكارثية التي يشاهدها العالم صباح مساء على شكل مجازر دموية تبتعد عن اي وصف انساني.

ايها الساسة ان ما تشاهدونه ليس فيلم اكشن من انتاج “هوليود” ، انهم بشر يسقطون امواتا اطفال نساء شيوخ رجال كوادر طبية واسعافية ، القصف الجنوني الصهيوني لا يفرق بين احد منهم.

هل تعلمون ماذا يعني ابادة ما يزيد عن عشرة الاف شخص خلال شهر ، هل يعلم الساسة ماذا تنتج هذه الحرب ، وماذا سيكون عليه الحال في المستقبل ؟؟

إنكم تسهمون في إنتاج جيل غاضب وثائر على الظلم والفتك بعائلاتهم ، لن تستطيع كل اللقاءات والمؤتمرات التي تعدونها لشراء الوقت من جديد ، تحقيق السلام، في حقيقة الامر لن يحقق السلام والامن لاحد في المنطقة انما هي استراحة محارب ، ليكون الجميع على موعد مع حرب اخرى ستأتي لا محالة ، لكي يثأر الجيل القادم من قتلة ابائهم وامهاتهم واخوانهم وحرمانهم مما كانوا يحلمون به من مستقبل كباقي شعوب الارض.

لن تنسي الايام الالام والجراح التي ستتركها هذه الحرب المجنونة كل من شاهد عائلته وهي تنتشل من تحت الركام ، ولن يضع يده يوما بيد القتلة ، لينعموا بالسلام على وقع الالم والحرمان.

لن ينسى الطفل الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية ، هذا العدو الذي قتل وشرد وجوع ومنع الماء والكهرباء عن اهله في غزة وضاعف من مآسيهم جراء الحصار الذي يستمر منذ 17 عاما.

ايها الساسة ، فلسطين وغزة لا تحتاج فقط للغذاء والدواء ، شعبها يتطلع ان يقر الجميع بحقهم في الحياة والوجود ، وان تكف يد المحتل عنهم ، التي اطلقت بلا هوادة ، تقتيلا وابادة وتشريدا وترويعا ، لينعم من تم جمعهم من بلاد الدنيا ليكونوا “ورما خبيثا” في جسد الامة العربية ، وفزاعة للدول الكبرى ، لتنفيذ مخططاتها في نهب خيرات وثروات البلاد العربية ، تحت مسمى “حماية مصالحها الحيوية” ومصالح ابنتها المدللة القبيحة “اسرائيل” هذا الكيان والبؤرة النتنة التي تسمم جسد هذه المنطقة.

لقد جمع العالم في هذا الكيان عتاة المجرمين والقتلة ليروعوا الامنين ويقتلوا الركع السجود اصحاب الارض وينزعوا عنهم الهوية وينتزعوا منهم حق الحياة.

لن تسعفكم في قادم الايام المواقف المتخاذلة والجبانة والمتواطئة ، لان دائرة الظلم سوف تدور ،  لتصل الى بلادكم وستكتوي بها شعوبكم ، فالعدالة والمفاهيم الانسانية كل لا يتجزأ بتغير المكان او الزمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى