إذا صحّ ذلك، وهو بتقديري صحيح، فإن السؤال عن خياراتنا اتجاه هذا التطور التاريخي الذي يشكل تهديدا لوجودنا، اصبح بحاجة إلى إجابات واقعية و حاسمة، تتجاوز ما ألفناه من مناورات سياسية، أو محاولات للتكيف مع الوقائع، أو تأجيل التعامل معها بانتظار أي مستجدات او مفاجآت، أقصد هنا أنه لا خيار لنا سوى المواجهة، بما نملكه من أوراق سياسية، وإمكانيات وطنية، واستعدادات لأسوأ السيناريوهات، وأصعب الظروف.
في هذا السياق، أول ما يجب أن نفكر فيه هو أن نتحرر من حالة الإحساس بالضعف أو العجز وعدم القدرة، نحن، الأردنيين، الدولة والمجتمع معا، نمتلك ما يلزم من مقومات للمواجهة، تاريخنا يشهد على ذلك، واستدعاؤه ضروري لرفع الهمة وإحياء الروح الوطنية، لكن الأهم هو الترجمة العملية، أعني البدء فورا بخطوات جادة لحسم العلاقة مع « تل ابيب» باتجاه مصلحتنا الوطنية العليا، هذا يقتضي أن تتوافق قرارات الدولة مع إرادة المجتمع، لإفراز مشروع وطني لمواجهة العدوان، وتحشيد ما لدينا من طاقات لأجل ذلك.
أول عناوين هذا المشروع هو بناء «قضية اردنية» تستند إلى سرديات مقنعة ومؤثرة، ترتكز على جبهة وطنية موحدة وقوية، وتفرز من الأردنيين أفضل ما لديهم من مواقف تجاه دولتهم، هذا ليس عملا سهلا يتم بكبسة زر، خاصة وان حالة مجتمعنا أصبحت صعبة، وعلاقاته مع مؤسساته ليست على ما يرام، ما يستلزم إجراء مراجعات (هل أقول عمليات جراحية عاجلة ) للوضع القائم، وصولا إلى صفحة جديدة بيضاء، تجمع الأردنيين وتوحدهم للدفاع عن بلدهم.
أن أقوى «ورقة» يمكن الاعتماد عليها، في غياب العمق العربي، وانكشاف ظهورنا، وتراكم اخطائنا في المرحلة السابقة، وانشغال العالم عن تقديم ما ننتظره من دعم لنا، هي ورقة» نحن»، فكما فعلنا تماما في «الكرامة المعركة»، يمكن أن نفعل في» الكرامة المشروع « للمواجهة الآن، هذا يحتاج من إدارات الدولة أن تغير سلوكها اتجاه المجتمع، ابتداء من» تصفير» الأزمات الداخلية، و ترسيم العلاقة بين المواطنين ومؤسساتهم، وصولا لاستعادة الثقة بينهم، ثم مشاركتهم في تحمل مسؤوليات ما يصدر من قرارات، سواء أكانت في سياق مراجعة الماضي، وما جرى على صعيد العلاقة مع تل أبيب، او ما سوف يجري مستقبلا.
لا يجوز أن نتأخر عن إعلان «النفير» الوطني العام ضد التهديدات التي بدأت ماكينة الاحتلال تصدّرها يوميا، لكن في موازاة ذلك، لابد أن «نعقلن» خطابنا العام، ونضع اقدامنا، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، على ارض صلبة، ثم نفحص تربتنا الوطنية لإزالة ما نبت فيها (على غفلة منا ) من اشواك وأحساك، ونطرد من أذهاننا ما تراكم من أساطير وأوهام «التشاركية «مع العدو، فنحن دولة قوية بعزيمة الاردنيين فقط، وخزانات الدم التي ملأتها بطولات وتضحيات شهدائنا، أكبر دليل على ذلك.
كشفت وزارة الداخلية المصرية، تفاصيل وقوع مشاجرة بالأسلحة النارية في أحد الملاهي الليلية بمنطقة الساحل الشمالي،…
بعد مرور فترة على مشهد تقبيله يد الفنان محمد هنيدي بحفل زفاف نجلته، خرج الفنان…
كلف ملك بريطانيا تشارلز الثالث، اليوم الجمعة، زعيم حزب العمال كير ستارمر بتشكيل الحكومة الجديدة…
أظهرت بيانات صادرة عن بنك كوريا المركزي اليوم الجمعة، أنه تم تسجيل أكبر فائض في…
أدى الآلاف صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك- الحرم القدسي الشريف، في ظل الإجراءات العسكرية…
حصل مستشفى الإيمان الحكومي في محافظة عجلون على الاعتمادية من مجلس اعتماد المؤسسات الصحية. وقال…