احداث اقتصاديةاقتصاد

افكار لترويج الاردن سياحيا من خلال الاعمال الدرامية والسينمائية اردنية الانتاج

كتب – محمود الدباس – تسعى الحكومة من خلال رؤية التحديث الاقتصادي لتطوير وترويج المنتجات والتجارب السياحية لمختلف انماط السياحة كما يظهر في نظام متابعة الاداء الحكومي والانجاز.

ومن هذه الانماط،  السياحة الثقافية والطبيعية والعلاجية والدينية ومواقع انتاج الافلام.

وتعتقد الحكومة انها ستحقق نتائج استثنائية ،فيما يتعلق بترويج الاردن من خلال مواقعه السياحية والاثرية في انتاج الافلام العالمية واستقطاب شركات الانتاج السينمائي لاستغلال الطبيعة التي يتميز بها الاردن والتنوع في المواقع السياحية كوادي رم والبترا وجرش والسلط ومادبا بالاضافة للعقبة والبحر الميت ومنطقة المغطس.

وهذا تفكير منطقي الى حد ما ، ولكن الصعوبة تتمثل في كيفية توظيف شركات الانتاج السينمائي العالمية لتلك المواقع من خلال سيناريو العمل الفني المفترض ، ونسبة تحقق الفائدة المرجوة منها.

اذ ان ذلك يخضع لمحددات السيناريو واحتياجات مخرج العمل في توظيف موقع ما لخدمة فكرة الفيلم ، وربما يكون هذا التوظيف لا يخدم الهدف الاساسي لا بل يؤدي الى نتائج عكسية فيما لو كانت احداث الفيلم تبرز مفاهيم وقيم خاطئة سوف تترسخ في ذاكرة المشاهدين عن تلك المناطق التي تم التصوير فيها !!

وبالتالي فإن نجاح هذا التوجه الحكومي لا بد ان يرتبط بالاهداف التي يريد الاردن ان يحققها من وراء استقطاب شركات الانتاج السينمائي لتصوير مشاهد من اعمالها في مواقع اثرية وسياحية اردنية.

وعليه فإن الطريق الاقصر والذي يحقق قيمة مضافة والوصول الى الهدف الرئيسي وهو الترويج للمواقع السياحية والاثرية ، يكون بأن تتولى شركة او شركات انتاج فني اردنية هذه المهمة سواء حكومية او خاصة ، لتطوع الاعمال الدرامية في خدمة الهدف الاساسي وهو الترويج السياحي ووضع الاماكن السياحية والاثرية في صلب العمل الدرامي وتوظيف الابداع الفني لتحقيق هذا الهدف.

ومن المفيد لتحقيق اقصى فائدة ان يتم اشراك نجوم عرب بارزين ومتابعين ولديهم جمهور حقيقي في تلك الاعمال الى جانب نجوم الدراما الاردنية.

والتجارب الناجحة في هذا المجال ،والتي اثرت في عقل وتفكير المشاهد للاعمال المصرية والتركية ماثلة امامنا ، والتي وظفت الاماكن السياحية والتاريخية فيها في صلب العمل الدرامي.

فقد عرف العالم من خلال الاعمال الدرامية التركية مواقع سياحية عديدة في تركيا واصبحت هدفا للملايين لزيارة تلك المواقع التي تم التصوير فيها وما نقلته الصورة من مشاهد خلابة لسواحل المدن التركية وقراها ومدنها، وعلقت في ذاكرة المشاهدين اماكن مثل بودروم وانطالية ومرمريس واسطنبول والجسور التي تربط جزئها الاسيوي بالاوروبي.

فكان الحدث الدرامي يتحرك ويجذب عين المشاهد الى تفاصيل تلك المناطق عبر توظيف درامي ترويجي لا يقارن بأي حملة ترويجية تقليدية.

والفكرة تتمحور في هذا الجانب ، من خلال اعمال درامية ومشاهد تستثمر بيئتنا الاردنية مدينة وقرية وبادية بالاسماء الحقيقية لتلك المناطق كما يحدث في الاعمال الفنية المصرية والتركية ، وعلى سبيل المثال ، ربما نخلق مشاهد مطاردة بين الشرطة ورجال العصابات التي من الممكن ان تتوارى عن الانظار في صحراء رم وجبالها.

ومشهد من مسلسل اخر يجمع عاشقين وهم يتبادلان الحديث على احد جبال عمان ، او من خلال تواجدهم باحدى عربات تلفريك عجلون ، وغيرها العديد من الصور الدرامية التي تظهر مناطقنا السياحية والاثرية والتاريخية بالصورة التي نرنو لها وتحقق الغاية في التسويق والترويج السياحي الفاعل.

ومن المفيد ترجمة هذه الاعمال الى اللغة الانجليزية لزيادة التفاعل العالمي معها.

وان لا يكون هدف الربح المادي من انتاج هذه الاعمال هو الاساس ، بالقدر الذي تكون الغاية الحرص على مشاهدتها على نطاق واسع في الدول العربية والاقليم ، واهداء هذه الانتاجات للقنوات العربية الرئيسية الاكثر متابعة ومشاهدة ، للتأثير في عقل ووجدان المشاهد ، وحفر اسماء مناطقنا السياحية والاثرية وبيئتنا في ذاكرة المشاهدين.

ولتوفير التمويل اللازم لاخراج اعمال فنية على مستوى عال من الممكن ان يتم استثمار بعض العلامات التجارية لصناعات اردنية ومنتجات وخدمات تستدعي الترويج في سياق العمل الدرامي ، بدون اسفاف.

وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قد اوعز للحكومة قبل سنوات لدراسة مطالب نقابة الفنانين الاردنيين وتلبيتها ، حيث تصدرت تلك المطالب ، انشاء الشركة الاردنية للانتاج الفني ، وتفعيل دور مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بوضع خطط إنتاجية للإبداع الفني واستقطاب المستثمرين العرب عبر اصدار تشريعات لدعم وتشجيع وتحفيز الانتاج المحلي .

ويبدو ان الوقت قد حان لترجمة هذا التوجيه الملكي ، للوصول الى الغايات المرجوة وضرب عدة عصافير بحجر اقتصادي واحد من ضمنها دعم الفنان الاردني وكافة العاملين في الانتاج الدرامي في ضوء الحال التي وصلت اليها الدراما الاردنية من تغييب ممنهج وايجاد عمل لهم بعد تراجع الاعمال الفنية الاردنية المنتجة وتأثير ذلك على حياتهم ومعيشتهم وتردي احوال العديد منهم!!

وبالتالي ترجمة المقولة الشهيرة بأن “الوصول الى العالمية يكون من خلال الاغراق في المحلية” ، وعكس البيئة الاردنية في الاعمال الفنية لنضمن نجاحها ووصولنا الى الاهداف الكبيرة التي سوف تتحقق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى