منوعات

الأحتباس الحراري خطر يهدد واحدة من أهم عجائب الدنيا السبع الجديدة – البترا

رؤيا الاخبارية  – زيد عمرات – البترا – البترا مدينة نحتها العرب الأنباط قبل أكثر من 2000 عام, تقع في الجزء الجنوبي

للأردن وتعد واحدة من أهم المواقع السياحية الأثرية في العالم.

أثناء تواجدي داخل الموقع الأثري في تشرين الثاني من عام 2019 بدأت أجهزة الأنذار الموجودة تدوي في أشارة الى أن هناك خطر حقيقي قادم ويجب عليك مغادرة الموقع الأثري في أسرع وقت وأثناء عملية الأخلاء التي تمت بواسطة أجهزة الدفاع المدني وكوادر سلطة إقليم البترا التنموي السياحي بدأت المياة تتدفق داخل الموقع الأثري وكانت ناجمة عن فيضانات قد تعرضت لها المدينة بشكل مفاجئ مما شكل حالة رعب بين زوار المدينة.
لحسن الحظ تمت عملية إخلاء الزاور من الموقع الأثري بسلامة ولم يتعرض أي شخص لأي أذى .
بدأت الواقعة تشغل تفكيري عن الأسباب التي أدت الى تلك الفيضانات القوية وبدأت البحث وأجراء المقابلات مع المختصين لتوضيح بعض الحقائق التي كانت صادمة وخاصة أن الأحتباس الحراري هو أحد أهم الأسباب.

كان لتكرار الفيضانات المفاجئة على مدى أكثر من 5 عقود ماضية آثار سيئة على البترا وآثارها.

منذ الأزل يشهد الموقع بعض الفيضانات المفاجئة الخطيرة إما أمام الخزنة في نهاية مدخل مضيق السيق، أو في منطقة التركمانية في الطرف الآخر من الموقع. تعُزى عدة أسباب إلى تكرار الأحداث الخطرة وشدتها، قد يكون الاحترار العالمي مسؤولاً، وأن الأنشطة البشرية قد تساهم ، وإلى حد كبير، في هذه الظاهرة .

يرى البروفيسور محمد الفرجات أستاذ علوم الأرض والمياة والبيئة في جامعة الحسين بن طلال؛ أن الأحتباس الحراري هو السبب الرئيسي لغالبية الكوارث التي تحدث في العالم حيث أنه ادى الى زيادة الأمطار والأعاصير في حزء من العالم وفي جزء أخر أدى الى زيادة فترة الجفاف والشح المائي.

وأن احد اهم العوامل هو العامل البشري لانه يساعد على التوسع السريع في تطوير المرافق والخدمات السياحية والزيادة السكانية العالية التي تسبب النمو الحضري السريع. في حالة عدم وجود خطط استخدام مناسبة للأراضي يؤدي الى فقدان غطاء التربة؛ بسبب إنشاء المساكن والطرق إلى تقليل احتباس المياه في المنحدرات العليا وبالتالي زيادة فرص حدوث الفيضانا ت. أما في البترا أدى التغير المناخي الى أنجراف التربة والى زوال الغابات وأدى الى مشاكل بيئية جميعها تعمل على زيادة أنجراف التربة وزيادة الرواسب والطمي في السيول وأيضا زوال الحواجز الطبيعية التي كانت تعمل كحاجز للسيول.
وأضاف أن منطقة البترا هي منطقة تصريف مائي عبارة عن حوض سطحي يتلقى المياة من اودية تحيطة من عدة جهات الشرقية والشمالية, الجنوبية وتمتد لعدة كيلو متر مربع.وايضا تمتاز بأنها منطقة انجرافية تربتها وصخورها هشة والميول الطبوغرافي عالي.

بينما التساقط المطري في فصل الشتاء يجمع المياة عبر الأودية والمجاري المائية حيث انه عندما يبدأ التساقط يذهب جزء للتبخر وجزء رشح بالتربة وما يبقى يسيل عبر الأودية, تدعى العملية بالجريان السطحي هذا الجريان السطحي يشكل السيول على طوال الأودية والمجاري المائية وتتجمع مع بعضها البعض وفي لحظة معينة تزيد الكميات لتشكل الفيضانات التي تهدد البنية التحتية والمنشأ ت والسكان.

أ سست البتراء تقريبًا فيُ عامُ 312 ق.مُ كعاصمُةُُ لمملكةُُالأنباط وتشتهرُبعمارتهاُالمنحوتةُبالصخور ونظاُمُُ قنواتُ جر المياُُة القديمة،تقع البترا تقريبًا على ارتفاع متوسط يبلغ 820 -850 مترًا فوق مستوى سطح البحر، بينما ترتفع منحدرات جبال الشراة إلى الشرق إلى حوالي 1400 متر. وبالتالي فإن الموقع معرض بشكل كبير للفيضانات الموسمية السريعة.

هناك عامل آخر يجب مراعاته وهو الرعي الجائر الذي ق د يتسبب في فقدان الغطاء النباتي إذا لم يتم إدارته بشكل صحيح. والنتيجة هي أن تتسبب في مزيد من فقدان التربة مما يؤدي إلى تفاقم التصحر ، وتسحب الرواسب إلى أسفل المنحدرات مسببة التلوث .

وقد تتسبب الفيضانات في حدوث انهيارات أرضية ، وتشكل تهديدات خطيرة من حيث تآكل المعالم الأثرية في الحرم الأثري وتجويهها.

تمتاز المنطقة بأنها تتلقى أمطار غزيرة في ما بعد فصل الشتاء بحلول الربيع وقبل الخريف هذة الأمطار ناتجة عن عواصف رعدية وتكون غزيرة وذات كثافة عالية وتعمل على تشكل السيول الجارفة المدمرة .
• اذا كيف تعامل العرب الأنباط مع خطر الفيضان سابقا ؟

أستطاع العرب الأنباط التعامل مع خطر الفيضان والتعايش معه وحماية البترا من دخول المياة الى مجرى السيق من خلال عمل نفق يأخذ المياة الى ما يسمى بالوادي المظلم، والاستفادة من المياة في عمليات الزراعة .

وحديثا أستطاع ت سلطة اقليم البترا التنموي السياحي التصدي لخطر الفيضان من خلال أستحداث نظام أنذار مبكر للفيضان- مبني على دراسة حول طبيعة الأمطار وطبيعة المكان, حيث تم تركيب مجسات لقياس قيم الامطار والجريان السطحي في الاودية تصدر صوت ينذر والمناطق الجبلية. مربوط لاسلكيا مع غرفة عمليات تتلقى القيم في حال حدوث خطر السكان بتوخي الحذر والأبتعاد عن الأودية والخروج من الموقع الأثري.
– لذلك تم وضع البترا على قائمة المدن الأكثر أمنا عالميا.

قررت القدوم للبترا مجددا للحصول على المزيد من المعلومات حول الأجراءات التي تم أتباعها بعد حدوث الفيضان. ولحسن الحظ قابلت الدكتورة مرام الفريحات مفوض تنمية مجتمع المحلي والبيئة في سلطة إقليم البترا والتي أوضحت الأجراءات التي تم أتباعها بعد الحادثة.

وضحت الدكتورة مرام أن المفوضية قامت بعمل حملات تنظيف للأودية و للمخلفات التي ترتبت بناء على الحادثة وأعادة فتح الموقع الأثري امام الزوار.

وأضافت أنه تم تقديم مشروع هام من قبل المفوضية حول الحصاد المائي ومياة الينابيع في أقليم البترا، المشروع سيساهم في تحسين الواقع البيئي ادخل الأقليم وسنعكس أيجابيا على الموقع الأثري، حيث تم أستهداف عيون المياة الموجودة في منطقتين داخل الأقليم حيث يبلغ عدد العيون داخلهم 45 عين ماء تشكل مصدر مهم للمياة الجوفية.

وشددت على أهمية توسعة الرقعة الزراعية في إقليم البترا من خلال المشروع الذي تعمل علية المفوضية بالتعاون مع وزارة التخطيط والبيئة لدعم الغطاء النباتي وتحسين التربة وعمل صيانة للعيون المائية بشكل مستمر وأعادة زراعة أهم المحاصيل وتشجيع المواطنين على الزراعة من خلال توفير المياة لهم.

وبينت أن أحد أهم الحلول التي يمكن أتباعها هي توفير الموارد البيئة المحلية المتمثلة بالتكوين البيئي وأمكانيات الحصاد المائي وعيون المياة الجوفية التي تشكل فرصة كبيرة لتحسين واقع النظام البيئي وأستعادة الغطاء النباتي بالإعتماد على الحصاد المائي.

المنطقة شهدت تراجع ش ديد في الغطاء النباتي وتدهور التربة نتيجة التوسع الحضري والنمو السكاني وأعمال البنية التحتية للتنمية السياحية الغير مخطط لها وأيضا فشل العديد من المشاريع التي كان يجب أن تساهم في تحسين البيئة.

 

هل يمكن التصدي لخطر الفيضان دون الوقوف على ظ اهرة الأحتباس الحراري التي أصبحنا نلمس نتائجها بشكل كبير الى أن اصبح الخطر رقم واحد على البشرية وكوكب الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى