الاخبار الرئيسيةمنوعات

الأحكام والشروط.. اعرفوا الفرق بين الهدي والفدية والأضحية

معرفة الفرق بين الهدي والفدية والأضحية وشروط وأحكام كل منهم، يمكنها أن تساعدكم على أداء فريضتي الحج والعمرة وإتمامهما، وإتيان سنة الأضحية وفقا للشريعة.

مَنْ اعتاد أداء فريضتي الحج والعمرة يمكنه بسهولة فهم الفرق بين الهدي والفدية والأضحية، أما مَنْ يقبلون على أداء الحج لأول مرة قد يقعون في الحيرة والخلط بينهم، ولذلك نتبين من العلماء والفقهاء الفروق للتمييز بين هذه السنن، وكيفية الإتيان بكل منها بطريقة صحيحة حتى تكتمل مناسك الحج.

الفرق بين الهدي والفدية والأضحية

وفقا لأقوال الفقهاء والسلف الصالح، وحسب فهم المقصود في آيات القرآن الكريم وتفسيره، وتوضيح دور الإفتاء نتبين أن الحج يرتبط بالهدي والفدية والأضحية، فالحاج يقوم بالهدي والفدية في حالات معينة، أما المسلم غير الحاج فهو يقدم الأضحية فقط ولا علاقة له بالفدية أو الهدي.

الهدي

الهدي هو ذبح شاه للفرد أو بقرة لسبعة أفراد، وينقسم إلى هدي التمتع أو القِران: الذي يأتيه الحاج شكرا لله على أنه أدى العمرة والحج النُسكين في سفرة واحدة، ويقوم الحاج بالذبح في يوم النحر أو أيام التشريق.

أما هدي التطوع فهو ما يقوم به الحاج أو المعتمر تطوعا، فيذبح ويوزع على الفقراء في الحرم.

الفدية

مقصود به الذبح أو صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين، والفدية واجبة على الحاج في حالتين، الأولى: أن ياتي أحد محظورات الحج، مصل حلق الرأس أو قتل الصيد أو التعطر والتطيب أو لبس المخيط، والحالة الثانية: أن يترك واجب، كألا يقف الحاج بعرفة حتى غروب الشمس أو ترك الإحرام من الميقات و ترك طواف الوداع.

الأضحية

يأتي الأضحية كل مسلم، وليس الحاج فقط، وهي سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها مَنْ كان مقتدرا، وثبت عن النبي الكريم أنه كان يضحي، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمّى وكبر، ووضع رحله على صفاحهما”.

أحكام الهدي والفدية والأضحية

وعند إتيان الهدي أو الفدية أو الأضحية فهناك أحكام على المسلم اتباعها وشروط لتحقيق كل منها:

الهدي: واجبة على الحاج الذي أدى نُسكين في سفرة واحدة، كما في قوله تعالى في سورة البقرة: “فمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ”، أي أن يكون الحاج اعتمر ثم حج في أشهر الحج، فيقوم بالذبح في مكة، ومن الأفضل الذبح يوم النحر، ويجوز ذبح الهدي بالإحرام- حسب دار الإفتاء المصرية، ويمكن للحاج أن يتناول من لحم الهدي.

الفدية: الفدية واجبة على الحاج إذا ترك أحد واجبات الحج، كطواف الوداع أو الوقوف بعرفة، وكذلك إذا أتى أحد المحظورات كحلق الشعر أو قضم الأظافر، وقد تكون ذبح شاه أو صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين، ويجوز ذبح الفدية خارج الحرم، وغير مسموح للحاج أن يأكل منها.

الأضحية: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الأضحية سنة مؤكدة على ميسوري الحال بهدف التوسعة على النفس والأهل والفقراء في عيد الأضحى، كما أنها إحياءً لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يُضحي، فلا يمس من شعره وبشره شيئا”.

شروط الهدي والفدية والأضحية

وتحددت شروط ذبح الهدي كما في الأضحية، وهي أن:

  • تكون من بهيمة الأنعام سواء بقر أو إبل أو أغنام.
  • أن تبلغ السن المعتبر، خمس سنوات للإبل، وسنتين للبقر، والغنم سنة واحدة، والجذع من الضأن سنة أشهر.
  • أن تكون سليمة من العيوب، لا عرجاء، ولا مريضة، ولا عجفاء.
  • أن تبدو عليها الصحة والجمال وكثرة اللحم.
  • ومن شروط الهدي إظهار شعائر الله، وتقليده وتوضيح أنه هدي تقربا إلى الله تعالى وشكرا على نعمه.
  • أن يتم ذبح الهدي في أي مكان داخل الحرم.
  • ويبدأ الذبح من يوم التحر وحتى غروب شمس آخر أيام التشريق.
  • ويقوم الحاج بتناول لحم الهدي، والتصدق منه.

أما الفدية فتختلف شروطها:

  • تعد الفدية واجبة إذا ارتكب الحاج المحظورات أو ترك واجبا.
  • ويمكن ذبحها خارج الحرم.
  • عقد النكاح قبل التحلل من الإحرام باطل ولا فدية فيه.
  • إذا جامع المحرم زوجته قبل أن يتحلل فسد حجه، وعليه أن يذبح شاه ويوزعها على الفقراء.

ولإتيان بسنة الأضحية، فيحب على المسلم أن تكون لديه النية، ويقوم بالذبح من شروق شمس يوم النحر إلى غروب آخر أيام التشريق (رابع أيم عيد الأضحى)، وأفضل وقت هو بعد صلاة عيد الأضحى، ويجب أن يتوقف المضحي عن قص شعره وأظفاره من الليلة الأولى لذي الحجة.

الهدي والفدية والأضحية في القرآن

ذُكر الهدي في القرآن الكريم في سورة البقرة:

“وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ”

وفي سورة الحج:

“فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكرُونَ ۝ لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ”

أما الفدية فتأتي في سورة البقرة بقوله تعالى:

“وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ”

وفي سورة المائدة:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ”

وفي سورة البقرة، قال الله تعالى:

“فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ”

أما ما ذُكر عن شروط الأضحية، فقال الله تعالى في سورة الحج:

“وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ”

وفي سورة الكوثر:

“فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”

معرفة الفرق بين الفدية والهدي والأضحية يساعدنا على إتيان النُسك بشكل صحيح بمراعاة الشروط والأحكام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى