Categories: اراء

‏الأردنيون في مواجهة حصارين والثالث أخطر

حسين الرواشدة

من واجب النخب الأردنية، إن كان ثمة نخب حقيقية فاعلة، أن تدقق ،الآن ، في خريطة بلدنا وتضاريسه، على الحدود ستكشف أن «سوى روم خلف ظهورنا روم»؛ الجغرافيا تُطبق على لوزتي الأردن من كل اتجاه، ميليشيات بعشرات الآلاف تحتشد تحت ألوية وعمائم، لزعزعة أمننا واستقرارنا، أعداء يتربصون وينتظرون اللحظة المناسبة لتصريف مخططاتهم، وإغراق بلدنا بالفوضى، نحن وحيدون في مواجهة تحولات في العواصم التي تبحث عن أدوار وتحالفات على حسابنا، والأخرى التي لم يبق لها من قراراتها وسيادتها سوى صناعة الوهم، وتجارة المخدرات.

‏ حين تدقق على حدود التاريخ، ستكشف كيف تقمص بعضنا، منذ الخمسينيات وحتى الآن، خوذات الانقلابات وسرديات الثورات، وبنادق التنظيمات، وجلابيب الذين يتحدثون باسم الله بالسياسة، لم يخطر على بال هؤلاء أن يستدعوا تاريخنا الأردني المزدحم بالرموز والتضحيات والإنجازات، وكأن الأردنيين (حاشاهم) اتباع أو مطايا أو مُقلِّدون على الدوام، ليس لديهم رمز ولا قضية ولا مشروع ولا إنجاز، وقدرهم (ليس قدرهم أبدا ) أن يظلوا وقودا لأفكار ومشروعات سياسية مغشوشة، أثبتت التجارب أنها أعادت أصحابها، ومعهم أمتنا، عشرات السنوات إلى الوراء.

من واجب النخب الأردنية، إن كان ثمة نخب حقيقية فاعلة، أن تدقق ،الآن ، في خريطة بلدنا وتضاريسه، على الحدود ستكشف أن «سوى روم خلف ظهورنا روم»؛ الجغرافيا تُطبق على لوزتي الأردن من كل اتجاه، ميليشيات بعشرات الآلاف تحتشد تحت ألوية وعمائم، لزعزعة أمننا واستقرارنا، أعداء يتربصون وينتظرون اللحظة المناسبة لتصريف مخططاتهم، وإغراق بلدنا بالفوضى، نحن وحيدون في مواجهة تحولات في العواصم التي تبحث عن أدوار وتحالفات على حسابنا، والأخرى التي لم يبق لها من قراراتها وسيادتها سوى صناعة الوهم، وتجارة المخدرات.

‏ حين تدقق على حدود التاريخ، ستكشف كيف تقمص بعضنا، منذ الخمسينيات وحتى الآن، خوذات الانقلابات وسرديات الثورات، وبنادق التنظيمات، وجلابيب الذين يتحدثون باسم الله بالسياسة، لم يخطر على بال هؤلاء أن يستدعوا تاريخنا الأردني المزدحم بالرموز والتضحيات والإنجازات، وكأن الأردنيين (حاشاهم) اتباع أو مطايا أو مُقلِّدون على الدوام، ليس لديهم رمز ولا قضية ولا مشروع ولا إنجاز، وقدرهم (ليس قدرهم أبدا ) أن يظلوا وقودا لأفكار ومشروعات سياسية مغشوشة، أثبتت التجارب أنها أعادت أصحابها، ومعهم أمتنا، عشرات السنوات إلى الوراء.

‏الآن، ثمة نخب محسوبة على بلدنا، تريد أن تفتح الجغرافيا على ويلات وانفجارات وتحالفات لا مصلحة لبلدنا فيها، كما تريد أن تستعيد التاريخ/ الكارثة وفقا لمشروعات ووصفات جربناها ودفعنا ثمنها، ثم تجاوزناها بهمة الأردنيين وتضحياتهم، يقولون، محذرين : إن البلد سيتحول إلى كيانات وميليشيات إذا لم نتحالف مع «الإسلام المسلح»، السني والشيعي، الذي انتزع ،باسم المقاومة والممانعة، مشاعر الجماهير ، وأثار إعجابهم وتصفيقهم، وإن مجاميع هذه الكيانات والميليشيات ستكون « الجيش العربي» القادم ، معقول أن نرضخ لهذا «التخويف « الذي يمارسه « مناضلون» يتاجرون بالحروب والأزمات ، ويعتبرون بلدنا ساحة لتصفية الحسابات؟ معقول أن نطمئن لمنطق هؤلاء الذين ينظرون الينا من ثقب أبوابهم السوداء ؟ يا خسارة!.

‏لا بد أن يكسر الأردنيون حصاري الجغرافيا والتاريخ، وأن يكسروا معهما الحصار الثالث والأخطر الذي يحاول البعض أن يفرضه على جبهتنا الداخلية، لإخضاعها لخطابهم وأهدافهم، وتجهيزها لمرحلة قادمة مجهولة، وإضعافها بما يكفي للاستفراد بها، كما لا بد أن يقول الأردنيون كلمتهم، بلا تردد ولا خجل : نحن مع أمتنا وقضاياها العادلة، مع فلسطين وغزة وأهلها، ندعمهم بكل ما لدينا من طاقات وإمكانيات، ومع مقاومتهم الحقة هناك، وصمودهم الأسطوري على أرضهم، لكن من حقنا أن نستنفر دفاعا عن بلدنا ،وحفاظا على جبهتنا الداخلية، وأن ننتصر للأردن دون استدعاء لمظلات أو واجهات أخرى، مشروعة أو غير مشروعة، فلا يجوز لأحد أن يخوض باسم الأردن نضالاته الشخصية، أو أن يملي علينا ما يجب أن نفعله.

‏نحن، الأردنيين، نعرف واجبنا وخياراتنا، وندرك ما يحدث من حولنا، عيوننا مفتوحة على ما يتهددنا، ونحن، اقصد الدولة والمجتمع معا، أقوى مما يتصور البعض، لا نخشى هدير الميليشيات، ولا صرخات المحرضين والشامتين، صحيح، نسامح ونصرف النظر، من موقع القوة والتسامي عن « اللغط» ، لكن لدينا الجرأة والشجاعة لنقول ونفعل ونقسوا إذا لزم الأمر، هذا الأردن وطن ودولة ونظام نعتز به ونحميه، ولا نسمح لأحد أن يجرحه أو يستقوي عليه، أو يزعزع جبهته الداخلية، أو يضعه في بازار المزادات والمزايدات، هذه التي جلبت على بلدنا الويل والخيبات.

editor

Recent Posts

يتجاوز عمره 51 ألف سنة.. أقدم عمل فني تصويري في العالم

خلصت دراسة حديثة إلى أنّ رسماً يمثّل خنزيراً أحمر كبيراً محاطاً بثلاث شخصيات بشرية أُنجز…

21 دقيقة ago

“طريقة غريبة” للحد من الرغبة في التدخين

كشف باحثون من جامعة هارفارد أن إثارة مشاعر الامتنان لدى الأشخاص المدخنين يساعد في الحد…

53 دقيقة ago

الطواحين الهولندية الى نصف نهائي يورو 2024 بفوز صعب على تركيا

قلبت هولندا تخلفها أمام تركيا الى فوز 2-1 السبت على الملعب الأولمبي في برلين وبلغت…

ساعة واحدة ago

الاردن : ارتفاع فوائد القروض السكنية سبب رئيس بتراجع الطلب على الشقق

ما زال الطلب على الشقق السكنية يشهد تراجع بنسبة ٣٠ بالمئة مقارنة بنفس الفترة من…

ساعة واحدة ago

“رؤيا نيوز” تهنئ بحلول العام الهجري الجديد

تتقدم اسرة موقع "رؤيا نيوز" ممثلة بالناشر محمود علي الدباس وبالنيابة عن اسرة التحرير والعاملين…

ساعة واحدة ago

أداة “Erase Song” المحدثة على YouTube تعمل على إزالة الموسيقى المحمية بحقوق الطبع والنشر وترك الملفات الصوتية الأخرى

يتيح موقع YouTube لمنشئي المحتوى إمكانية الوصول إلى أداة محسنة تسمى “Erase Song” والتي تسمح بإزالة الأغنية المحمية بحقوق الطبع والنشر دون التأثير على الصوت الآخر في الفيديو. تم الإعلان عن ذلك في وقت سابق من هذا الأسبوع، ويتم الطرح الآن، وهو إصدار محدث من “Erase Song” متاح لمنشئي المحتوى. كان الخيار متاحًا سابقًا في الإصدار التجريبي، ولكن ليس لجميع المستخدمين، وكما يقول يوتيوب في مقطع فيديو، لم يكن أداءه رائعًا. يستخدم الإصدار المحدث من هذه الأداة الذكاء الاصطناعي لإزالة أغنية من مقطع فيديو، ولكن دون إزالة حوار منشئ المحتوى أو الأصوات الأخرى. يتم شرح الميزة بشكل أكبر على صفحة الدعم، حيث يقول يوتيوب إن الخيار يظهر على مقاطع الفيديو التي لديها مطالبة بحقوق الطبع والنشر والتي تتعلق فقط بالصوت. وإلى جانب إزالة الأغنية فقط، يمكن للأداة أيضًا كتم الصوت بالكامل خلال أجزاء معينة من الفيديو المتأثرة بمطالبة حقوق الطبع والنشر. إن إزالة جزء معين من الصوت من الفيديو النهائي ليست مهمة سهلة، ويعترف الموقع بأنها قد لا تعمل في جميع الحالات، قائلاً: “قد لا يعمل هذا التعديل إذا كان من الصعب إزالة الأغنية. إذا لم تنجح هذه الأداة في إزالة المطالبة بملكية مقطع فيديو، فيمكنك تجربة خيارات التعديل الأخرى، مثل كتم الصوت بالكامل في المقاطع التي تمت المطالبة بها، أو قطع المقاطع التي تمت المطالبة بها“. قد لا تعمل الأداة أيضًا إذا حصل الفيديو على أكثر من 100000 مشاهدة، ويقول YouTube إن أوقات المعالجة “يمكن أن تختلف“، مما يعني أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت. سيتم طرح “Erase Song” في YouTube Studio على أجهزة سطح المكتب والأجهزة المحمولة في الأسابيع المقبلة.

ساعة واحدة ago