اخبار الاردن

الأردن يدعو لمعالجة الفجوة الكبيرة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط

رؤيا الاخبارية – دعا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الجمعة، إلى ضرورة معالجة الفجوة الاقتصادية الكبيرة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، والعجز في الميزان التجاري العميق لصالح شمال المتوسط، الذي لم يحقق وجنوبه بعد الحد المطلوب من التكامل الاقتصادي.

ودعا أيضا، خلال المنتدى الإقليمي الخامس لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط الذي عقد في برشلونة، إلى معالجة الفجوة الكبيرة في مستويات المعيشة والإنجاز العلمي والرعاية الصحية والتحول الرقمي وغيرها من المجالات الحيوية.

وقال الصفدي “لا يجب أن تكون هذه الفجوات عامل إحباط. على العكس، هي حافز للاستدراك، ووضع البرامج والخطط التي تتيح التدرج المنهجي لمعالجتها، وفي هذه المعالجة منفعة لضفتي المتوسط.”

الصفدي ترأس إلى جانب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، نائب رئيس المفوضية الأوربية، السيد جوزيب بوريل المنتدى، التي شارك في جلستها الافتتاحية ملك إسبانيا فيليب السادس، ووزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني أرانشا غونزاليس لايا، وأمين عام الاتحاد من أجل المتوسط ناصر كمال، إضافة إلى وزراء خارجية دول الجوار الجنوبي، ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي.

في كلمته الافتتاحية، قال الصفدي “من هنا، من مملكة إسبانيا، انطلق مسار برشلونة قبل خمسة وعشرين عاما، في إطار رؤية شاملة، أدركت مركزية مأسسة التعاون والحوار بيننا سبيلا لتجاوز التحديات المشتركة، وتقوية فرصنا في تعزيز التنمية والاستقرار والرخاء، وتحقيق السلام الشامل، وجهداً لبناء ركائز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية”.

وأضاف “يجسد الاتحاد من أجل المتوسط اليوم هذه الرؤية، ويوفر منصة للتقدم نحو أهدافها تعمل في إطارها 42 دولة متوسطية”.

“قدم الاتحاد برامج وإسهامات وازنة في عديد مجالات، شملت البيئة، وبرامج توظيف هيأت آلاف فرص العمل، ودعمت مشاريع صغيرة ومتوسطة، وساهم الاتحاد في إنشاء جامعات أورومتوسطية، تعمل على تشكيل رؤية إقليمية مستنيرة. ويعمل الاتحاد الآن على بلورة أول آلية متابعة بين حكوماتنا في مجال تمكين المرأة” وفق الصفدي.

وتابع وزير الخارجية “ما أنجز أقل بكثير مما هو ممكن، وما هو ضروري. ومن هنا تأتي أهمية اجتماعنا اليوم، في الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاق مسار برشلونة، لتقويم عملنا، والتوافق على أولويات تعالج الضعف، وتأخذنا بشكل أكثر فاعلية وعقلانية نحو أهدافنا”.

وقال، إن “أي تقييم موضوعي لراهننا يبين حجم الاختلالات التي تحتاج معالجة ممنهجة وسريعة”.

ورأى الصفدي أن “الاستقرار والرخاء في الضفة الجنوبية تعزيز للاستقرار والأمن في الضفة الشمالية. وضعف الإنجاز وشح الفرص وتراجع الأمل، وغياب السلام الشامل والاستقرار في منطقة جنوب المتوسط تهديد لأمن أوروبا”، قائلاً “تلك حقيقة أثبتها التاريخ القديم، وتؤكدها مجريات الحاضر”.

الأردن “قوة من أجل السلام العادل”

وأكد الصفدي أن الأردن سيظل “قوة من أجل السلام العادل، تعمل معكم جميعا على تحقيقه حقاً لكل شعوب المنطقة. وبتوجيه ومتابعة مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”.

“الأردن سيبقى يكرس كل إمكاناته لحماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية، والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، لتنعم مدينة السلام بالسلام”.

الصفدي جدد التأكيد على أنه “لن يتحقق السلام الشامل والعادل القادر على إطلاق طاقات الشعوب في جنوب المتوسط ما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة في الحرية والدولة المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، على أساس حل الدولتين، ووفق القانون الدولي، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.

وأضاف أن “الاحتلال نقيض السلام يمنعه ويقوض فرص تحقيقه، يتحقق السلام بالعودة إلى مفاوضات جادة للوصول لحل الدولتين، لا بفرض حقائق جديدة على الأرض، وبناء المستوطنات، وهدم البيوت، ومحاصرة الأمل”.

“الإرهاب خطر يغذيه القهر وغياب العدالة”

وأكد الصفدي أن “الإرهاب خطر مشترك يغذيه القهر واليأس والصراعات، وغياب العدالة والفرص، وانتهاك الحقوق المشروعة والاحتلال، تجب محاربته بتجفيف بيئات اليأس والظلم والعوز، واستباحة الحقوق التي يعتاش عليها، وبتعزيز ثقافة الحوار والمساواة، واحترام الآخر وحريته الدينية، ومقدساته ورموزه”.

وبين الصفدي أن الهجرة غير الشرعية وغير المنظمة تحدٍ تواجهه أوروبا لا يتلاشى ببناء الجدران، وإغلاق الحدود، بل ببناء المشاريع والمصانع والمدارس، وحل الصراعات في بلدان انطلاقها. واللجوء عبء لا يجوز أن ينسى ضحاياه، ولا يجوز أن تترك الدول المستضيفة لتتحمله وحدها.

لا يمكن أن تبقى جرحاً نازفا

وبشأن الأزمة السورية، قال الصفدي “لا يمكن أن تبقى جرحاً ينزف قتلاً وألماً ودماراً”، كما يجب حل الأزمة الليبية قبل فوات الأوان”.

وأكد أن “تفعيل الجهود للتوصل لحلول سياسية لهاتين الأزمتين، تعيد لهذين البلدين الرئيسين في الجوار المتوسطي أمنهما واستقرارهما مسؤولية أخلاقية وإنسانية، ومصلحة مشتركة”.

شرطا الاستقرار والأمن

وقال الصفدي “نستفيد جميعاً من مأسسة التعاون، وتحقيق التكامل الاقتصادي الحقيقي، الذي ينعكس تنمية اقتصادية واجتماعية وسياسية وعلمية حقيقية مستدامة في جميع دول جوارنا. وتحقيق هذا يتطلب شرطا تعزيز الاستقرار، وتحقيق الأمن والسلام”.

وقال الصفدي، ان اجتماع برشلونة اليوم “هو رسالة قوية أن رؤيتها لا تزال ضرورة لبناء المستقبل الآمن المنجز الذي نريده جميعا. اتحادنا المتوسطي قادر على إطلاق تحرك ملتزم لتحديد الأولويات، ووضع البرامج التي تعيدنا إلى طريق الإنجاز والتعاون الذي بدأ من هنا، من برشلونة”.

وأضاف “وعبر الاتحاد من أجل المتوسط نستطيع بلورة آلية عمل تعوض ما فات من فرص، وتوجد فرصا جديدة لبناء جسور التعاون البناء، والضرورة بين ضفتي المتوسط”.

ويرأس الأردن، إلى جانب الاتحاد الأوروبي منذ 2012، في رئاسة مشتركة، الاتحاد من أجل المتوسط الذي يضم في عضويته 42 دولة هي دول الاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي.

ويعتبر هذا المنتدى الإقليمي الخامس لوزراء خارجية الدول الأعضاء للاتحاد من أجل المتوسط الذي يتزامن انعقاده مع مناسبة مرور 25 عاما على عملية برشلونة.

وعُقد أكثر من 20 اجتماعاً وزارياً، واعتُمد أكثر من 60 مشروعاً أورومتوسطيا منذ تاريخه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى