اراء

الأمـيـر الـحـسيــن “بنحبك”.. عــيــد مـيــلاد ســعــيـــد

أحمد الحوراني

يوم غد الثامن والعشرين من حزيران، العيد الثلاثين لميلاد ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وفي المناسبة تقفز الذاكرة إلى ثلاثة عقود مضت والحسين الجد (رحمه الله) يحمل بين يديه الحسين (الحفيد) وما بين تلك العقود ما لا يمكن نسيانه ويكأن بابن طلال طيب الله ثراه يستشرف مستقبل الشبل الهاشمي لنجله عبدالله ويتطلع إلى زمن يكون فيه الابن عضدًا لأبيه وهكذا كان.

للحسين بن عبدالله في قلوب الأردنيين منزلة، كما أن له في خاطرهم قدرًا من الحب، فهو لكل فرد منهم، الأخ والصديق والمعلم والموجّه، وهو للشباب على وجه الخصوص صديقًا عزيزًا وأخًا مُقرَّبًا ومحاورًا ومصغيًا لكل شأن من شؤونهم، وهو للكبار من رجالات الدولة خاصة ممن لازموا جدّه الحسين، موقِّرًا ومُقدِّرًا لدورهم وزائرًا لهم في منازلهم بتواضع هاشمي عزّ نظيره، وهو للجند واحد منهم ورفيق سلاح لا يُشقّ له غُبار، وفوق كل ذلك فهو بأبيه وأمّه بارًّا ولشقيقتيه عزوة، ولشقيقه ظِلًّا وملاذًا آمنًا.

تلك هي صورة الأمير الشاب الذي كان التواضع من أبرز الصفات التي تَوَشَّحَ بها منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها ولاية العهد، وهو العالم بأن التواضع من مكارم الأخلاق، وأنه ملكة من ملكات النفوس العالية والمثالية، ويدرك الأمير الشاب، عن يقين، أن التواضع هو مفتاح القلوب الذي ورثه عن الآباء والأجداد من الملوك والأمراء، والذين أرسوا به ركائز سياسة الباب المفتوح، منذ تأسيس المملكة على يد الملك المؤسّس وحتى عهد والده المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين.

يلفتني في الأمير الحسين تواضعه كما تأخذني بعيدًا (ابتسامته)، وتواضع سموّه لم يكن إلا سلوكًا عفويًا خالصًا، انطلاقًا من قناعته التامة، واتساقها مع مبادئه وقيمه القائمة على التسامح ونبذ العنف والتطرّف والتشدد والازدراء، وسمو ولي العهد المحبوب الذي تربّى ونشأ في كنف ومدرسة والديه الكريمين، يعلم أن المتواضع الحق لابد أن يكون متسامحًا، ومعتدلَ الفكر ووسطيَّ المنهج والسلوك، وهو ما يتضح تمامًا من تبنّي سموّه لهذه المنظومة القيمية المرتبطة عضويًا وبنيويًا ببعضها البعض، حيث لا يفوّت سموّه فرصة أمام المحافل الوطنية ?و الإقليمية أو الدولية، إلا ويؤكد أمامها أن المملكة الأردنية الهاشمية دولة عربية إسلامية تنتهج الفكر المعتدل، وتتمسّك بمبدأ الوسطية، وتلفظ التشدّد والعنف، وتدعو إلى تعظيم قيم العيش المشترك في أسمى صور التآخي والتراحم والتوادّ.

لطالما تابعت تحركات الأمير وكنت في كل مرة أزداد إعجابًا به ومحبة، ولعمري أنه ما كان في يوم منتظرًا لثناء ولا طالبًا لمغناة مديح وتبجيل، وأحسب ومعي كل مواطن فوق ثرى بلدنا الحبيب، أن سموّه كان خير من تخلّى عن كافة البروتوكولات الرسمية التي يتمسك بها قادة العالم، إذ أنه ما انفك يتعامل بتواضع عفوي مع جميع أبناء الشعب، كلّ حسب سنّه ومقامه، فهو ابنٌ يحترم ويبجّل الآباء، وأخ يتساوى مع الإخوة والقُرَناء، وأبٌ شفيق ورحيم على الصغار والأطفال، يحبّ الخير للناس بمختلف مشاربهم، يتواصل مع كل طبقات المجتمع، ويحدث كلاً بم? يفهمه، يجالس الشباب والرجال وكبار السن والفقراء والأغنياء والمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة، دون النظر إلى ديانةٍ أو مذهبٍ أو جنسية أو عرق أو لون، فهو إنسان بكلّ ما ترسّخه هذه الكلمة من معانٍ تسمو وترقى.

لهذا نحن نحبّ الأمير الحسين ونفرح في عيد ميلاده، وكيف لا نحبه وهو قائد الروح الإيجابية التي يشحن بها طاقات الأمة للنهضة والتقدم، وأنه ما كان إلا واحدًا من الشعب وإلى الشعب، وحين نكتب عن سمو ولي العهد لا نستأذنه لأننا إن فعلنا ذلك جزمنا أنه لن يدعنا، فهو الأمير الذي يزداد تواضعاً وقناعة برغبته أن تمرّ كل تحركاته دون إطراء أو مديح أو إشارة، لكننا نحبه وبقدر محبتنا له نكتب إليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى