اراء

الاثر السلبي على القطاع السياحي جراء اعلانات الطوارئ المتكررة في الاردن

ربما يفوت المسؤولين في الوزارات والمؤسسات الاثر السلبي المتعلق بما يعتقدون انه امر ايجابي وتفاعل منطقي مع تطورات الحالة الجوية المتوقعة حول سقوط الامطار حينا وتوقع تساقط الثلوج حينا اخر على مناطق من الاردن.

ومن الممكن ان يكون لذلك تبرير على الصعيد المحلي في ايصال رسائل للمواطن ان الوزارات والمؤسسات والبلديات تقوم بواجبها وتستعد للظروف غير المتوقعة التي قد تنجم عن الاحوال الجوية.

ولكن السؤال الذي يتبادر للذهن اليس من الطبيعي ان تقوم الوزارات والمؤسسات والبلديات بتنفيذ خططها في توفير الخدمات المستدامة الموكلة اليها بشكل يومي والاخذ بالاعتبار التغيرات الطارئة وفقا لظروف الطقس او غيرها من الظروف الاستثنائية وقدرتها على التعامل معها بدون اثارة مخاوف من ان حدثا لا يمكن السيطرة عليه.

ان الاثر السلبي الذي لا يلتفت اليه احد جراء الاعلانات المتوالية من الوزارات والمؤسسات عن قيامها بتفعيل خطط الطوارئ المتوسطة او القصوى ، يتمثل في الاشارات التي ترسل للخارج وتؤثر بشكل فعلي على خطط شركات السياحة العالمية التي تنظم رحلات للمجموعات السياحية نحو الاردن ، من حيث انها تأخذ جانبا كبير من الاهتمام والتأثير في تغيير خطط السفر للاردن جراء تلك الاعلانات المتعلقة بحالات الطوارئ ، وفي العادة تكون اعلانات الطوارئ تحذيرية على المستوى المحلي ولمدة زمنية محدودة جدا تكاد تكون لساعات او يوم على الاكثر ، الا ان ذلك يظهر في الاخبار حول العالم وجراء كثافة النشر على مئات المواقع الاخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالوزارات والمؤسسات بالاضافة الى صفحات التواصل الخاصة بوسائل الاعلام ، بحيث تبدو تلك الاخبار وكأن حدثا كبيرا سيحدث او حدث ، وان حركة الحياة يتم تصويرها في الاردن انها متعطلة او ستكون بعض المناطق خارج الخدمة والتغطية.

وتبعا لذلك تأتي التقييمات من مواقع السفر سلبية وتؤثر على تغيير قرارات السياح بالقدوم الى الاردن جراء تلك الاخطارات.

ولذلك فإن من الضروري اعادة النظر في آلية التعاطي مع الظروف الجوية الطبيعية في مختلف دول العالم ، والتي تكون بالعادة بشكلها الطبيعي وبدون اثارة غير مستحبة ولا ضرورية.

اذ تكتفي معظم البلدان بالتحذيرات المرافقة للنشرة الجوية والصادرة عن دوائر الرصد الجوي في تلك البلاد ، دون اي اثارة غير مبررة ولاتؤثر سلبا على تقييمات من هم خارج البلد ، وبالتالي تحافظ على الحجوزات القادمة اليها.

اذ ان الظروف الجوية والامطار والثلوج هي طبيعية في موسم الشتاء ولا تشكل خطرا على حركة المواطنين والسياح الا في ظروف معينة ، يمكن التعامل معها في الزمان والمكان التي تؤثر عليه بصورة تعيق حركة السير على الطرقات في مناطق محددة.

والمطلوب من الوزارات والمؤسسات اعادة النظر في رسالتها الاعلامية والمضامين التي يمكن ذكرها خلال الاحوال الجوية في فصل الشتاء وحصر المعلومات المتداولة في الاخطار المحدقة ، وعدم ارسال رسائل سلبية بتوقف الحياة جراء تساقط الامطار او الثلوج.

كما يتطلب ذلك ترسيخ مفاهيم الجاهزية للتعامل مع الظروف الجوية المختلفة على انها حدث يومي روتيني من صميم مهام تلك الوزارات والمؤسسات ، لا يتطلب الاشارة اليه في كل مناسبة.

حيث ان الحديث المتكرر عن تفعيل خطط الطوارئ يعطي انطباع سلبي بأن هذه الوزارات والمؤسسات لا تعمل الا في حالة الظروف الطارئة والمستجدة!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى