الاحتلال ينتقم من الرموز الوطنية والنصب التذكارية وصور الشهداء في الضفة

للمرة الثالثة في أسبوع، تدمر جرافات الاحتلال العسكرية “دوار الاحمدين” -نسبة إلى الشهيدين أحمد جرار وابن عمه أحمد إسماعيل- في مدينة جنين، ضمن هجمتها المسعورة بحق رموز النضال الفلسطيني، بالضفة الغربية المحتلة، في محاولة لضرب ما يُعزّز الانتماء في نفوس الأجيال المتلاحقة.

فمنذ بداية معركة “طوفان الأقصى” دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات النصب التذكارية للشهداء في جنين خاصة، والضفة الغربية بشكل عام، وكذلك مجسم الحصان القريب من مخيم جنين، والذي صنع من قطع المركبات وحديد المنازل التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتياحه المخيم عام 2002، وبوابة المخيم “قوس النصر” على مدخله الشمالي.

ومن المواقع التي هدمها الاحتلال في جنين “دوار البطيخة” الذي يتوسطه مجسم ضخم لثمرة البطيخ حيث اشتهرت جنين بزراعة البطيخ، ويعتبر مكانا لتجمع المواطنين قبل انطلاق المسيرات والفعاليات، ودوار الأحمدين ، وكذلك دوار المحكمة المعروف بدوار الشهيد إياد زرعيني، ودوار الشهيد أحمد ياسين ودوار الشهيدة دلال المغربي ودوار العودة القريب من مدخل مخيم جنين، وسبق ذلك تجريف نصب الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة.

كما وصل الأمر إلى تمزيق صور الشهداء حتى من منازل الشهداء أنفسهم، كما حدث مؤخرا في بلدة “بيت أمر” شمال الخليل جنوبي الضفة الغربية، بل ما كان لافتا هو حرص الاحتلال على وضع علمه على منازل يداهمها، وإلى رفع الجنود علم الاحتلال على مئذنة مسجد في مخيم الفوار للاجئين الفلسطينيين جنوب الخليل.

ويرى الناشط محمود حوشية أن هذا النهج يتبعه الاحتلال منذ وطئت أقدامه أرض فلسطين، حيث يشن حربا بكل ما تحمله الكلمة من معنى بحق الرموز النضالية والوطنية، وضد كل ما يزرع ويعزز الانتماء في نفوس الأجيال المتلاحقة، وكل ما يمجد المقاومين والشهداء، “ومن هنا يمكننا أن نفهم لماذا يعملون على إزالة حجارة ونصب يمجد الشهداء ويشيد بتضحياتهم”.

وبعد طوفان الأقصى، سيطرت العقلية الانتقامية على الاحتلال، وبات يهاجم كل ما هو فلسطيني وكل ما يمت للمقاومة بصلة.

ويقول حوشية: “القضية متعلقة بالرمزية أكثر من أي شيء آخر، فهذه الأقواس والنصب التذكارية والمجسمات مجرد حجارة أو حديد، لكنها باتت مكانا يرمز للصمود والتحدي في مواجهة الاحتلال، وهو يسعى جاهدا للبحث عن صورة ولو كانت مزيفة للانتصار، كما يحاول تكرار الأمر في اظهار وصوله إلى مستشفى الشفاء بغزة بأنه انتصار على المقاومة، فالعقلية الثأرية واحدة واحدة هنا في الضفة أو هناك في القطاع.

editor

Recent Posts

طقس حار اليوم وغدًا وصيفي عادي السبت

ترتفع اليوم الخميس، درجات الحرارة ليكون الطقس حارًا في أغلب المناطق وحارًا جداً في الأغوار…

12 دقيقة ago

“الموارد البشرية” ثورة على الفساد الوظيفي

العيب أن تصل بنا المرحلة إلى أن نتهم ونلمح بأن من يضع لنا الخطط والاستراتيجات…

4 ساعات ago

دستورية حظر الإضراب في الوظيفة العامة

دخل نظام إدارة الموارد البشرية في القطاع العام رقم (33) لسنة 2024 حيز التنفيذ بعد…

4 ساعات ago

وديعة النبي

المسجد الأقصى في القدس، ليس فلسطينيا بالمعنى الحرفي، وإذا كان المسجد في فلسطين، وجواره فلسطينيا،…

8 ساعات ago

للعلم فقط

تلقيت خلال الأيام الماضية عددًا كبيرًا من الاتصالات حول المقالات الأخيرة التي تناولت فيها الشأن…

8 ساعات ago

جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي

نظمت وزارة الشباب، بالتعاون مع مديرية الأمن العام، الأربعاء، جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله…

8 ساعات ago