كتب – محمود علي الدباس – من ابجديات السياسة والاعراف الديمقراطية ان الاحزاب والتكتلات التي تحجب الثقة عن اي حكومة تصبح تلقائيا ،”حكومة ظل” بالمفهوم السياسي والمنطقي بعد قرار حجب الثقة عن الحكومة.
وهو ما يعطي زخما وترقبا دائما للحياة السياسية في اي بلد يدفع باتجاه رفع مستوى الاداء وانعكاسه على المواطنين.
في الاردن وقبل ايام حجب الثقة عن حكومة الدكتور جعفر حسان 53 نائبا وفق معطيات من المفترض انها اتخذت وفق معيار مدى القدرة والكفاءة على التنفيذ لبرنامجها الوزاري ، بعضها قام وفق مرجعية حزبية ككتلة حزب جبهة العمل الاسلامي والحزب الوطني الاسلامي وحزب العمال الى جانب عدد من النواب المستقلين.
الحزب الوطني الإسلامي اعتبر البيان الوزاري الذي تقدم به رئيس الحكومة لمجلس النواب بمثابة برنامجٍ لها، اذ بلغ عدد التزامات الحكومة في هذا البيان ١١٣ التزاماً يمس معظم قطاعات الدولة.
وان الحزب سيعمد إلى تفعيل كل أدواته الرقابية النيابية والحزبية، للنظر في مدى تقديم استجابات جادة وحقيقية ولها أثر على حياة المواطن، إزاء هذه الالتزامات مع ما يرافقها من تحديات.
الحزب ذاته اكد على انه حريص على نجاح الحكومة، رغم حجب الحزب الثقة عنها، لأن المعيار الأساسي هو الإنجاز وتنفيذ بنود هذا البرنامج بما يخدم الشعب الأردني الكريم ويحقق مصالح الدولة الأردنية.
وهو الامر المنتظر من كافة الاحزاب الممثلة داخل مجلس النواب لكي لا يكون موضوع منح او حجب الثقة قفزة في الهواء ، لا يوجد شيء ملموس بعدها.
“حكومة ظل” الضمانة الاكيدة لمتابعة اداء الحكومة ومدى حرصها على تنفيذ الالتزامات التي تقدمت بها في بيانها الوزاري ، الذي نالت على اساسه ثقة اغلبية مجلس النواب بواقع 82 صوتا.
وهو الامر الذي يضع على كاهل حاجبي الثقة مسؤولية وطنية في تعميق العمل السياسي الحزبي على اسس علمية بعيدا عن الاداء الشعبوي الاستفزازي لغرض الاستعراض.
وينتظر المواطن من تلك الاحزاب ان تجري تقييما كل 3 شهور لمدى تقدم الحكومة في تنفيذ التزاماتها ، وطلب عقد جلسات رقابية متخصصة في مراجعة نسب الانجاز في التزامات الحكومة.
وبهذه الطريقة تجبر “حكومة الظل” نظيرتها الحكومة التنفيذية ، بالسعي الحثيث للوصول الى مستوى اداء يترجم مفردات ومحاور بيانها الوزاري ، بالشكل الذي ينعكس فعليا على ارض الواقع بصورة خدمات تؤدي بالضرورة لتحسين الواقع المعيشي للمواطنين ، ومدى قيام الحكومة ببذل الجهود في مسارات عملها في الاستثمار والتعليم والصحة والحريات وغيرها من المحاور المهمة.