Categories: اراء

“البنك المركزي” والمستهلك.. ماذا لو

علاء القرالة

يأخذني الخيال في كل مرة اتسوق فيها الى مجموعة من الاسئلة اولها ماذا لو يرفع المركزي الفائدة ؟ وماذا لو انه لا توجد لدينا منافسة داخل اسواقنا ..؟؟، فأجد في كل مرة اجابة مرعبة لربما لم ولن يتحملها اي مستهلك وتحمل بطياتها ويلات ومصائب وهبوطا اقتصاديا وعجزا بالقدرة الشرائية وبعدها نلوم انفسنا بسؤال.. ماذا لو ؟.

باعتقادي ان الجميع بلا استثناء قد زاروا الاسواق مؤخرا استعدادا لشهر رمضان، وكما ان الجميع تفاجئ باستقرار الأسعار بل ان الغالبية لمسوا انخفاضها رغم كل الضغوط التضخمية التي نجمت عن كل الظروف العالمية والاقليمية وبعكس كافه التوقعات، والاهم ان الجميع لم يتساءلوا قط، لماذا نحن فقط دون بقية الدول في العالم بقيت معدلات التضخم والاسعار فيها مستقرة دون اي تغيير ؟.

الاجابة هنا بالتأكيد مردها للاجراءات الحصيفة التي قام بها «البنك المركزي”وبشكل سريع ولاقت تجاوبا مع المتغيرات العالمية التي بدأت تؤثر على المملكة من ثلاث سنوات تقريبا، بدءا من كورونا و الحرب الروسية الاوكرانية وصولا الى العدوان على غزة واضطرابات باب المندب، فكان البنك المركزي في كل مرة يهب سريعا الى اتخاذ كافة الاجراءات الوقائية التي تحد من انعكاساتها على الاقتصاد الوطني والمستهلك.

كثيرة الاجراءات التي اتخذها البنك المركزي واهمها المحافظة على الاستقرار النقدي وسعر صرف الدينار مقابل سلة العملات وضمان سلامة الجهاز المصرفي والمحافظة على معدلات تضخم هي الاقل بالعالم وعمل على ضمان انسيابية البضائع وتوفير برامج تمويل مساندة للقطاع الخاص والاحتفاظ بحجم احتياطي اجنبي يكفي لاستيراد المملكة لاكثر من 8 اشهر.

قصيرو النظر هم من يجدون أن رفع اسعار الفائدة على السياسة النقدية مضر لهم، بينما الواقع يقول لولا هذا الاجراء لبلغت الاسعار و معدلات التضخم مستويات قياسية كما شهدناها في بقية دول العالم والاقليم،وكما ان قيمة العملة الوطنية تكون قد انهارت وذهبت موجودات الاردنيين ادراج الرياح، بينما ما نشهده من استقرار بمختلف الاسعار لدينا مقارنة بدول من حولنا تبدل حالها من حال الى حال شهادة على صحة اجراءات المركزي.

نعم بالتأكيد كان المستهلك سيجد الاسواق على عكس ما هي عليه اليوم وسيجدها قد تبدلت باسعار السلع راسا على عقب، ولوجد ان ماكان يشتريه بالامس مختلفا عن ما يشتريه اليوم وسيشتريه غدا بسعر اخر لتغير الاسعار بشكل دراماتيكي، وذلك بسبب ارتفاع الطلب وتوفر سيولة لا قيمة لها.

بالمختصر، بعيدا عن الشعبوين وقصيري النظر سيسجل للبنك المركزي نجاحه في الحفاظ على الاستقرار النقدي ومعدلات التضخم مستقرة والبضائع متوفرة وباسعارها المعتادة، وان لم يشكر الان فان التاريخ لن ينسى هذا الدور الكبير والمحوري للمركزي، فشكل جيشا وطنيا مدافعا عن الاستقرار الاقتصادي مقاوما لكل التحديات والمزاودات عليه، لينتصر ولينتصر الوطن ويخرج من عباءة ماذا لو لم يفعل ذلك.

editor

Recent Posts

أسعار النفط ترتفع وسط تزايد المخاوف من اضطراب الإمدادات

ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة الجمعة وتتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي…

8 دقائق ago

ترامب عن المناظرة مع بايدن: حققنا نصرا كبيرا على رجل يتطلع إلى تدمير بلدنا

قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الجمعة، إنه "حقق نصرا" خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها…

18 دقيقة ago

الحسين والوحدات في المشهد الختامي لبطولة كأس الأردن اليوم.. أهداف ودوافع

يضغط الحسين والوحدات بكامل ثقلهما للظفر ببطولة كأس الأردن لكرة القدم، حين يلتقيان عند السابعة…

28 دقيقة ago

إسرائيل تعثر على نسخة “حم.اس” من لعبة “السلالم”

عثر جنود لواء "ناحال" الإسرائيلي، على نسخة من لعبة الأطفال الشهيرة "السلالم" خلال عمليات مسح…

43 دقيقة ago

فينيسيوس يتوهج ويقود البرازيل لاكتساح باراجواي

حقق منتخب البرازيل، فوزه الأول ببطولة كوبا أمريكا 2024، بالفوز (4-1) على باراجواي، ليودع الأخير…

48 دقيقة ago

أمريكا أرسلت لإسرائيل 14 ألف قنبلة زنة 2000 رطل منذ 7 أكتوبر

قال مسؤولان أمريكيان مطلعان إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أرسلت لإسرائيل عددا كبيرا من…

55 دقيقة ago