Categories: اراء

“التجار” مصدومون .. لماذا؟

علاء القرالة

حسنا اذا اتفقنا على ان الدخول الشهرية للاردنيين هي هي لم تتغير وكذلك الاسعار باغلبها تشهد استقرارا ولم يطرأ عليها ارتفاع، فماذا تغير اذن في الاسواق لكي يصدم التجار كل هذه الصدمة جراء تراجع الاقبال من قبل المستهلكين في رمضان؟ والاهم هل غير الاردنيون انماطهم الاستهلاكية؟.

في الاخبار وبغالبية التصريحات الصحفية من قبل ممثلي القطاعات التجارية وتحديدا الغذائية يبدو ان هناك تراجعا ملموسا بالطلب من قبل المستهلكين خلال رمضان الحالي مقارنة مع السنوات الماضية، فمنهم يرجع السبب في ذلك الى تراجع القوة الشرائية واخرون مازالوا في حالة صدمة وحيرة بما يجري، حتى ان بعضهم بدأ يقيم العروض وباسعار الجملة والبعض الاخر يحرق الاسعار لجذب الزبائن دون جدوى.

ليس التجار فحسب من يؤكدون تراجع الطلب بل ايضا العين المجردة والمتجولون بالاسواق يلحظون التراجع بشكل ملموس، وهذا مستغرب وتحديدا باول اسبوع برمضان الذي يشهد بالعادة اقبالا لشراء المواد الغذائية ومستلزمات الشهر الفضيل، وهذا ان دل فيدل على احد الامرين اما تراجع القوة الشرائية او ان المستهلكين قد قرروا تغير انماط استهلاكهم وبدأوا يقتصدون بها وفق الحاجات الضرورية وبعيدا عن الهدر.

الواقع يقول ان القوة الشرائية بضوء ثبات الدخول الشهرية وانخفاض معدلات التضخم وثبات اسعار السلع تبين ان لا شيء تغير على الاطلاق، وانما هناك تغير بانماط الاستهلاك وفق ما يجب ان تكون عليه دون اي اسراف او تبذير او هدر، وهنا لابد من التأكيد على ان ما يحدث في غزة من تجويع ومعاناة كان له اثر كبير في التأثير على المزاج الاستهلاكي وهذا لايخفى على أحد.

المبيعات لدى التجار وبحسب ممثليهم تراجعت الى ما يقارب 50% مقارنة مع الاعوام السابقة، وذلك رغم كل الاستعدادات الكبيرة التي قام بها القطاع التجاري استعدادا للشهر الفضيل، فبذلوا جهودا مميزة وتحدوا بها كل التحديات التي تواجه سلاسل التوريد جراء اضطرابات باب المندب وتداعيات غزة، والاهم انهم ما زالوا يعلقون امالهم على نزول الراتب نهاية الشهر والاستعداد للعيد لتعويض مافاتهم.

في السنوات الماضية كانت نسبة الهدر في الطعام جراء العزائم والولائم وعدم المسؤولية بالاستهلاك تتسبب بهدر ما يقارب 950 ألف طن سنوياً، فيما تكشف تقارير اخرى بأن ما نسبته 34 % من الطعام المقدم على موائدنا يهدر، فهل نشهد في رمضان الحالي تراجعا بنسب الهدر.

بالمختصر، يبدو ان التغير الجوهري الذي حدث في رمضان الحالي كان بتغير انماط الاستهلاك لدي كثير من الاردنيين، مما سبب صدمة للتجارة ومفاجأة لهم كما انها تسببت بدهشتي انا ايضا، متمنيا ان يبقى هذا النمط مستمرا في ضوء ما نشهده من تحديات وتعقيدات بالانتاج وسلاسل التوريد لكي لا نتورط مستقلا.

editor

Recent Posts

السفيرة الأميركية: قوة الشراكة مع الأردن تكمن في اتساعها وتنوعها

قالت السفيرة الأميركية في عمان، يائل لمبرت، إن قوة الشراكة بين الولايات المتحدة والأردن تكمن…

16 دقيقة ago

الخرابشة: مؤشرات إيجابية لعمليات استكشاف الغاز في المملكة

كشف وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة عن وجود مؤشرات إيجابية لعمليات استكشاف الغاز…

21 دقيقة ago

انخفاض الاسترليني أمام الدولار واليورو

تراجع الجنيه الاسترليني، اليوم الأربعاء، أمام الدولار والعملة الأوروبية الموحدة (يورو). ووفق تقارير من مراكز…

43 دقيقة ago

غارات إسرائيلية على منشآت مياه جنوبي لبنان

نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، غارات على منشآت مياه جنوبي لبنان كما قصف بالمدفعية…

47 دقيقة ago

نقابة الصحفيين تشكل لجنة جائزة الحسين للإبداع الصحفي

قرر مجلس نقابة الصحفيين خلال اجتماع اليوم الأربعاء، برئاسة النقيب الزميل راكان السعايدة، وحضور عدد…

53 دقيقة ago

وزير الطاقة: احتياطي الأردن من الغاز يغطي احتياجات النظام الكهربائي لعشرات السنين

أعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، الأربعاء، أن احتياطي الأردن من الغاز يكفي لتغطية…

ساعة واحدة ago