Categories: منوعات

التحول نحو المنتجات البديلة للمساهمة في الحد من أضرار التدخين

في خضم دأب دول العالم على مكافحة التدخين بالمناداة بالإقلاع الفوري عنه، اتجهت عدة دول لخوض تجربة مغايرة في الأسلوب ومماثلة في الأهداف المرجوة، وذلك من خلال دعوة المدخنين البالغين – الذي يجدون صعوبة في التوقف عن استهلاك السجائر التقليدية أو لا يملكون الرغبة لذلك – لتبني المنتجات البديلة، التي تظهر مجموعة الأدلة المستخلصة من الدراسات والأبحاث والتقييمات بأن التحول إليها وتحديداً التي تعتمد التسخين منها، يخفض التعرض للمواد الكيميائية الضارة أو التي يحتمل أن تكون ضارة، وهو ما يقلل احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض المرتبطة بالتدخين.

هذا التحول المتواصل لم يأتِ من فراغ؛ بل أنه جاء كنتيجة لما أثبتته نتائج الدراسات والأبحاث والتقييمات العديدة المستقلة والصارمة، التي أجريت على منتجات تسخين التبغ، والتي غطت العديد من المجالات بما فيها علوم المواد والإلكترونيات الاستهلاكية، والعلوم الإكلينيكة والسريرية، فضلاً عن العلوم السمية، وعلوم كيمياء الهباء الجوي، وغيرها.

وإنّ من أهم الاختلافات الرئيسة ما بين المنتجات البديلة والسجائر التقليدية، أنّ المنتجات البديلة، وإن كانت لا تخلو تماماً من المخاطر، تعمل على إقصاء عملية الحرق وتعمل على التسخين مع تقليل إنتاج المواد الكيميائية الضارة. ولتوضيح الأمر، فإنه عند إشعال سيجارة من السجائر التقليدية، فإنها على الفور تبدأ بالاحتراق عند درجة حرارة 600 درجة مئوية أو ما يزيد بفعل الإشعال، بينما ومقابل ذلك، عند استخدام المنتجات التي تعتمد على نظام التسخين، فإن هذا النظام يعمل على تسخين التبغ حتى 350 درجة مئوية دون حرقه أو إنتاج دخان أو رماد، مع مستويات أقل بكثير من المواد الكيميائية الضارة بالمقارنة مع السجائر التقليدية، والتي يتم إنتاجها مع الهباء المحتوي على النيكوتين، الا أن ذلك لا يعني بالضرورة انخفاض المخاطر بالنسبة ذاتها؛ إذ أن هذه المنتجات غير خالية تماماً من الضرر.

ولعل المعلومة التي تفيد بأن النيكوتين ليس السبب الرئيس للعديد من الأمراض المرتبطة بالتدخين، إنما المواد الضارة التي تنتجها عملية حرق التبغ في السجائر التقليدية والتي تصل في عددها إلى 6 آلاف مادة كيميائية ضارة، كانت من أهم المعلومات التي أسهمت في إحداث تغييرات كبيرة، بما لم يقتصر على المفاهيم، بل وبما شمل الممارسات المرتبطة بالدخان سواء من قبل المصنعين أو المدخنين البالغين أنفسهم.

ورغم كل ذلك، يبقى الخيار الأفضل أمام الأشخاص المدخنين التوقف النهائي عن التدخين وأي من أشكاله ومن منتجات النيكوتين بشكل قاطع، وبوجود منتجات بديلة خالية من الدخان ومدعمة بالعلم، فإن الفرصة مواتية لتحول ملايين المدخنين البالغين ممن لا يرغبون بالإقلاع النهائي عن التدخين لهذه المنتجات؛ حيث أنها وبالرغم من كونها لا تخلو تماماً من المخاطر، فإنها تشكل بديلاً لما يزيد على مليار مدخن بالغ حول العالم.

Nada Shareef

Recent Posts

الإكوادور تطرد المكسيك خارج كوبا أمريكا

ودع منتخب المكسيك، منافسات بطولة كوبا أمريكا 2024، بعد تعادله السلبي مع الإكوادور، فجر اليوم…

12 دقيقة ago

بدء العمل بنظامي الخدمة المدنية والموارد البشرية الجديدين

أعلن نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لتحديث القطاع العام ناصر الشريدة، عن بدء…

31 دقيقة ago

الضمان: استمرار التسجيل ببرنامج استدامة ++

أعلنت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي عن استمرار التسجيل في برنامج استدامة ++ الذي يدعم اشتراكات…

50 دقيقة ago

من محاولات سابقة.. تفاصيل اغتيال “إسرائيل” مؤسس كتيبة نور شمس

على مداخل مخيم نور شمس شمالي الضفة الغربية، يتوزع مقاتلو كتيبة "نور شمس" بتأهب وحذر…

60 دقيقة ago

%62.63 نسبة النجاح العامة في امتحان الشامل

أعلن رئيس جامعة البلقاء التطبيقية، رئيس اللجنة العليا للامتحانات أحمد العجلوني، نتائج امتحان الشهادة الجامعية…

ساعة واحدة ago

تكريم مهرجان جرش للثقافة والفنون الشريك الاستراتيجي لمهرجان المسرح الحر – صور

في اطار الرسالة الحضارية والثقافية التي يحملها مهرجان جرش للثقافة والفنون وايمانه بضرورة ديمومة الحركة…

ساعة واحدة ago