اراء

التسول

م.فواز الحموري

أصدرت وزارة التنمية الاجتماعية، قبل أيام تقريرها عن شباط للعام الحالي، رصدت فيه أبرز خدماتها المقدمة، وبحسب التقرير، وأشار التقرير فقد إجراء 300 حملة لمكافحة التسول، ضبط فيها 593 متسولا ومتسولة، وبالتأكيد سوف يتضمن التقرير لشهري آذار ونيسان زيادة في الحملات وأعداد المتسولين شهر شهر رمضان الفضيل.

جهود كبيرة ومقدرة لمكافحة التسول ولكنه مستمر وفي ازدياد وللأسف دون وجه حق؛ يتم ابتداع العديد من الوسائل للتسول والاستفادة من العواطف والمشاعر وحتى الأماكن للسرعة في أخذ الصدقة من المارة وعند المحال والإشارات الضوئية والمساجد والعديد من المناطق التي تدرس بعناية من قبل المتسولين ومن يقف وراءهم.

يرتبط التسول بالكذب والتمثيل، ولعل العديد من القصص الخاصة بمن يتسول ترصد الخداع النفسي الذي يقومون به وقنص الفرص للتسول واستدراج عطف الناس واستغفالهم والظفر بمبالغ وإن قلت لكنها في نهاية المطاف أموال حرام.

المتسول ومن يقف وراءه عبارة عن أشرار يستغلون طيبة البشر وحاجاتهم لسماع دعوة نتيجة التصدق وخصوصا في شهر رمضان المبارك واجتهاد عمل الخير، ولكن ليس بتلك الطريقة والأسلوب، هنالك العديد من الجهات الموثوقة والتي تدرس الحالات المحتاجة والمستحقة ولديها قاعدة بيانات دقيقة وأساليب لإيصال المساعدة وبشكل كريم لها.

ينشط العمل الخيري في شهر المكرمات ولكن يجب الانتباه والحرص والتأكد ممن يسأل الناس في الطرقات ويدق البواب ويزور الجمعيات ويقوم بالعديد من عمليات التمثيل والبكاء وحفظ العبارات التي تدخدخ العواطف والمشاعر.

ضمن حملات المكافحة يتم إلقاء القبض على الكثير من المتسولين، ولكن ذلك لا يكفي المطلوب من الجميع التعاون للقضاء والحد من هذه الآفة والتي تبدأ ب”الله يخليك أولادك» والكثير من العبارات الرنانة والمستخدمة للتسول والمستغلة لظروف الشهر الفضيل وضرورة التصدق وإخراج صدقة الفطر.

لا يوجد حل سحري للقضاء على الفقر والحاجة؛ تلك معاناة إنسانية، ولكن العديد من الجهات والجمعيات والصناديق والتكايا نجحت في تبني حالات معينة بالعناية والرعاية والإنفاق سواء لحالات المرض، اليتم، الطلاق، الترمل، والكثير من الحالات الإنسانية، إضافة للجهود الحكومية من خلال وزارة التنمية الاجتماعية والمعونة الوطنية وتضامر الجهود في العمل الخيري والإنساني لتوفير الدعم وضمن االإمكانيات المادية المتاحة لتلبية الحاجات الأساسية والضرورية للأسر المحتاجة والمستحقة في ذات الوقت.

امتد الأمر في التسول إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والطلب عبر رسائل معينة للحصول على المساعدة واستغلال الشهر الفضيل ووسائل التحويل المادي لذلك، حتى أن بعض وسائل الاحتيال (والتي نبهت إليها الأجهزة الأمنية مرارا وتكرارا) ادعت أنها من غزة وتطقعت بها السبل وتحتاج للمساعدة الفورية وهكذا من اصطياد الفريسة بشكل متقن.

على وجه العموم وبطبيعة الحال، سوف تبقى النفس المريضة موجودة للاستغلال والكسب غير المشروع من خلال التسول وجمع مبالغ طائلة كما تشير معطيات لجان المكافحة وكما يتضح عند متابعة المتسول والمفاجأة أن سيارة فخمة بانتظاره وقد فك الجبس عن رجله وأصبح يتحرك بدل الجلوس على كرسي متحرك والكثير من القصص والحكايات الحية وشهادات العيان عند لحاق المتسول بعد ساعات من تمثيله في مناطق معينة أو حتى بعد صلاة الجمعة عند بوابات المساجد.

على الرغم من الجهود المكثفة والتنبيهات من قبل الجهات الرسمية والشعبية لمكافحة التسول، لكن للمتسول مهارة وبراعة ونفسية معينة تمكنه من التلاعب بالمشاعر والعواطف، وللمتبرع أيضا مسؤولية للتحكم بمشاعره وعواطفه وعدم تصديق ما يسمع من المتسول؛ غيره أحق وأجدر بالمساعدة والستر.

في نهاية المطاف، علينا الحذر ممن يتسولون المواقف ولا يقدرون على الثبات في الشدائد!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى