اراء

التطاول على أموال المساهمين

سلامة الدرعاوي

بيان شعبوي من أحد الأحزاب يطالب فيه الحكومة بتخصيص 2 % من أرباح الشركات لدعم الأندية الرياضية، و1 % لدعم الثقافة، وغيرها من المطالبات المباشرة من الشركات التي في غالبيتها تقدم أشكالا مختلفة من الدعم الاقتصادي والاجتماعي والرياضي لمختلف القطاعات في المجتمع دون تذكيرها أو إجبارها على ذلك.

طريقة البيان وحديثه يدلان على مدى الاستقواء والشعبوية على الشركات التي لها مالكون مساهمون أردنيون وأجانب، وتعيل وتشغل مئات الآلاف من الأردنيين وعائلاتهم، ناهيك عن أنهم المورد الرئيسي للواردات الضريبية للخزينة.

للعلم غالبية الشركات في الأردن لها دور رائد في المسؤولية الاجتماعية عكس ما يشيعه بعض منادي الشعبويات، خاصة وأن قطاعات البنوك والتعدين والاتصالات، الذين دائما ما يتهمون بأنهم متقاعسون عن تلبية الخدمة المجتمعية في المملكة، والصحيح غير ذلك إطلاقا، فهم أكبر الجهات الداعمة للمسؤولية الاجتماعية.
فالبنوك على سبيل المثال لا الحصر تقدم ما يزيد على 35 مليون دينار لدعم قطاعات الثقافة والرياضة والمسؤولية المجتمعية بمختلف أشكالها، وهو ما يزيد على الـ6 % من إجمالي أرباحها السنوية، والأمر لا يختلف كثيرا عن شركات الاتصالات والتعدين التي تقدم عشرات الملايين لدعم قطاعات مختلفة في محافظات وقرى المملكة، وتؤسس لمبادرات وقصص نجاح، لكن للأسف الشعبويات غطت على الإنجاز والحقيقة، وطالت لغة الابتزاز والاستقواء على الشركات ليس فقط بالمطالبات المالية، بل في التوظيف ومحاولات التدخل في قراراتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى