الاخبار الرئيسيةعربيعربي ودولي

التهاب الكبد الوبائي في غزة.. دلالات الانتشار وطرق الوقاية

أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة، أمس الأربعاء، انتشار التهاب الكبد الوبائى من نوع (A) في القطاع، “نتيجة الاكتظاظ فى أماكن النزوح، وتدني مستويات النظافة فيها”.

وحذرت الوزارة، من توقف الفحص المخبرى للدم “سي.بي.سي.”، جراء نقص المواد الخاصة به.

ويعرف التهاب الكبد الوبائي، على أنه “التهاب كبدي حاد يصيب الكبد، نتيجة الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي (HAV)”، فيما تتراوح المدة بين العدوى حتى ظهور الأعراض لدى الذين أصابتهم العدوى، بين أسبوعين إلى ستة، أما عندما تكون هناك أعراض فإنها تستمر ثمانية أسابيع، بحسب مصادر طبية.

ووفقا للمصادر ذاتها، فإنه “يمكن أن تشمل الأعراض، الغثيان، والتقيؤ، والإسهال، و اصفرار الجلد، والحمى، وآلاما في البطن”.

ويسبب المرض، في حالات نادرة، توقفا مفاجئا في وظائف الكبد، خاصة بين كبار السن أو المصابين بأمراض الكبد المزمنة.

ويتطلب ذلك، البقاء في المستشفى للخضوع للمراقبة وتلقي العلاج، فيما قد يحتاج بعض المصابين بالفشل الكبدي الحاد إلى زراعة كبد، وهذا  الأمر غير متوفر في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان، وفقا لأطباء ومختصين.

وذكرت المصادر الطبية، أن “المرض ينتشر عن طريق الأكل أو الشرب، أو ماء ملوث بالبراز (مياه الصرف الصحي)، كما أنه يمكن أن ينتقل من خلال اتصال وثيق بشخص مصاب، في حين أن الأطفال في كثير من الأحيان لا تظهر أعراض المرض عليهم عند إصابتهم، إلا أن القدرة على عدوى الآخرين تظل موجودة لديهم”.

وأوضحت أن التدابير الوقائية من المرض، تشمل “غسل اليدين وطهي الطعام جيدا، في حين لا يوجد علاج محدد للمرض، وينصح بالراحة وأدوية لعلاج الغثيان أو الإسهال، وعادة ما تنتهي العدوى دون حدوث أمراض للكبد”.

ويدخل فيروس التهاب الكبد الوبائي (A) إلى مجرى الدم، من خلال “خلايا ظهارة الفموي البلعومي أو الأمعاء، ويحمل الدم الفيروس إلى الكبد”، حيث يتكاثر داخل الخلايا الكبدية وخلايا “كوبفر” (بلاعم الكبد).

وتنتشر العدوى عادة من شخص إلى آخر عن طريق الأكل والشرب الملوثين بالفيروس من شخص مصاب به، كما تنتقل العدوى عن طريق تناول الطعام غير المطهي، أو بعد غسل الطعام بماء ملوث.

وبعد ابتلاع المواد الملوثة بالفيروس، “ينتقل الفيروس عبر الطبقة المبطنة للبلعوم أو الأمعاء وتعبر من خلاله إلى الدم، وعبره تنتقل إلى الكبد حيث تستقر في خلايا الكبد وبالعات الكبد وتتكاثر داخل هذه الخلايا، نتيجة لذلك تصبح هذه الخلايا عرضة لهجوم الخلايا المناعية”.

“ويتم طرح كميات كبيرة من الفيروس عبر العصارة الصفراوية ومنها إلى البراز، وهكذا يصبح المصاب ناقلا للمرض”، وفقا للمصادر الطبية.

وأشارت المصادر، إلى أن “فترة حضانة المرض تمتد ما بين 15 إلى 50 يوما، وتستمر الأعراض من أسبوع إلى أسبوعين، فيما تكون احتمالية الوفاة نتيجة الإصابة بالمرض أقل من 0.5% (4 لكل 1000 مصاب)، في الوضع الطبيعي.

وبيّنت أن “التهاب الكبد الوبائي لا يسبب ضررا دائما للكبد، وغالبا ما تمنح الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (A) مناعة مدى الحياة، وينتج الجهاز المناعي الأجسام المضادة التي توفر الحصانة من المرض لاحقا.

وغالبا ما كان يظهر المرض وينتشر، بين المسافرين إلى البلاد النامية، والذين لم يتعرضوا إلى الفيروس من قبل، مما يعني أن انتشاره في غزة أعاد القطاع إلى مصاف الدول النامية.

ويمكن تجنب التهاب الكبد الوبائي (A) عن طريق اللقاح، والنظافة والصرف الصحي، في حين يعطى اللقاح عن طريق الحقن.

كما أنه يجب وفقا لنصائح الأطباء، “تعقيم مصادر مياه الشرب، والمحافظة على النظافة العامة، وغسل اليدين بشكل دائم بعد استخدام الحمام، وتجنب تناول الأغذية غير المطهية والحرص على غسل الخضار والفواكه”، حتى لا ينتشر المرض.

ويعني كل ذلك، أن الفلسطينيين في قطاع غزة، ليسوا قادرين على تأمين مياه شرب نظيفة، مما تسبب بانتشار الفيروس، إلى جانب عدم قدرتهم على المحافظة على النظافة الشخصية، لشح المياه في القطاع بسبب استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي.

كما يعني أيضا، أن أهالي القطاع يتناولون أطعمة غير مطهية جيدا، وغير مغسولة، بسبب انعدام وجود غاز الطهي، ومحاولة الطهي عبر إشعال النار من الحطب، غير المتوفر أصلا في القطاع إثر العدوان.

وترفع الأوضاع في مراكز الإيواء على وجه الخصوص، بسبب الاكتظاظ الشديد، مستوى الإصابة بالأمراض المعدية بشكل عام، وفقا لأطباء ذكروا أن ظروف انتشار التهاب الكبد الوبائي موجودة أصلا في قطاع غزة.

ووفقا للأطباء، فإنه “يتم تدمير الفيروس عند تعرضه لحرارة 85 درجة مئوية لمدة دقيقة، كما يمكن قتله في ماء الشرب بإضافة مادة  الكلورين، غير المتوفرة في غزة.

ويعيش النازحون الفلسطينيون فى قطاع غزة، أوضاعا إنسانية صعبة وقاسية، نتيجة استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 100 يوم، وما تسبب فيه من عدم وجود مراحيض ودورات مياه، وانعدام وسائل النظافة الشخصية.

وكانت منظمة الصحة العالمية، حذرت في وقت سابق، من خطورة الانتشار السريع للأمراض المعدية في قطاع غزة، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع واستمرار ارتفاع عدد الوفيات والإصابات والزحام الشديد في الملاجئ وتعطل النظام الصحي وشبكات المياه والصرف الصحي يضاعف معدلات انتشار الأوبئة.

وأوضحت المنظمة، أن “هذا الوضع مقلق لما يقارب 1.5 مليون نازح في شتى أنحاء غزة، ولا سيما من يعيشون في ملاجئ شديدة الزحام لا تتوافر فيها فرص استخدام مرافق النظافة الشخصية والمياه المأمونة، مما يزيد خطر انتقال الأمراض المعدية”.

كما حذرت المنظمة أيضا، من أن “تفشي الأمراض دون علاج في غزة ينذر بموت عدد أكبر من سكان القطاع أكثر من القصف إذا لم يستأنف النظام الصحي عمله”.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس، 24 ألفا و620 شهيدا و61 ألفا و830 مصابا، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى