اراء

الحكومة الحزبية .. لتكن تجربة ناجحة او ان تضاف الى الخيبات ، ولكن لا نتردد ولا نؤجل!!

محمود علي الدباس

سمعنا خلال الايام الماضية تصريحات على لسان عدد من السياسيين وقيادات الاحزاب حول نظرتهم المتشائمة حول امكانية تشكيل حكومة حزبية في المدى المنظور ، وتحديدا بعد الانتهاء من الانتخابات النيابية القادمة والتي ستفرز 41 مقعدا مخصصا للاحزاب حسب القائمة العامة وعدد ربما يوازيه ضمن القوائم المحلية.

وهذا ما دعا لتفاؤل شعبي بإمكانية تغيير نهج تشكيل الحكومات في الاردن.

وامكانية اسناد مهمة تشكيل الحكومة لشخصية من حزب او تكتل حزبي يشكل اغلبية نسبية في البرلمان القادم.

الا ان الصادم ما رشح عن قيادات حزبية عن عدم امكانية تحقيق ذلك بدعوى عدم توفر ظروف موضوعية للوصول لهذا الهدف الان!!

وهو ما يخالف ما نشهده من ضخ اعلامي كثيف من تلك الاحزاب حول برامجها وخططها التي على اساسها تخاطب به جمهور الناخبين للحصول على اصواتهم.

وهنا نسأل ويسأل الجميع عن حقيقة فعالية برامج الاحزاب ومحاكاتها للواقع وقدرتها على احداث التغيير المطلوب ، وما اذا كانت هذه البرامج والخطط لا تعدو كونها سرد لفظي مرسل لا يحمل اي جوهر قابل للتطبيق !!

وما يتحدث به هؤلاء باعتبارهم قيادات حزبية وطبقة سياسية من المفروض ان لديها قدرات وخبرات قادرة على تحمل المسؤولية الوطنية بالفعل وقيادة المرحلة القادمة وتمثيل تطلعات الناخبين ، لا يمكن تفسيره ، الا انه يخلف انطباع عام بعدم ثقة من يتحدثون بان الوقت لا زال مبكرا ولم توفر الظروف الموضوعية حاليا لهذا الخيار بقدرتهم على تمثيل الناخبين ابتداءً.

ونسأل مرة اخرى هل من شكلوا الحكومات المتعاقبة جاؤوا من كوكب اخر ؟؟

وهل كانت تجاربهم ناجحة للحد الذي لا تريد قيادات الاحزاب ان تغامر بمستقبلها السياسي في مواجهة هذه التجارب ؟؟

ان هذا الجو المشوب بالشك حول نضج القيادات الحزبية الحالية وترددهم في الخروج من هذا الموقف الملتبس ، له انعكاس سلبي على نظرة المواطنين للاحزاب وجدوى الانخراط بها، طالما ان قياداتها لا ترى في انفسها وكوادر احزابهم القدرة على تحمل المسؤولية وترجمة شعاراتها وبرامجها لبرنامج عمل تنفيذي يمكن ان يضع حلولا وتحولا في ادارة مفاصل الدولة واحداث التغيير المطلوب.

ولذلك فإن تجربة اسناد تشكيل الحكومة لشخصية حزبية تتوفر بها عناصر القوة والقدرة والاجماع ، لا تضير طالما ان الحكومات المتعاقبة لم تحظى بمنسوب ثقة لدى المواطنين وكانت دائما موضع نقد.

وبالتالي فإن هذه التجربة ان نجحت ستسجل في رصيد العمل السياسي الاردني وان فشلت فإن ذلك لن يغير كثيرا في ضوء ما واجهنا من تحديات مع الحكومات المتعاقبة.

ما نقصده ان المواطنين يستمدون ثقتهم بمستقبل افضل ، عندما يشاهدون اصحاب الصوت العالي في الاحزاب واثقون من قدراتهم ويطالبون برفع مستوى التوقعات لا ان يقللوا منها ، وان يبرزوا ان ما قاموا به طوال الشهور الماضية من وضع برامج ورؤى لاحزابهم نابعة من دراسة للواقع وتحليلا للتحديات ، وقابليتها للتطبيق اذا ما اتيحت لهم الفرصة.

Mahmoud Dabbas

Recent Posts

تحديث جديد من غوغل يهدد استمرارية مواقع إلكترونية صغيرة

من خلال تعديل خوارزمية البحث وفلتر البريد العشوائي مطلع العام، حاولت "غوغل" التخلص من المحتوى…

19 دقيقة ago

هل تتحول الأورام الحميدة في الثدي إلى سرطان؟

أكد خبراء صحة لموقع "هيلث" الطبي، أن النساء اللواتي أصبن بأورام حميدة في الصدر، معرضات…

35 دقيقة ago

هآرتس: صواريخ من لبنان تحرق أكثر من 70 ألف دونم شمال إسرائيل

كشفت معطيات إسرائيلية، الجمعة أن الصواريخ التي أطلقت من لبنان منذ بداية المواجهات تسببت بإحراق…

49 دقيقة ago

القس.ام: أجهزنا على 10 جنود إسرائيليين في الشجاعية

أعلنت كتائب القسام أنها أجهزت أمس على 10 جنود إسرائيليين في عملية مركبة في حي…

ساعة واحدة ago

راغب علامة ورقص معجبة بحفله يثير جدلا في تونس.. وقيس سعيد يعلق على الحفلات

أحيا الفنان اللبناني راغب علامة حفلاً غنائياً في "المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون" بدورته الرابعة والعشرين…

ساعة واحدة ago

حركات خادشة للحياء وشجار.. أوكرانية وراء حادث غريب بمصر

بعدما شهد كامبوند شهير في منطقة التجمع الخامس، مشاجرة بين فتاة أوكرانية وسيدة مصرية، بعد اعتداء…

ساعتين ago