الاخبار الرئيسيةالخليج

السعودية تمدد الخفض الطوعي… فماذا سيحمل اجتماع “أوبك +” بعد ساعات؟

في وقت تترقب فيه الأسواق اجتماع اللجنة الوزارية لتحالف “أوبك+” غداً الجمعة وسط توقعات بعدم تغيير في سياسة إنتاج النفط الحالية، ذكرت وكالة “واس” أن السعودية ستمدد خفضاً طوعياً لإنتاج النفط بواقع مليون برميل في اليوم لشهر آخر ليشمل سبتمبر (أيلول). ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول بوزارة الطاقة قوله إن هذا يأتي مع إمكانية “تمديد أو تمديد وزيادة هذا الخفض”

في الوقت ذاته قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك “إن بلاده ستخفض صادرات النفط بواقع 300 ألف برميل يوميا في سبتمبر”. وأوضح أنه “في إطار الجهود المبذولة لضمان بقاء سوق النفط متوازنة، ستواصل روسيا طوعاً خفض إمداداتها النفطية في شهر سبتمبر، الآن بواقع 300 ألف برميل يوميا، من خلال خفض صادراتها بهذه الكمية إلى الأسواق العالمية”

خفض إنتاج روسيا

تعهدت روسيا بالفعل بخفض إنتاجها النفطي بنحو 500 ألف برميل يومياً، تعادل خمسة في المئة من الإنتاج، منذ مارس (آذار) وحتى نهاية العام

وارتفعت أسعار النفط بشكل كبير منذ أعلنت روسيا والسعودية عن خفض الإمدادات في أوائل يوليو (تموز) وقفز خام برنت القياسي العالمي من حوالي 76 دولاراً للبرميل إلى ما فوق 83 دولاراً حالياً

وقالت مصادر نفطية إنه من المرتقب أن تدعو اللجنة التي تحمل اسم لجنة المراقبة الوزارية المشتركة إلى اجتماع كامل لـ”أوبك+” إذا اقتضى الأمر

ويتناول الاجتماع ظروف السوق من قبل البلدان الرئيسة في تحالف “أوبك+”، ومن المقرر أن يجتمع ممثلو التحالف المكون من 23 دولة بالكامل أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل

وفي آخر اجتماع لمناقشة سياسة الإنتاج في يونيو (حزيران) الماضي أقر “أوبك+” اتفاقاً واسع النطاق للحد من الإمدادات حتى عام 2024، وتعهدت السعودية بخفض طوعي في الإنتاج خلال يوليو الماضي ثم مددته ليشمل أغسطس (آب) الجاري

لا تغيير في سياسة الإنتاج

من جهته قال المتخصص في الشؤون النفطية كامل الحرمي إنه لا يتوقع أي تغيير في السياسة الإنتاجية الحالية لتحالف “أوبك+” خلال اجتماع اللجنة الوزارية المقبل، خصوصاً مع ارتفاع أسعار النفط مع قلة الإمدادات والطلب

وجاءت توقعات الحرمي بتمدد السعودية الخفض الطوعي في الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً لشهر إضافي ليشمل سبتمبر المقبل، مما سيزيد مؤشرات نقص المعروض في الأسواق وبالتالي تعزيز أسعار الخام

إنتاج “أوبك”

وتراجع إنتاج منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” من النفط الخام بأكبر وتيرة خلال ثلاثة أعوام بعدما قلصت السعودية إنتاجها بدرجة أكبر لدعم استقرار الأسواق العالمية

وبلغ إنتاج الدول الأعضاء الـ 13 في المنظمة نحو 27.79 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال شهر يوليو الماضي بحسب مسح أجرته “بلومبيرغ”، وذلك بانخفاض قدره 900 ألف برميل يومياً، وهو أكبر تراجع منذ أن قلصت المنظمة وحلفاؤها الإمدادات إبان ذروة تفشي وباء كورونا عام 2020

والتزمت السعودية بمعظم خفوضاتها الإضافية البالغة مليون برميل يومياً والتي تعهدت بها في محاولة لتدعيم الأسعار في مواجهة البيانات الاقتصادية الضعيفة في الصين ومخاوف الركود في الولايات المتحدة الأميركية

إلى ذلك خفضت وكالة “فيتش” التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، مما يعكس توقعات التدهور المالي والاستقطاب السياسي والوضع العالمي للدولار. وجرى تداول خامي القياس قرب أعلى مستوى لهما منذ أبريل (نيسان) أمس الأربعاء، لكنهما سجلا انخفاضاً باثنين في المئة عند التسوية بعد خفض التصنيف الائتماني الأميركي، وارتفعت أسعار “خام غرب تكساس الوسيط” نحو 16 في المئة خلال يوليو الماضي، بينما ارتفع “خام برنت” بأكثر من 14 في المئة

استقرار الأسواق

وعلى رغم دقات طبول الحرب في شرق أوروبا وارتفاع أسعار الفائدة العالمية والشكوك حول النمو الاقتصادي في الصين، إلا أن هناك شعوراً غير مألوف بالاستقرار في أسواق النفط، إذ هبطت التقلبات الضمنية في عقود الخيارات على المدى القريب، وهي مؤشر يقيس مدى توقع المتداولين لحدوث تأرجح في الأسعار، ووصلت إلى أدنى مستوياتها منذ يناير (كانون الثاني) 2020، وهو العام الذي تسببت بعده جائحة كورونا في حدوث تقلبات حادة أدت إلى انخفاض أسعار الخام الأميركي إلى ما دون الصفر

وأدى صعود الأسعار المرغوب فيه إلى الحد من التقلبات بعد أشهر من التذبذبات الشديدة التي أعقبت الحرب الروسية – الأوكرانية، كما جاء ذلك وسط معدلات التداول الضعيفة نسبياً خلال فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي الذي يوقف فيه كثير من المتداولين مشترياتهم

اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب بيانات “بلومبيرغ” ضخت السعودية في المتوسط 9.15 مليون برميل يومياً خلال يوليو الماضي، كما انخفضت أيضاً إمدادات نيجيريا بمقدار 130 ألف برميل يومياً إلى 1.26 مليون يومياً، إذ أفشل حدوث تسرب في محطة “فوركادوس” خططاً للبلاد لزيادة الإنتاج

وتعرضت ليبيا التي تتصدر قائمة منظمة الدول المنتجة للنفط على المستوى الأفريقي لانتكاسة، إذ تراجع إنتاجها 50 ألف برميل يومياً مسجلاً 1.1 مليون برميل يومياً في أعقاب اندلاع احتجاج عطل لمدة قصيرة حقل الشرارة النفطي. وحظيت جهود السعودية لدعم السوق بشكل متأخر ببعض المساعدة من روسيا، عضو تحالف “أوبك+”

من جانبها خرقت موسكو لأشهر عدة تعهداتها بتقليص الإمدادات، إذ ركزت على تعظيم الإيرادات لتمويل حربها ضد أوكرانيا، لكن بيانات تتبع الناقلات تكشف عن أنها خفضت الصادرات في الوقت الحالي، فقد بلغت شحنات التصدير أدنى مستوياتها خلال سبعة أشهر مسجلة أقل من 3 ملايين برميل يومياً بقليل

زيادة نشاط “أوبك”

وقال متداولون إن السوق الآن تتوقع زيادة نشاط “أوبك” كرمانة ميزان لمحركات القطاع، على غرار ما حدث في الفترة بين 2010 و2014 عندما وصل معدل التقلب إلى أقل من 16 في المئة، وتراجعت التقلبات الضمنية يوم الإثنين الماضي لكلا الخامين القياسيين “برنت” و”غرب تكساس الوسيط” إلى نحو 27 في المئة

وقالت كبيرة متداولي الطاقة في مؤسسة “كيبك برايفت ويلث” ريبيكا بابين لوكالة “بلومبيرغ” إن التقلبات بين الأصول منخفضة للغاية، كما تراجع حجم زيادات أسعار الفائدة كثيراً، وهذا يؤثر بشكل ملحوظ في أسواق النفط، مضيفة أن السوق واثقة من أن “أوبك” ستتمكن من إرساء حد أدنى للأسعار، فيما يؤدي التهديد برفع سقف أسعار الفائدة مستقبلاً إلى وضع حد أقصى لها، وعلى الأرجح ستبقي تقلبات النفط منخفضة

دور كبير

من جهته قال المحلل النفطي الكويتي خالد بودي إن الخفوضات الطوعية للإنتاج من قبل منظمة “أوبك+” وحلفائها كان لها دور كبير في انتعاش أسعار الخام خلال الأسابيع الخمسة الماضية

وأضاف بودي أنه مع الزيادة المستمرة في الطلب على النفط من المتوقع أن ينعكس ذلك على الأسعار وتشير التوقعات إلى أن أسعار الخام ستشهد صعوداً متواصلاً حتى الربع الأخير من هذا العام لتستقر عند مستوى بين 85 و90 دولاراً للبرميل مع نهاية هذا العام مع استمرار “أوبك” بضبط الإنتاج والعمل على عدم تراكم الفوائض النفطية في الأسواق

مخزونات النفط

وتبدو مخزونات النفط العالمية أقل الآن، ولا تزال البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم تتطلع إلى كبح التضخم من طريق رفع أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في معدل التقلب

وواصلت مخزونات النفط التجارية لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفاعها للشهر الثاني على التوالي بأكثر من 20 مليون برميل خلال مايو (أيار) 2023 على أساس شهري، لكنها ظلت أقل من متوسط الأعوام الخمسة الماضية، بحسب التقرير الشهري الأخير لمنظمة “أوبك”

وارتفعت مخزونات النفط العالمية بنحو 20.2 مليون برميل على أساس شهري خلال مايو 2023 لتصل إلى مستوى 2.815 مليار برميل

وجاءت مخزونات النفط العالمية أعلى بنحو 139 مليون برميل على أساس سنوي، لكنها ظلت أقل بمقدار 101 مليون برميل عن متوسط الأعوام الخمسة الماضية

المخزونات الأميركية

وسجلت مخزونات النفط الأميركية هبوطاً تاريخياً تجاوز توقعات المحللين خلال الأسبوع الماضي، في حين ارتفعت مخزونات البنزين، وأظهر التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأربعاء انخفاض مخزونات الخام بمقدار 17 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في الـ28 من يوليو 2023، ليصل الإجمال إلى 439.8 مليون برميل

ولم يشهد الاحتياط الاستراتيجي لمخزونات النفط أي تغيير خلال الأسبوع الماضي ليستقر الإجمال عند 346.8 مليون برميل

ووفق قانون أقره الكونغرس الأميركي تحدث عمليات السحب من المخزون الاستراتيجي عادة بهدف التخفيف من عجز الموازنة عبر تغطية عمليات البيع من الاحتياط وكلف إدارته سنوياً

وصعدت صادرات النفط الأميركية بمقدار 692 ألف برميل يومياً ليصل الإجمال إلى 5.283 مليون برميل يومياً، في حين ارتفعت الواردات بنحو 301 ألف برميل يومياً لتسجل 6.668 مليون خلال الأسبوع الماضي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى