اراء

السعودية.. ماذا تريد من التطبيع؟

سميح المعايطة

انتقل الحديث عن فتح أبواب العلاقات بين السعودية وإسرائيل من مرحلة التخمين والتحليل إلى مرحلة قراءة أحداث ومؤشرات على الأرض وبعضها يجري بعيدا عن العيون، حتى أن وزير الخارجية الأميركي وصف هذا الأمر – ان حدث – بأنه سيعني تحولا استراتيجيا في المنطقة، لكنه تحدث عن الفرص بتحفظ يشير إلى العقبات أو التعقيدات التي تواجه تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

ولم تكن مشاركة وفد إسرائيلي في اجتماعات منظمة دولية في السعودية الأسبوع الماضي حدثا غريبا بل تم التعامل معه سياسيا وإعلاميا بشكل طبيعي ودون دهشة، وأصبح جوهر الأمر هو الشروط السعودية لعقد صفقة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهذا متوقع فدولة مثل السعودية تريد ثمنا كبيرا لتطبيع العلاقات التي يسعى إليها نتنياهو منذ سنوات.

التحرك الاقليمي للسعودية خلال الشهور الماضية يقول إن السعودية نزعت فتيل التوتر في علاقاتها مع الدول الإقليمية الكبرى.. إيران وتركيا، وهذا وفر للسعودية أجواء مناسبة لتخفيف  الكثير من العبء الأمني والسياسي لهذا التوتر، وهذا لم يكن مجانا فعالم السياسة يقوم على تبادل المصالح، وحتى وان كانت السعودية لم تفكك كل الأزمات مع إيران إلا انها تخلصت من جزء مهم من عبء أزمة اليمن، ولهذا فالعلاقة مع إسرائيل تكمل مثلث نزع الفتيل مع الثلاثي الإقليمي فالسعودية اليوم هي الثقل العربي الاهم وبالتالي تستطيع خدمة مشروعها الاقتصادي والسياسي والتخلص من أعباء أمنية صنعتها أزمات الإقليم، لهذا فتطبيع العلاقات مع إسرائيل ليس في إطار حل الصراع العربي الإسرائيلي بل في إطار خدمة الرؤية السعودية الداخلية والخارجية أولا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى