“الصحة العالمية” تدعو لإشراك المرضى في صياغة سياسيات الرعاية المأمونة

دعت منظمة الصحة العالمية، اليوم السبت، إلى اتخاذ إجراءات لإشراك المرضى في صياغة السياسات، وتمثيلهم في هياكل الحوكمة، ومشاركتهم في تصميم استراتيجيات السلامة، وتحوُّلهم إلى شركاء فاعلين فيما يتلقونه من رعاية.

وجاءت الدعوة، بمناسبة اليوم العالمي لسلامة المرضى الذي يُصادف غدا الأحد، إذ يحتفل العالم بهذا اليوم في 17 من أيلول سنويا، بحسب بيان صادر عن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط اليوم.

ويأتي اليوم العالمي لسلامة المرضى هذا العام تحت شعار “ليكن للمرضى دورٌ في سلامتهم”؛ وذلك تقديرا للدور المحوري الذي يؤديه المرضى وأسرهم والقائمون على رعايتهم في النهوض بالرعاية المأمونة، والحدّ من الضرر، والوقاية من الوفيات التي يمكن تجنبها،

وقالت المنظمة في بيانها، إن الضرر الذي يلحق بالمرضى بسبب عدم مأمونية الرعاية تحدٍّ عالمي كبير ومتنامٍ من تحديات الصحة العامة، وأحد الأسباب الرئيسية للوفاة والإعاقة في جميع أنحاء العالم.

وعالميا، يتعرض مريض واحد من كل 10 مرضى تقريبا للضرر بسبب الرعاية الصحية غير المأمونة، ورغم ذلك، يمكن توقِّي أكثر من 50 بالمئة من هذا الضرر.

وتشير التقديرات إلى وقوع 134 مليون حدث ضار سنويًّا في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط وحدها بسبب الرعاية غير المأمونة في المستشفيات، الأمر الذي يسبب 2.6 مليون وفاة.

ويُعزى نصف هذا الضرر تقريبًا إلى الأدوية، ثم الإجراءات السريرية الباضعة، والإجراءات الجراحية، وعدوى الرعاية الصحية والتشخيص.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري: إن أعدادا كبيرة من المرضى يتوفون أو يتضررون بسبب الرعاية الصحية غير المأمونة، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مشيرا إلى إمكانية خفض هذا الضرر إذا طُبّقت استراتيجيات وتدخلات لإشراك المرضى.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، أوضحت المنظمة أن الرعاية غير المأمونة تخلِّف عبئا اقتصاديا هائلا في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، إذ تسبب خسارة سنوية في الإنتاجية تتراوح قيمتها بين 1.4 و1.6 تريليون دولار أميركي، ويمكن أن تتراوح التكلفة الاجتماعية للضرر الذي يلحق بالمرضى بين 1 و2 تريليون دولار.

وبحسب منظمة الصحة، يمكن أن يؤدي إشراك المرضى الهادف إلى خفض عبء الضرر بنسبة تصل إلى 15 بالمئة، وهو ما يوفر مليارات الدولارات كل عام، ومن ثمَّ يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي العالمي بأكثر من 0.7 بالمئة سنويًّا.

وتشير البيِّنات إلى أن إشراك المرضى يقلل أخطاء الرعاية الصحية وتكاليفها، ويُحسّن مستوى تقديم الرعاية الصحية وجودة الرعاية والحياة؛ لذا ثمة حاجة مُلِحَّة إلى مزيدٍ من الاستثمار في إشراك المرضى وتمكينهم وإشراكهم هم وأسرهم في سلامة المرضى في إطار نهج علمي واستراتيجي.

وينص الهدفُ الاستراتيجي الرابع من “خطة العمل العالمية بشأن سلامة المرضى للفترة 2021-2030” على “إشراك المرضى وأسرهم وتمكينهم من تقديم المساعدة والدعم لتحقيق رعاية صحية أكثر مأمونية.

ولا يزال إشراك المرضى في سلامة المرضى متأخر من الناحية العملية؛ إذ أشارت النتائج المستخلصة من المسح المبدئي للدول الأعضاء الذي أُجري لتقييم تنفيذ خطة العمل العالمية بشأن سلامة المرضى إلى وجود حاجة ملحة إلى الاستثمار في السياسات والموارد على الصعيدين الوطني ودون الوطني.

editor

Recent Posts

“خليكم بحسرتكم”.. أحلام ترد على اتهام أصالة بسرقة أحد ألحانها

وضعت الفنانة أحلام حداً للجدل الذي أثير خلال الساعات الماضية، وما قيل عن أزمة بينها…

43 دقيقة ago

فرنسا تقصي البرتغال وتذهب لملاقاة إسبانيا في نصف النهائي

فاز منتخب فرنسا ضد البرتغال، بركلات الترجيح بنتيجة (5-3) بعدما سيطر التعادل السلبي على اللقاء،…

52 دقيقة ago

العضايلة خلال لقاءه هنية : الأردن القوي العزيز المستقر هو السند الحقيقي لفلسطين

استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وعدد من قادة الحركة مساء امس الخميس…

ساعتين ago

حروب مناخية

على البشرية أن تختار بين أن توحد جهودها ضد عدو مشترك، وهو وحش التغير المناخي،…

ساعتين ago

تسعة شهداء وعشرات الجرحى جراء قصف الاحتلال مناطق بقطاع غزة

استشهد خمسة فلسطينيين وأصيب العشرات بجروح في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا وسيارة في النصيرات…

ساعتين ago

تغيرات بشأن مستقبل غزة

تحول في منتهى الاهمية حول مستقبل غزة يقول إن هناك إزاحة قوية جدا من قبل…

ساعتين ago