الصفدي ونظيره النمساوي يبحثان جهود وقف الحرب على غزة

التقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، وزير الخارجية النمساوي الكسنادر شالنبيرج، في اجتماع بحث تطورات الأوضاع في غزة، وسبل وقف الكارثة الإنسانية التي تنتجها الحرب، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع.

كما بحث الوزيران العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها في العديد من المجالات.

وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء، قال الصفدي “هذه الزيارة تأتي في وقت عصيب تمر به منطقتنا ركزت على الجهود التي نقوم بها من أجل وقف الكارثة الإنسانية والعدوان الإسرائيلي على غزة وإيصال المساعدات الإنسانية والتقدم نحو حل سياسي للقضية الفلسطينية”.

وأضاف “بحثنا العلاقات الثنائية، ثمة علاقات تاريخية وكبيرة بين الأردن والنمسا، ونريد أن نطورها وأن نزيد من انعكاساتها الإيجابية على البلدين وعلى الشعبين”.

وقال “في موضوع غزة وضعت معالي الوزير في صورة أولوياتنا في المملكة؛ أولويتنا أولاً هي وقف العدوان بشكل فوري، والأولوية الثانية هي إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كاف وكامل لمواجهة كارثة إنسانية غير مسبوقة على مدى عقود حيث يواجه أكثر من ٢،٣ مليون فلسطيني خطر المجاعة جراء عدم سماح إسرائيل بدخول المساعدات الكافية لأهل غزة”.

وزاد “هذا العدوان لن يحقق أمناً، ولن يحقق سلاماً، ولن يؤدي إلا إلى المزيد من الصراع والمزيد من التصعيد، ووقفه أمر يجب أن يعمل المجتمع الدولي كله على تحقيقه بأسرع وقت ممكن”. وقال “وضعت معالي الوزير في صورة ما يجري في الضفة الغربية من تصعيد يهدد بتفجر الأوضاع في الضفة، خصوصاً وأننا على مشارف شهر رمضان الكريم”.

وقال الصفدي “ما نريده في المملكة، كما أكدنا دائماً، هو أن نحقق السلام العادل والشامل؛ والسلام العادل والشامل لن يتحقق إلا إذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة في الحرية والدولة ذات السيادة على ترابهم الوطني وفق المرجعيات المعتمدة لتعيش هذه الدولة بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.

وزاد “هذه الحرب طالت أكثر من اللازم، ضحاياها بعشرات الآلاف؛ أكثر من ٣٠ ألف فلسطيني ارتقى خلال هذه الحرب، وأكثر من نصف مليون فلسطيني الآن في أعلى معدلات المجاعة في العالم، وهذا أمر يجب أن ينتهي وأن ينتهي فوراً”، مؤكداً استمرار المملكة في العمل إقليمياً ودولياً من أجل إنهاء هذه الكارثة ومن أجل تلبية حقوق الشعب الفلسطيني الكاملة سبيلاً لتحقيق السلام الذي يحقق الأمن والاستقرار للفلسطينيين وللإسرائيليين”.

من جانبه، قال وزير الخارجية النمساوي الكساندر شالنبيرج “أشعر بقلق حقيقي وعميق بشأن الوضع الإنساني الكارثي في غزة، ولا يمكن لأي شخص أن يبدي عدم اهتمام في وجه المعاناة الإنسانية التي نشهدها”.

وزاد “لا تخضع المعاناة الإنسانية للطبقية الاجتماعية ولا يمكن تفضيل معاناة شعب على شعب آخر، وغزة تحتاج مساعدتنا”، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني في غزة كارثي.

وعبر شالنبيرج عن امتنانه لجهود الأردن المتواصلة لتقديم المساعدة الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في غزة، وقال “سبق للنمسا أن خصصت ١٣ مليون يورو على شكل مساعدات طارئة للشعب الفلسطيني في غزة ومن أجل الاستقرار في المنطقة؛ وتأتي هذه المساعدات إضافة إلى أكثر من ٣٠٠ مليون يورو على شكل مساعدات قدمتها إلى المنطقة خلال السنوات العشر الماضية، وستقدم الحكومة عشرة مليون يورو إضافية ستحصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على ٥ مليون يورو منها، ومنظمة الأمم المتحدة يونيسيف على ثلاثة ملايين منها ومنظمة الصحة العالمية على مليونين”.

وزاد “تحدثنا اليوم أيضاً عن توافقنا على العديد من الأمور؛ نريد الوصول إلى حل دولتين، ونريد الوصول إلى دولة فلسطينية، ولا أرى أي بديل لذلك فلا الفلسطينيين ولا الإسرائيليين سيختفون عن وجه الأرض، وقد أخطأنا في الماضي حين اعتقدنا أن عملية التطبيع أو ما يسمى بمعاهدات إبراهيم ستستبدل القضية الفلسطينية، ولكن وجدنا الآن أن هذا لن يحصل، وأن القضية الفلسطينية والمعاهدات والتطبيع وجهان لعملة واحدة، وهذا هو الطريق الوحيد أمامنا للوصول إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن يعيشوا مع بعضهم البعض في سلام”.

وأضاف “يجب أن تكون غزة جزء من هذه الدولة الفلسطينية، وأنا أرفض أي كلام عن النزوح القسري، وموقف النمسا واضح بما يخص المستوطنات والاستفزازات في المواقع المقدسة، وهو أنها بكل بساطة غير مقبولة”.

وفي إجابة على سؤال حول بناء المستوطنات، وأحداث السابع تشرين الأول، والرهائن، قال الصفدي “الأردن والعالم كله أدان قتل المدنيين في السابع من تشرين الأول، ولم نسمع إلى الآن إدانة من مسؤول إسرائيلي لقتل ٣٠ ألف مدني فلسطيني، من بينهم ١٢ ألف طفل”.

وزاد “منذ عام ٢٠٠٢، طرح العالم العربي كله مبادرة السلام العربية التي عبرت عن موقف العرب المتمثل في تحقيق السلام الكامل وإقامة علاقات طبيعية كاملة مع إسرائيل مقابل إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة”.

وفي إجابة على سؤال حول الأنروا، قال الصفدي “أود أن أشكر معاليه على المساهمات التي قالها قبل قليل والتي من شأنها أن تساعد الفلسطينيين في تجاوز هذه المحنة الإنسانية في غزة، والأنروا هي شريان حياة الفلسطينيين ولا يمكن لأي جهة أن تقوم بالعمل الذي تقوم به الأنروا، وما يتم اقتطاعه من مساعدات هو حرمان للطفل الفلسطيني وللمرأة الفلسطينية من فرصهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية”.

وزاد “الادعاءات حول الأنروا هي ادعاءات تم توجيهها لـ ١٢ عضواً من ١٣ ألفاً من طواقم الأونروا، والأنروا قامت بإنهاء عقود من تم الادعاء بحقهم، وأعلنت بأنه تحقيق داخلي وسهلت كذلك إجراء تحقيق مستقل تقوم به وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة”، وأكد الصفدي “الأنروا يجب أن تستمر بأداء واجبها وفقاً لتكليفها الأممي، ونأمل أن يقدم العالم الدعم اللازم للأنروا ومساعدة اللاجئين ليس فقط في غزة ولا في الضفة الغربية بل في مناطق عملياتها الخمس، ويجب تمويل الأونروا ويجب السماح لها بالاستمرار بعملها”.

وشدد الصفدي “لا يمكن الاستغناء عن دور الأنروا ولا يمكن أن يكون هناك بديل لها”.

وفي رد على سؤال حول التواصل مع الجانب الإسرائيلي في هذه الفترة والمواضيع المطروحة للنقاش، قال الصفدي “لست على اتصال مع نظيري الإسرائيلي، وهناك اتصال عبر قنوات اتصال عديدة”، وأكد الصفدي ” وموقفنا واضح نريد دخول المساعدات فوراً إلى غزة وإيقاف القيود على المصلين واستفزازهم، وكل ما من شأنه أن يعرض حل الدولتين للخطر”.

وأكد الصفدي ما لم يكن هنالك سلام عادل وشامل لن يعيش أحد في المنطقة بأمن وسلام”. وزاد “لن تحظى إسرائيل بالأمن والسلام ما لم يكن هنالك سلام للفلسطينيين، والإجراءات الأحادية الجانب والاستيطان في الضفة الغربية يعرض حل الدولتين للخطر، وطالما هنالك راديكاليون ومتطرفون في الجانب الإسرائيلي لن نتمكن من تحقيق السلام”.

editor

Recent Posts

السجن 7 سنوات لضابط كويتي اعتدى على عامل وتسبب بشلله

قضت محكمة كويتية، اليوم الاثنين، بسجن ضابط كويتي رفيع، لمدة سبع سنوات، بعدما أدين بضرب…

28 دقيقة ago

إسبانيا.. ظهور قرية اختفت تحت الماء 30 عاماً

عادت قرية أسيريدو الواقعة في مدينة أورنسي بإسبانيا للظهور من جديد بعد أن غمرتها المياه لمدة 30 عامًا. وفي…

ساعة واحدة ago

النمل في تايوان يركب السيارات لنشر مستعمراته

لاحظ العلماء أن أنواعاً من النمل تتسلل إلى السيارات وتتجمع داخلها، وتنتقل بها محاولة العثور على مكان جديد لبناء…

ساعتين ago

البرتغال بركلات الجزاء على سلوفينيا تتأهل لملاقاة فرنسا بربع نهائي يورو 2024

حقق منتخب البرتغال النتيجة المطلوبة بفوزه بفارق ركلات الجزاء الترجيحية على منتخب سلوفينيا وتأهل الى…

7 ساعات ago

إقامة فعالية عن ثقافة “الشاي الصيني” في عمّان

أقيم حفل افتتاح فعالية الشاي من أجل الوئام -صالون ياجي الثقافي "لعام 2024 في المركز…

7 ساعات ago

5 علامات تنذر بنقص زيت محرك السيارة

الزيت بالنسبة لمحرك السيارة هو بمثابة الدم لجسم الإنسان، ويجب متابعته باستمرار لمعرفة حالته وقياسه للحفاظ على…

7 ساعات ago